إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

ضع علامة صح.. الاختيار

إيمان راشد

الأحد، 08 مايو 2022 - 06:07 م

عندما علمت أن مسلسل الاختيار مستمر للعام الثالث على التوالى أدركت أننى سأترك أبنائى وانفرد بنفسى بغرفة أخرى طوال عرض المسلسل، كما حدث فى العامين الماضيين، فأنا لا أتحمل مشاهدة أحداث عايشتها فى الحقيقة وبكيت على من استشهدوا وتقطعت نياط قلبى وأنا أرى دموع وقلوب طحنتها حجارة الرحايا على فقد فلذات القلوب وأتذكر حالى وأنا أنتظر وحيدى كل لحظة أترقب صوت مفتاح شقتى أسابيع بل شهورا أموت خلالها كل يوم مع إعلان استهداف كمين بالعريش أو رفح والإعلان عن شهداء جدد، أنتظر طويلا بين اليأس والرجاء حتى يأتينى صوت حبيبى مطمئنا ومرددا (لا إله إلا الله يا أمى حضرتك زورتى بيت الله وتصلى وتعلمى جيدا أن الأعمار بيد الله... ادعيلنا) وغالبا كانت المكالمة تنتهى دون أن أنبث بكلمة فكل همى هو سماع صوته وسط نحيبى ودموعى ودعائى له ولزملائه...

تذكرت ذلك وهم يعلنون عن عرض الجزء الثالث ويقينى أنى لن أراه كما فعلت فى الجزءين السابقين ولكن ابنى اكد لى ان هذا الجزء تأريخ لما كان يحدث فى القاهرة ولا يحمل مشاهد لا يتحملها قلبى... ووثقت به فهو لا يكذب وتابعت المسلسل وكأنه يقص علىّ حياتنا التى عشناها فى هذه الفترة... الإخوان سطوا وسيطروا على كل شىء وأصبحنا نعيش فى ظلام دامس مادى ومعنوى لا يمر يوم إلا وتنقطع الكهرباء ونقف طوابير على رغيف الخبز وتوالت الأزمات حتى أنابيب البوتاجاز غير موجودة، خربوا البلد لمصالحهم وتم أخونة كل شىء بما فى ذلك جريدتنا فأصبحنا غرباء فيها وسط شرذمة من الإخوان كانوا لنا بمثابة الرقيب حتى إنهم أحالوا عددا كبيرا منا إلى جهاز الكسب غير المشروع بلا تهمة سوى اننا رفضنا الانصياع لأوامرهم.. رأيت نفسى فى جنازة الحسينى أبو ضيف ونحن نشيع جثمانه ونشيع معه حرياتنا ولكن أبدا لم يعرف اليأس طريقه إلينا..  وعندما شاهدت الرئيس السيسى وهو يقرر تعطيل الدستور تذكرت حالى وقتها ووجدت نفسى أقفز وأصفق كما فعلت وكأن حجرًا وهمًا انزاح من فوق صدرى.. كذلك فقد انهمرت دموعى وأنا ارى الشهداء وبكاء وعويل الأهالى وقُلت نعم لقد أخذنا تارهم ومن حقنا تلقى العزاء فيهم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة