مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

«ملعوب» فى دماغهم

الأخبار

الأحد، 08 مايو 2022 - 06:14 م

مديحة عزب

بصرف النظر عن دوافع العملية الإرهابية التى شهدتها أرض سيناء الطاهرة أمس الأول والتى راح ضحيتها عدد من الشهداء الأبرار وأريقت دماؤهم الذكية وهم يدافعون عن تراب الوطن الغالى.. وبصرف النظر أيضًا عن الرسالة التى يريد الإرهابيون أن يوصلوها لنا، فهذه العملية الخسيسة بالطبع لها طرفان..


طرف أول فكر وخطط وموّل وطرف ثان نفذ العملية وهو مغسول الدماغ معصوب العينين وهو يعتقد أنه فى مهمة مقدسة يتقرب بها إلى الله، أى باختصار طرف مضلل (بكسر اللام) وطرف مضلل (بفتح اللام).. بالنسبة للطرف الأول فجيشنا الباسل لهم بالمرصاد ولن تلين عزيمته أبدًا مهما تحالفت عليه قوى الشر والنصر له بإذن الله..
أما الطرف الأخير فهو مشكلة المشاكل منذ سنوات طويلة وحتى وقتنا الحاضر، لأنه لم يجد من يفقهه فى دينه كما أنزله الله من فوق سبع سموات ولكنها أجيال ولدت ونشأت وترعرعت فى ظل دين يمكن أن نسميه دينًا موازيًا من فرط ما به من قصص وحكايات وخرافات وتفسيرات خاطئة لنصوص مقدسة، تم البناء عليها بعدة أحكام بشعة أعطت فى النهاية لمن يتعاطاه صورة فى منتهى العنف عن الآخرين وكيفية التعامل معهم وتقبلهم، فدينهم المزيف يأبى عليهم قبول الآخر وقبول الاختلاف وقبول السلام المجتمعى كوسيلة للحياة الآمنة..


هؤلاء يقتلون كل من يخالفهم فى الرأى والمنهج والعقيدة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، وكل من يعارضهم مرتد تحل دماؤه..
هذا الكلام ليس جديدًا ولكننا نقوله منذ سنوات وقد بحت أصواتنا ونحن نطالب بتجديد الخطاب الدينى وتنقية التراث من كل ما يخالف دين الله الحق.. وحتى عندما تولى الرئيس السيسى الحكم قبل عدة سنوات لم يترك فرصة إلا وطالب بتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين وتصويب كل التفاسير الخرافية التى تزدحم بها كتب التراث والتى تتناقض بشكل فاضح مع كثير من آيات القرآن الكريم وذلك لرد شبابنا عن ممارسة الإرهاب بكل صوره وأشكاله ولكن دون جدوى تذكر، سنوات ونحن نسمع من المسئولين بمؤسساتنا الدينية أن الأمور تمام التمام ومفيش مشكلة ولا حاجة وكتبنا التراثية بخير، ولما ندقق شوية فى اللهجة القاطعة التى يتحدثون بها ندرك الحقيقة المؤسفة..


 أقول لك إيه هى الحقيقة المؤسفة دى يا عزيزى القارىء؟ الحقيقة باختصار إن احنا كدولة فشلنا فشلاً ذريعًا فى تجديد الخطاب الدينى ولا يزال شبابنا الغض الصغير يتلقى أوامره ونواهيه ممن استقى كل ثقافته الدينية من كتب التراث سواء كان أبًا أو أمًا أو مدرسًا أو إمام مسجد أو خطيب جمعة..
 ولاتزال المفارخ شغالة وتفرخ لنا مع كل شمس دواعش صغننين جاهزين لحمل السلاح والحرق والقتل والتخريب على نية الشهادة والتقرب إلى الله ودخول الجنة.. مصيبة سودة ودائرة جهنمية لا ندرى متى سنخرج منها.. ولا أملك إلا أن أقول لمشايخنا الأجلاء: منكم لله.   
ما قل ودل:
لو كان العتاب حلًا لما أسرها يوسف فى نفسه..

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة