علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

مخاض عسير

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 11 مايو 2022 - 09:02 م

وهل ثمة مخاض يتسم باليسر؟!


  أما المخاض العسير ها هنا، فإنه ما يشهده العالم خلال العامين الأخيرين، منذ مطلع العقد الثانى من القرن الذى أطل علينا، استبشر به من يجنح للتفاؤل، وتوجس منه كل من يميل للتشاؤم!


 هاجمتنا كورونا قبل أن نستقبل شمسه، ففضحت عورات النظام الدولى، وكشفت هشاشته، ثم انسحبت «القوة الأعظم» من أفغانستان، فتفاجأ كل من يزعم أن أمريكا مازالت الأقوى بلا منازع، بأن الأمر إلى الزعم أقرب، ثم وقعت الواقعة فى أوكرانيا، فإذا بالكثير مما أثير عن عالم جديد لينبذ تناقضات وسلبيات فُرضت على الإنسانية على مدى أكثر من سبعة عقود، ليس سوى أوهام وأضغاث أحلام!


 المشهد الأوكرانى بملامحه التراجيدية، والاصطفافات التى توالت، والتحديات والتهديدات التى اجتاحت العالم دون استثناء لمنطقة أو جهة، حسمت الأمر، وما كان محل شك أو تردد، أن البشرية على حافة مخاض عسير لنظام دولى جديد، طال التبشير بقدومه، قاومه من سادوا أو سيطروا  خلال النظام القائم، لاسيما فى فترة يمكن اعتبارها انتقالية بين نظامين، ودفع باتجاهه من راهنوا على معادلة جديدة تحكم النظام المرتقب.


 بالقطع فإن ناتج المخاض لن يتبلور بين عشية وضحاها، ولن نستيقظ ذات صباح قريب، أو حتى فى مدى منظور على نظام دولى مغاير، لكن يقينا فإن العالم قبل أوكرانيا سوف يختلف عن ما بعدها، سواء استمر القتال أسابيع أو شهورا أو توقف ليستمر بوسائل أخرى سياسية واقتصادية وثقافية بصورة أكثر أو أقل كثافة عما واكب الصراع العسكرى.


 موقعة أوكرانيا ربما مثلت أكثر آلام المخاض وجعا وشدة وعنفا، وأن ثمة عالما جديدا لا رجعة فى إعادة صياغته بدأ فى التشكل، وأن ثمة خيارات أكثر تعقيدا أصبحت على الطاولة وأن البشرية باتت أمام مزيج من المخاوف والآمال سوف تكون الوجبة المفروضة عليها لزمن ليس بالقصير.


 لقد خلق الله الإنسان فى كبد، مما يعنى أن عليه أن يواجه دائما الأزمات والخيارات الصعبة، لكن لحظات المخاض تظل فاصلة وحاسمة لأنها تعنى ميلادا جديدا بكل حمولته المراوحة بين الأمل واليأس!!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة