د. خالد القاضى
د. خالد القاضى


يوميات الأخبار

رأيتُ النبى صلى الله عليه وسلم

خالد القاضي

الخميس، 12 مايو 2022 - 07:16 م

هل كانت تلك الرؤية أمنية خافية فى اللاشعور؟ أم حقيقة؟.. أم أضغاث أحلام؟.. لا أدرى!!!
 

اختلفت آراء المفسرين والمحللين والفقهاء فى رؤية النبى الأكرم محمد ، وهل هى رؤيا حق؟ أم أنها مخزون روحى عاطفى عند كل المسلمين ولا شك فى رؤية نبيهم الأعظم ؟ سيما حين يشتد بهم الكرب، فيناجون ربهم ويدعونه آناء الليل وأطراف النهار، ويأملون فى رؤية حبيبهم  يتحدثون إليه بما يكدر صفوهم ويؤرق مضجعهم. 


أول فضل لرؤية الرسول  فى المنام أنها رؤية حق عند أغلب الفقهاء والمفسرين، مستندة إلى قوله  «من رآنى فقد رأى الحقَّ» ما يؤيد أن رؤيا النبى فى المنام إنما هى رؤيا حقّ، والشيطان ممنوعٌ عن التمثل بصورة النبى للرائي، وأما تأويلها فيكون على الهيئة التى يرى النائمُ الرسولَ  فيها.


فعند ابن سيرين (أشهر مفسرى الأحلام) أن «رؤية الرسول محمد  فى المنام تدل على دينٍ وديانة وأداء أمانة».


وعند بعض المفسرين أن رؤيا الرسول  فى المنام تدل على الفرح والبشارة، فمن رأى النبى مسروراً فى المنام نال الرائى جاهاً وعزّاً، ومن رأى الرسول فى المنام حزيناً أو عابس الوجه؛ دل ذلك على كرب وشدة يليها فرحٌ بإذن الله.


ورجّح البعض أن رؤيته  على هيئته أقوى من رؤيته على غير هيئته، فيما قال آخرون إن رؤيا نور النبى محمد  فى المنام خيرٌ على كل حال.


وذهب بعض المفسرين كذلك للقول إن رؤية النبى  فى المنام إنما كمن ينظر فى المرآة، فإن رآه بحال حسنة دل ذلك على حسن حال الرائي، وإن رآه غير ذلك دل على سوء حال الرائي، وهذا من فضل رؤية الرسول عليه السلام فى المنام أنّه إخبارٌ للعبد بحاله وحال دينه ودنياه.


اعترف أننى كنت شديد الحيرة فى تبنى تلك الآراء أوغيرها، ذلك أننى كسائر المسلمين فى الكون أؤمن بأن الرسول الأكرم  (بشر)، والبشر له نهاية مؤكدة محتومة وهى الموت، وما بعد الموت تنطلق الروح، وفى القرآن الكريم: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).. فهل لهذه الروح أن تبقى على صلة بعالم الأحياء، وتحدثهم، وتسمع أنينهم، وتسعى لنصحهم إن كان؟؟


ولكن تم حسم هذه الحيرة فى رؤيا مؤخرًا للنبى الأكرم ، يستمع لشكواي، بل يحملنى رسالة إلى أحياء (بالاسم)، فهل كانت تلك الرؤية أمنية خافية فى اللاشعور؟ أم حقيقة؟.. أم أضغاث أحلام؟.. لا أدرى!!!

السلام عليك أيها النبى

 «السلام عليك أيها النبي» مشروع إنسانى حضارى عالمى بديع (بمكة المكرمة).. يؤرخ ويوثق حياة نبى الإسلام سيدنا محمد  بما يؤكد على حقيقة الدين الإسلامى الحنيف، ودعوته للسلام، وتقديره للعلم والعلماء، ليكون مشروعًا إسلاميًا عصريًا رائدًا ومتميزًا.


ويضم المتحف الذى يضمه المشروع نحو 1500 قطعة أثرية من عصر النبوة، ويساهم فى التوعية بمحاسن الإسلام وغرس المبادئ والقيم الاسلامية والأخلاق النبوية العظيمة فى الأجيال الحالية والقادمة، وإبراز قدرة الإسلام ورسالته السمحاء فى استيعاب جميع الحضارات والثقافات الأخرى فى العالم وإمكاناته الضخمة فى التعامل معها من خلال رسالة خاتم المرسلين إلى العالم أجمع، كما يقوم بتعريف زوار مكة المكرمة من حجاج ومعتمرين بالمفاهيم الإسلامية العظيمة. 


ويشمل المتحف على أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، فتوجد شاشات ضخمة بجودة عالية تعمل باللمس لرسم صورة حية ثلاثية الأبعاد لشكل الحياة فى مكة قديماً، مع توفير أفلام علمية شارحة، مع عناية ظاهرة بأسس وجماليات العمارة الإسلامية. 


وقد تشرفتُ بزيارة المشروع بمكوناته جميعها غير مرة، وفى كل مرة ازداد إعجابًا وفخرًا بديننا السمح الذى يتعرض هذه الأيام لهجمات شرسة، ليس من أعدائه ومنكريه، بل من سلوكيات المسلمين أنفسهم، وبعدهم عن نهج الرسول الأكرم القويم الذى ما فتئ يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل غير المسلمين بالتى هى أحسن، وليس بالجبروت والقتل وسفك الدماء. 


وأذكر أننى فى حج عام 2016 م، وزرنا هذا المشروع الرائع وبحق، كنتُ بصحبة فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، وأكثر من مائة وخمسين عالمًا من كبار علماء ومفكرى ومثقفى وأدباء العالم الإسلامي.


ولا شك أن هذا المشروع العملاق يتم عبره التعارف والتواصل الدينى والمعرفى بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، وتأتى اللقاءات المعرفية لتتيح لكافة المهتمين والمتخصصين فى العالم الإسلامى تدارس ومناقشة القضايا المختلفة التى تهم المجتمع الإسلامى فى كل أرجاء العالم، كما تهيئ لهم تبادل الخبرات والتجارب لمواجهة التحديات التى تهدد العقيدة والأمة والثقافة.

العيد الماسى لمجلس الدولة 

تحتفل مصر الأسبوع القادم بالعيد الماسى لمجلس الدولة (75 عامًا)، وأنشئ مجلس الدولة كجهة قضائية مستقلة وفقًا لأحكام القانون 112لسنة 1946، وفى 10 فبراير 1947 افتتحه الملك فاروق الأول. 


ووفقًا لقانونه، يختص مجلس الدولة دون غيره بالفصل فى المنازعات الإدارية، ومنازعات التنفيذ المتعلقة بجميع أحكامه، كما يختص بالفصل فى الدعاوى والطعون التأديبية.. ويتولى وحده الإفتاء فى المسائل القانونية للجهات التى يحددها القانون، ومراجعة وصياغة مشروعات القوانين والقرارات ذات الصفة التشريعية، ومراجعة مشروعات العقود التى تكون الدولة أو إحدى الهيئات العامة طرفًا فيها. ويعد مجلس الدولة المصرى رائد القضاء الإدارى فى الوطن العربي.


ومن الأحداث التى أعتز بها كثيرًا فى حياتي، أنه كان لى شرف صدور قرار جمهورى بتعيينى بمجلس الدولة، ولكن أثناء عملى بالنيابة العامة، فكانت حيرتى بالغة، بين الاستمرار فى النيابة العامة وما تمثله لى من ثقة وشرف ومسئولية، وبين الانتقال لمجلس الدولة وما يمثله لى كذلك من ثقة وشرف ومسئولية، فكان أن استخرتُ الله تعالى فى بيته الحرام بمكة المكرمة، وصدر القرار الإلهى باستمرارى فى النيابة العامة، باعتبارها الأسبق فى التعيين (معيار إجرائى وليس موضوعيا) وهو ما شرحه لى والدى -رحمه الله- وأعطانى نصيحة لا تبرح عقلى ووجدانى وهى أن نتيجة الاستخارة تتجسد فيما تتجه إليه إرادتك أنت -وليست قوى غيبية- بأن ينير الله لك جوانب لم تكن ماثلة فى فكرك قبل تلك الاستخارة..

﴿وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ سورة القصص (69).
تحية تقدير واحترام للزملاء الأجلاء؛ قضاة مجلس الدولة الأجلاء وهم يسطرون بمداد العدل أحكامهم وفتاواهم وآراءهم  فى ساحات القضاء والإفتاء والتشريع. 

البلوك تشين


قرأتُ مؤخرًا كتاب «السياسة القانونية للبلوك تشين والعقد الذكي».. تأليف القاضى الجليل الدكتور عمرو شكرى القبطان مستشار أمن المعلومات وحماية البيانات، والقاضية الوقورة أمانى محمد موسى رئيس النيابة بمكتب النائب العام، وهو أول كتاب يصدر باللغة العربية.


 وأتمنى أن يتاح هذا الكتاب (الرائد) على شبكة المعلومات الحكومية للجميع، لأهميته القصوى –فى اعتقادي– لمستقبل مصر الرقمي.  

شهداء الوطن


اغتالت يد الإرهاب الأسود الأسبوع الماضي، عددًا من صفوة شبابنا الأطهار الأبرار فى اعتداءين متتاليين.. وأصيب عدد آخر بسلاح الجبن والغدر والخيانة. 


نحن جميعًا مدينون لكم بحياتنا وأمننا أيها الشهداء الأبطال.. وعزاؤنا لأسركم التى تفخر وتعتز بكم أبد الدهر.. «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» 


قضايا الأسرة 


ختامه مسلك بمداخلة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مداخلته مؤخًرا فى برنامج «صالة التحرير»: «إننا نحتاج إلى مناقشة قضايا الأسرة بأمانة وحيادية ودون مزايدة، مشيرًا إلى أنها من أخطر القضايا التى تؤثر على مجتمعنا وتماسكه ومستقبله».


تحية إعجاب وتقدير للقاضى الجليل عبد الله الباجا رئيس محكمة الاستئناف السابق، وأحد أهم أعلام الأحوال الشخصية فى مصر وقد كان زميل دفعة لشقيقى عاطف رحمه الله (دفعة 1984) وقابلته للمرة الأولى عام 1986 مع شقيقى فى دورة المركز القومى للدراسات القضائية. 


ونأمل أن يتم حسم كثير من الملفات الشائكة والدقيقة من خلال آليات قانونية تنفيذية فعالة، توازن بين صوالح كافة أفراد الأسرة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة