المجنى عليها
المجنى عليها


يعتدي على ابنة زوجته في غياب أمها المريضة بالشرقية

غابت الزوجة فحضر المجرم.. تفاصيل صادمة

أخبار الحوادث

السبت، 14 مايو 2022 - 04:34 م

إسلام عبدالخالق

جريمة نكراء يندى لها جبين البشرية وتشمئز منها مشاعر الإنسانية جمعاء؛ بعدما أقدمَّ عامل على الاعتداء على ابنة زوجته الطفلة ذات الثلاثة عشرة أعوامٍ، دون أية مشاعر أبوة من جانب الأب، بل والأدهى من ذلك أنه راح يُهدد ابنة زوجته الطفلة بأنه سيقتلها إذا ما أخبرت والدتها بما يفعله معها من تعذيب، لا لشيء إلا لأن الأم قد غابت عن منزل الزوجية لنحو خمسة أشهر.


قبل خمسة أشهر كانت القشة التي قسمت كل شيء طيب؛ حين داهم المرض الزوجة «نهى» (ربة منزل في بداية الثلاثينيات من عمرها)، أصيبت فجأة بمرضٍ عُضال جعلها تهيم على وجهها في المستشفيات حتى قرر الأطباء إجراء جراحة عاجلة لها لأجل استئصال الأمعاء، في سجال من الألم والتخبط دون وجود سند؛ فالزوج لا يأبه لها أو حتى يطلب لها الشفاء ولو بالكلمة أو الدعاء، قابعًا في البيت يعمل يومًا وعشرة في بطالة، حتى ضاقت الزوجة ذرعًا، أو كما يُقال بين أهل الريف "رمت طوبته".

رضخت «نهى» لحديث الأطباء وجرى احتجازها في مستشفى الزقازيق الجامعي لأجل استئصال الأمعاء، وحين دخلت بقدمها المستشفى واعتلت بجسدها سرير غرفة العمليات ظنت أن مرضها هو أكبر هم صادفها، لكن ما جرى بعيدًا، داخل منزلها، كان من الجرائم الكبرى؛ إذ راح زوجها يعتدي على طفلتها الكبيرة "ن" ضربا وتعذيبا مرارًا وتكرارًا في غياب الأم، ولم يكتف بذلك بل فعل ما هو ابشع من ذلك.

 

داخل منزل الزوجية، وبعدما غابت الزوجة لأجل ظرف مرضي قهري، لعب الشيطان برأس الزوج «سعيد»، العامل باليومية الذي راح يتربص بالطفلة وأول من قالت له كلمة «بابا»، وبين هذا وذاك أعطاها منوما، وما أن تركت دنيا المستيقظين حتى اعتدى عليها شر اعتداء.


انتهى «سعيد» من فعلته واعتدائه لكن شيطانه لم يهدأ، وعلى مدار ليالي كثيرة ومراتٍ راح واعتاد التعدي والاعتداء على ابنة زوجته بعدما هددها بأنه سيقتلها إذا ما فكرت مجرد تفكير أن تُخبر والدتها أو أي شخص بما تتعرض له على يد زوج الأم.

 

على مدار خمسة أشهر كانت الطفلة تئن من تعديات من ظنته أبًا حنونًا وكانت تناديه بـ بابا، حتى فوجئت الصغيرة بآلام غريبة تُداهمها، لتلجأ أخيرًا إلى والدتها تشكو من الإصابة بتبول لا إرادي، وبين هذا وذاك كانت الأم في منزل أهلها تُعاني بعد استئصال أمعائها، بخطواتٍ متثاقلة من شدة المرض جذبت الأم يد طفلتها وسارا معًا حتى عيادة أحد الأطباء، وهناك كانت الصاعقة حين طالب الطبيب الأم بالهدوء قبل أن يؤكد لها أن طفلتها ضحية تعدي شخص عليها وأن الأمر لن يمر مرور الكرام.

 

سقطت العبارة على سمع الأم كالصاعقة، لتسترجع الزوجة شريط كفاحها وعنائها منذ تزوجت بالشخص الذي لم يرحمها يومًا؛ فقد تركها تخدم في المنازل أو تعمل في الحقول باليومية لأجل الإنفاق عليه وعلى أطفالهما الثلاثة، وقبل عملها باليومية كانت قد باعت ميراثها لأجل بناء شقة في منزل والد زوجها، وكذلك اشترت جاموسة لأجل إطعام أطفالها ودراجة بخارية (توك توك) لزوجها للعمل عليها، لكنه باع كل شيء حين كانت في المستشفى، في تفاصيل كثيرة لا تحمل أية نقطة بيضاء مرت على «نهى» منذ تزوجت، وكانت راضية ومتحملة، لكن أن يصل الأمر إلى درجة تعديه على طفلتها حتى حدث لها ما حدث، لتسقط أرضًا وتلطم وجهها ورأسها وهي تبكي وتصرخ بكلماتٍ غير مفهومة، وهرولت الأم رفقة طفلتها إلى مركز الشرطة تلوذ بالجميع لإغاثتها، وهي تردد أنه لا مُغيث مما أصاب ابنتها الطفلة التي تعرضت للاعتداء.

 

بلاغ الواقعة

البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أبو حماد، يفيد بورود بلاغ من سيدة تُدعى «نهى» ربة منزل في الثلاثينات من عمرها، مُقيمة في إحدى القرى التابعة لدائرة مركز شرطة أبو حماد، تتهم فيه زوجها المدعو «سعيد ع»، عامل، عمره 37 عامًا، بالتعدي على طفلتها «ن» البالغة 13 عامًا.

 

استدعت جهات التحقيق الطفلة المجني عليها «ن»، وبسؤالها أفادت الفتاة بأن والدها قد اعتدى عليها عدة مرات، في غياب والدتها عن المنزل طيلة خمسة أشهر، قبل أن تؤكد أنها حين كانت تحاول صده وصد تعديه عليها كان يُهددها بأنه سيذبحها ويقتلها إذا ما أخبرت والدتها بما يفعله.
من جانبها، أفادت والدة الطفلة في حديثها أمام جهات التحقيق، بأنها قد تزوجت من زوجها المتهم منذ 15 عامًا، ورُزقت منه بثلاثة أطفال وأن ابنتها البالغة من العمر 13 عامًا كانت ضحيته، وأن الزوجة قد تركت منزل الزوجية منذ عدة أشهر لأجل إجراء تدخل جراحي لاستئصال جزء من الأمعاء، وخلال تلك المدة حضرت إليها طفلتها تشكو حالتها الصحية فذهبت بها إلى الطبيب وتأكدت هناك أن الطفلة قد تعدى عليها والدها مرات متكررة.

 

جرى ضبط الزوج المتهم، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المبين في التحقيقات، وبالعرض على جهات التحقيق قررت عرض الفتاة على الطب الشرعي لإجراء تحليل البصمة الوراثية وبيان مدى صحة ادعائها وتعدي الأب عليها، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها، قبل أن تُصدر قرارها بإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة