أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

الهلال الشيعى

أسامة عجاج

الثلاثاء، 17 مايو 2022 - 06:36 م

«الهلال الشيعى» مصطلح سياسى له بعد مذهبي، ظهر للمرة الاولى عام ٢٠٠٤، على لسان الملك عبدالله ملك الأردن، محذرا من مشروع يستهدف المنطقة العربية، بقيادة وبتدبير من إيران، يبدأ من العراق بعد - سقوط نظام صدام حسين - مرورا بسوريا ولبنان ، ويمتد حتى اليمن والسودان، بدا الامر يومها كما لو كان فائض خوف ، او استثمارا سياسيا، أو تحريفا للخطر الحقيقى الوجودى،  الذى يواجه المنطقة، وهو اسرائيل، وأظن أن الكل مدين  باعتذار للملك، فالامر كان استشرافا للمستقبل، والأدلة أكثر من أن تعد أو تحصى ، حيث نجحت طهران فى معركة الصراع والتنافس على النفوذ فى العديد من الدول المستهدفة، حيث استطاعت مد «أذرع» لها تعمل لخدمة مصالحها فى العراق. شهدت البدايات تفاهما غير مكتوب بين واشنطن وطهران ، ولكنها استفادت من كل القرارات الامريكية، حيث شكلت ميلشيات عسكرية تأتمر بأمرها، بعد القرار الأغبى فى التاريخ، بحل الجيش العراقي، ناهيك عن تكريس فكرة الطائفية والمحاصصة السياسية  فى استنساخ سيئ للنموذج اللبناني، والذى اتاح للمكون الشيعى  وأحزابه السيطرة على مفاصل الدولة، ولم تعد طهران فى حاجة الى وجود عسكرى على الارض، بينما تتزايد المطالبات بخروج القوات الامريكية، رغم محدودية اعدادها. فى سوريا كرست الزيارة الاخيرة للرئيس بشار الاسد الى طهران الاسبوع الماضي، انتصار ايران فى معركة النفوذ مع روسيا، بعد إعلان قدرتها على ملء الفراغ الروسي، الغارق حتى أذنيه فى حرب الاستنزاف فى أوكرانيا، ولكنها احتاجت الى وجود فعلى ميليشياوى  متمثل فى فيلق القدس ومتطوعين شيعة من افغانستان وباكستان .والوضع فى لبنان ليس أحسن حالا، بل يمثل النموذج الامثل لحلقة مهمة فى الهلال الشيعى حيث تحول حزب الله الى الرقم الاهم فى المعادلة السياسية فى البلد وشكل دولة فوق الدولة، كما خرج من خانة «الذراع الايرانية» الى دور «الوكيل الاقليمى» لها، وهو ما يقوم به فى اليمن، بعد دخوله نطاق  الهلال الشيعي، وعبر الدعم العسكرى والتدريب الايرانى ومن حزب الله ، تم تشكيل جماعة انصار الله.
نحن امام استراتيجية ايرانية خطيرة على المنطقة العربية، تتقدم دائما، وقد تتجمد بفعل الظروف، ولكنها أبدا لا تتراجع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة