د. أسامة السعيد
د. أسامة السعيد


خارج النص

حوار الفرصة الأخيرة

د. أسامة السعيد

الثلاثاء، 17 مايو 2022 - 07:40 م

دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحوار وطني شامل ومفتوح لجميع القوى السياسية والمجتمعية للتشاور والتباحث حول أولويات الجمهورية الجديدة، هي فرصة حقيقية وواعدة لمن أراد أن يكون له مكان في سفينة الوطن المبحرة نحو المستقبل.


ومع ثقتي الكاملة في رغبة القيادة السياسية وانفتاحها على مختلف الآراء والأفكار، من أجل بناء مسار إصلاح سياسي واعد، نستكمل به ما أنجزناه من إصلاحات اقتصادية هيكلية، لتتوازى مسارات الإصلاح الشامل لمصر الجديدة، إلا أنني أخشى من أن تفوت بعض القوى السياسية، وبخاصة الحزبية الفرصة، وتسقط في فخ الأخطاء القديمة، والتي دفعنا ثمنها غاليا في لحظات التحول والتغيير الجذري التي شهدناها على مدى العقد الماضي، وأعني هنا غياب وجود رؤية حزبية حقيقية قادرة على أن تقدم برامج واقعية أو نقدا بناءً تستفيد منه السلطة، وتطور من أدائها لخدمة المصلحة العامة.


يندهش كثيرون عندما يعرفون أن في مصر 104 أحزاب سياسية ، كثير منها لا يتجاوز كونه لافتة على مقر مهمل، والعديد منها لا يعدو أن يكون تجمعا عائليا لطيفا، يشبع نوازع البحث عن الوجاهة الاجتماعية، أو ربما يحقق في بعض الأحيان مكاسب مادية لمن يجيدون استغلال هذه الكيانات الهشة، لكن الغالبية العظمى من أحزابنا السياسية تفتقر إلى الطابع المؤسسي في إدارتها، وتفتقد إلى الرؤية التي تؤهلها لتكون في لحظة من اللحظات حكومة ظل، أو تنتج كوادر حقيقية لديها من الكفاءة والجدارة ما يدفعها إلى تغذية الطبقة السياسية في بلادنا بعقول نابهة ووجوه لامعة!!


الحوار الوطني هذه المرة لا أبالغ إن قلت إنه حوار الفرصة الأخيرة لكثير من الأطراف السياسية في بلادنا، لذا أتمنى أن تستعد الأحزاب بجدية لجلسات هذا الحوار، وأن تقدم اوراقا تعتمد على بيانات وحقائق، وأن تطرح رؤى واقعية وتوصيات قابلة للتطبيق، وألا تجري وراء سراب حب الظهور، والانقسامات والصراعات الشخصية والأيديولوجية بين بعضها البعض، أو أن يحولها البعض إلى «مكلمة» شخصية، فتضيع الفرصة، كما أضاعت الكثير من الفرص سابقا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة