صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


هل تقبلين الزواج بدون شبكة؟.. فتيات يجبن على السؤال الصعب

رانيا عبد الكريم

الخميس، 19 مايو 2022 - 11:21 ص

أثار ارتفاع سعر جرام الذهب المتتالي والمبالغ فيه بشكل كبير الأشهر القليلة الماضية جدلا واسعا بين المقبلين على الزواج على بند "الشبكة"، وهل هي إلزامية ولايمكن الاستغناء عنها؟، أم أنه يمكن استبدالها بفضة أو الإكتفاء بالدبلة في محاولة للتيسيير على الشباب لاستكمال نصف دينهم، والقيام بباقي متطلبات الزواج من شقة وفرش وغيره.

وجاء تصريح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق المنتشر على مواقع التواصل والسوشيال ميديا خلال الأيام الماضية، والذي يطالب من خلاله بالإكتفاء بالدبلة كشبكة ومهر عند الزواج تيسيرا على الشباب، ليلتف حوله المؤيدين من الجنسين، دعما ودفاعا عن هذه الفكرة فى ظل ارتفاع الأسعار في كل شئ.

واستطلعت "بوابة أخبار اليوم" أراء الفتيات والعائلات فى فكرة التنازل عن الشبكة في ظل الأسعار الخيالية للذهب، خاصة وأن هناك عائلات تعتبر الشبكة ركن أساسي من أركان الزواج، وعدم وجودها يخل بالزواج نفسه، فتقول ميادة محمود طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة أنها أصغر أخواتها، واعتادت في زيجات شقيقاتها الأكبر منها أن يكون هناك اتفاق على مبلغ معين للشبكة، دون تعنت أو مبالغة من والدها، إلا أنها مع هذا الارتفاع الجنوني للذهب قررت ألا تشتري شبكة عندما تتزوج، وستكتفي بدبلة فقط.

اقرأ ايضاً:إنفوجراف| أسعار الذهب الخميس 19 مايو

متابعة "قيمة البنت ليست بما يقدم لها من شبكة، فهذه معتقدات قديمة لا تناسب عصرنا هذا، الأهم أن يكون انسان محترم ويتقي الله فيها ويستطيع أن يفتح بيته"، لافتة إلى أن الكثير من زميلاتها يفكرن بنفس الطريقة، ولن يطالبن بشبكة، والمهم أن يؤسس بيت مناسب.

وتقول صباح أحمد حاصلة على بكالوريوس تربية أن عائلتها من العائلات الكبيرة في الأرياف، وعند زواج إحدى بنات العائلة كان لابد أن يتم شراء شبكة بما لا يقل عن 70 جراما من الذهب، إلا أنه ومع التصاعد المستمر في أسعار الذهب أخذت الكمية تقل تدريجيا، وأصبحت حسب مقدرة كل عريس وظروفه، دون فرض أو شرط.

وترى أن كل هذه أمور شكلية، وتسبب ضغوطا كبيرة على الشباب، وتعيق فكرة الزواج لدى الكثير منهم، خاصة وأن أسعار كل شئ أصبحت من الخيال، ومن يستطيع أن يوفر شقة ويجهزها في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، فقد استطاع أن يحقق إنجازا.

وأشار مصطفى عبد الله أب لولدين وبنتين أنه مع التيسيير على الشباب فى مختلف أمور الزواج، قائلا "أنا أب وعندي الولد وعندي البنت، لذلك أنا أشعر بالمسئولية تجاه الجنسين، ومع تقدير الولد للبنت والاهتمام بما يقدم لها، ولكن دون تعسف، فكلا حسب مقدرته، وأنا كأب لبنات ما يهمني فى المقام الأول أن يتزوج بنتي رجل يعرف كيف يصونها ويحافظ عليها".

مستكملا" وليس معنى ذلك أن يتزوج دون عناء أو بذل مجهود، فلابد أن يتعب ليعرف معنى المسئولية، وأن يبذل ما في وسعه من أجل البنت التي يختارها، ولتأسيس منزل زوجية مناسب وفق امكانياته، أما الشبكة فهى تقديرية، كل حسب قدراته، فليس من الطبيعي أن يشتري الشبكة بما لديه، ويستدين ليستكمل باقي متطلبات الزواج".

ويقول أمين إبراهيم شاب ثلاثيني أنه لم يستطيع أن يتخذ خطوة الإرتباط رغم تجاوز سنه الثلاثين بسبب المغالاة فى المهور والشبكة ومختلف تكاليف الزواج، معلقا "الزواج الآن أصبح مثل الحج .. لمن استطاع اليه سبيلا، وأصبحت طلبات أغلب الأسر في مستوى الشاب المليونير وليس الشاب العادي".

ومن جانبها أشارت دكتورة سامية الصابر أستاذ علم الإجتماع بجامعة الأزهر، أنه يجب أن يتقبل المجتمع فكرة إلغاء الشبكة المبالغ فيها، فهي في أصلها هدية من العريس للعروسة، ولا يجب أن يستدين ليشتريها بوزن أو مبلغ معين، ومن الممكن الإكتفاء فقط بالدبل، ويتم توفير ثمنها لشراء ثلاجة أو غسالة أو أى شيء في الجهاز.

وأشارت إلى أنه من الممكن استبدال الشبكة بالإكسسوارات التى تحبها أغلب البنات من باب الزينة أو فضة، خاصة وأن الذهب عادة ما نشتريه من باب حفظ أموال للمستقبل والزمن، ولكن هذا في حال توفر المال وليس الاستدانة به.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع أننا بحاجة لتغيير بعض مفاهيم المجتمع وثقافته في هذا الشأن، ومن الممكن أن يكون هذا من خلال مخاطبة كبار العائلات في الأرياف والصعيد بكونهم الأكثر تمسكا بهذه العادات، ولو أن اقتنعو ونفذو سيتبعهم البقية بشكل أسهل، بالإضافة إلى التوعية من خلال الإعلام ووسائلة المختلفة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة