انفصلوا 19 عاما.. 3 توائم تحولوا إلى فئران تجارب !
انفصلوا 19 عاما.. 3 توائم تحولوا إلى فئران تجارب !


حكايات| انفصلوا 19 عاما.. 3 توائم تحولوا إلى فئران تجارب !

هناء حمدي

الأحد، 22 مايو 2022 - 07:01 م

مشهد متكرر تراه في كثير من الأفلام والدراما أن يدخل البطل في غيبوبة مؤقته أو نوم عميق لتعيش بعدها في تفاصيل حياته وروتينه وبعد أن تتملكك الأحداث فجأة تعود إلى أرض الواقع وتكتشف أن كل ما حدث ما هو إلا حلم للبطل تمنى أن يعيشه وبعد لحظات ومع تتر النهاية تجد أن ما عشته في أحداث الفيلم ما هو إلا جزء من " كذبة الحياة" حينما تصل إلى نقطة لا تدرك فيها الحقيقة من الخيال.

ولكن بعيدا عن الأفلام هناك من عاش هذه الكذبة بكل تفاصيلها فعاشوا حياة ليست حياتهم وآمنوا بعائلة لم تكن أكثر من مجرد وهم ونضجوا داخل كذبة كبيرة ولكن بمصطلح تجربة علمية لتكون النهاية أكثر بؤسا فبعد فرح اللقاء بأخ يحمل ملامحك ويكن لك مشاعر انتماء غريزية ويمنحك دفء طالما تمنيته داخل أسرتك تجد نفسك داخل كذبة كبرى دورك بها ما هو إلا مجرد فأر داخل تجربة تكشف لك الجزء المظلم من جنون العلم.

فإذا كنت ممن يعشقوا التحول الدرامي في الأفلام فإليك واحدة من القصص الحقيقية التي أثبتت أن الواقع دائما ما يتجاوز حد الخيال مع 3 أشقاء توائم انفصلوا منذ لحظة الولادة ليعيشوا حياة وهمية لأكثر من 19 عام اصبحوا خلالها جزء من تجربة سرية اكتشفوا تفاصيلها صدفة لإثبات نظرية عالم ليكون راعي العمل منظمة تبني.

"ديفيد كيلمان" و"إدي جالاند" و"روبرت شافران" هم أبطال قصة الواقع فرغم اختلاف أسمائهم إلا أنهم 3 أشقاء توائم انفصلوا منذ لحظة ولادتهم ليشهد عام 1961 على لحظة انفصالهم على يد وكالة تبني قامت بتوزيعهم على 3 عائلات مختلفة مع عدم تعريف أسرهم بالتبني على أن أبنائهم ولدوا مع أشقاء لهم بحسب موقع " CNN".

عاش كل منهم حياة وسط عائلته وأبويه فترات طفولة ومراهقة وشباب مليئة بالأحداث والتطورات والذكريات على اعتبار أن هذه الحياة هي الحق ولكن بعد 19 عاما اكتشفوا صدفة أن هذه الحياة ليست الحقيقة وإنما مجرد كذبة فلم يعرفوا يوما لا هم ولا أسرهم بالتبني أنهم لديهم أشقاء.

ثم يحل عام 1980 ليصبح نقطة فاصلة في حياة هؤلاء الأشقاء حيث تم لم شملهم صدفة بالتحاق روبرت شافران بكلية "سوليفان كاونتي كوميونيتي" في نيويورك الذي تفاجأ في يومه الأول بالكلية بترحيب الجميع به مع مناداته باسم " إدي جالاند" ووسط هذا الموقف الغريب والمفاجىء بالنسبة له؛ حيث لم يلتق بأي من هؤلاء الطلاب من قبل اكتشف من صديق لـ " جالاند" يدعى "مايكل دومنيتز" أنه يشبه بدرجة كبيرة صديقه جالاند الذي قرر التخلي عن الدراسة وظن الجميع برؤية شافران أن جالاند عاد إلى الدراسة من جديد لذلك تم استقباله بهذا الترحيب.

وبعد أن توطدت العلاقة بين شافران ومايكل تفاجأ مايكل بمدى التقارب بين جالاند وشافران ليكتشف أن شافران وجالاند يربط بينهم علاقة ما نتيجة قصتهم المتشابه في يوم الميلاد والتبني ليخبر مايكل الجميع عن شكوكه وبعد التأكد من أن شافران وجالاند أشقاء حازت القصة على مساحة واسعة في الصحافة احتفالا وفرحة بتجمع الأشقاء بعد فراق دام 19 عام ليكون هذا الاهتمام الإعلامي السبب في الوصول إلى شقيقهم الثالث "ديفيد كيلمان" الذي تواصل معهم لإبلاغهما أنه يعتقد أنه شقيقهما الثالث بحسب موقع " independent".

هنا تصدرت تلك القصة عناوين الصحف في الثمانينات وتكون حكاية أمريكا المؤثرة التي تعاطف معها شعب كامل ووسط الاحتفال باللقاء كان سؤال أحد الآباء نقطة تحول للحكاية التي زادت ظلاما وبؤسا: لماذا تم فصل هؤلاء الأولاد عند الولادة ؟ ولماذا لم يتم إخبارهم بأن لديهم أشقاء بيولوجيين ؟ ولماذا لم يتم إبلاغ أي من الآباء بالتبني وإعطائهم خيار تبني الثلاثة؟ لتكون الإجابة اسوء مما قد تتخيل.

فحقيقة الأمر أن هؤلاء الأشقاء ما هم إلا فئران في تجربة سرية يقودها عالم النفس الشهير " بيتر نيوباور" وترعاها منظمة للتبني التي قامت بفصل هؤلاء الأشقاء الـ 3 منذ لحظة الولادة ودعم تبنيهم على حدى لأسر مختلفة كمساعدة لعالم النفس في تجربته التي يهدف من خلالها الوصول إلى نتيجة نهائية حول الجدل المثار بشأن "الطبيعة في مقابل النشأة" لمعرفة ما إذا كان وضع التوائم الثلاثة في بيئات منزلية مختلفة سيؤثر على تربيتهم أم لا.

ولذلك تم توزيع الأشقاء على منازل ذات مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة لأغراض البحث؛ حيث تم تبني كيلمان لعائلة من الطبقة العليا لأب طبيب أما شافران فتم وضعه في منزل من الطبقة العاملة لأب يمتلك محل بقالة أما الأخ الثالث جالاند فتم وضعه في عائلة من الطبقة المتوسطة وساعدت المنظمة عالم النفس في بحثه من خلال إرسال باحثين في زيارات منزلية لدراسة الأشقاء على مدار 15 عام وتم إخبار الآباء بالتبني أن الهدف من الزيارات السنوية المتكررة هو التأكد من صلاحية العائلة للتبني بحسب موقع "ifstudies".

وبعد كشف الحقيقة الصادمة اثارت هذه التجربة الكثير من الجدل حول اخلاقياتها فهذه التجربة ما كانت سوى سبب في ضياع 3 أرواح لشباب عاشوا حياة وهمية لأكثر من 19 عام ورغم كشف جزء من تفاصيل هذه التجربة السرية بعد الضغط المجتمعي لاتزال نتائج هذا البحث لغز غير منشور بأمر من جامعة " ييل" ووسط هذه الأحداث انتحر جالاند عن عمر ناهز 33 عام بينما قام كلا من شافران وكيلمان بالمطالبة بحق شقيقهم والسعي للحصول على اعتذار وتعويض نتيجة ما تعرضوا له مع المطالبة بضرورة إطلاق سراح الوثائق الرسمية من الدراسة بحسب موقع "جارديان ".
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة