صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

ماذا ينتظر العالم؟!

صالح الصالحي

الأربعاء، 25 مايو 2022 - 05:50 م

هى حرب الشرق والغرب وما بينهما!!.. التى ينتقل فيها العالم لمزيد من الفوضى والخسائر، وينكشف النقاب على جلّ المصالح الطاحنة لشعوب غُلبت على أمرها..

الرئيس فلاديمير بوتين يطلق العنان للحرب على أوكرانيا بدعوى تهديد الغرب له، ويرد الغرب بأن روسيا تتمدد فى الشرق وتطحن جيرانها.. ويزداد الجانب الروسى تعنتاً فى استمراره فى حرب لن تشفع أية عقوبات لكبح جماحها، لتنقلب هذه العقوبات على الدول الأوروبية بآثار سلبية لا تلبث أن تنذر بركود اقتصادى متى طال أمد هذه الحرب.. والسؤال هل قصة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو هى المفجرة لأتون هذه الحرب، على الرغم أن أوكرانيا لم تنجح فى الانضمام له حتى الآن، ولم تنضم للاتحاد الأوروبى طبقا لوعود سابقة لها؟!، ليمر الوقت ويشعر العالم كله بأزمة تفوق مجرد تدمير البنية التحتية العسكرية للجانب الأوكرانى.. ووسط هذا المشهد تتواتر تقارير عن محادثات سلام تشير إلى أن روسيا لم تعد تسعى للإطاحة بالحكومة الأوكرانية، وتهدف بدلا من ذلك أن تصبح أوكرانيا محايدة.. وفى المقابل يشترط الرئيس الأوكرانى أن يجلس بوتين شخصيا على طاولة المفاوضات واصفاً إياه أن الأمر والسلطات والصلاحيات تتمركز فى يده وحده.. ويتعقد المشهد فعلى الرغم أن الدفاعات الأوكرانية لازالت قوية وصامدة ونجحت فى صد القوات الروسية، إلا أن لا أحد ينكر قدرات الجانب الروسى على تجميع صفوفه سريعاً.. ويختل النظام العالمى ويزداد تشوهاً فى فشل مجلس الأمن فى تبنى قرار بإدانة الغزو الروسى بسبب الفيتو الروسى ليفرغ هذا الكيان الأممى من مضمونه..

وعلى ما يبدو أنه لن تكون هناك أية اتفاقات سلام يوافق عليها الجانب الروسى دون مكاسب حقيقية فى جنوب البلاد تمكنه من إنشاء ممر بين شبه جزيرة القرم التى ضمها سنة ٢٠١٤ والمناطق التى يسيطر عليها الانفصاليون الذين تدعمهم روسيا فى دونيتسك ولوهانسك فى الوقت الذى تتمركز فيه المقاومة الأوكرانية فى عمليات إبطاء توغل الجانب الروسى غرب البلاد.. لكن التوقعات والتقديرات تشير إلى أنه لن تحسم الحرب فى الغد القريب فى ظل إعلان الرئيس جو بايدن أنه لن يرسل قوات عسكرية لأوكرانيا باعتباره الحل الذى يعجل بالفصل فى هذه الحرب. وعلى الرغم من سيطرة الجانب الروسى على نتائج الحرب حتى الآن وما يتكبده الجانب الأوروبى من خسائر اقتصادية إلا أنه سيظل الفاصل فى هذه الحرب دبلوماسيا وليس عسكريا فى يد الأمريكان متى أرادوا!!.. والذى أتصور بأن تمسك الجانب الروسى بأمنه وأحقيته فى شبه جزيرة القرم لن يسمح به الجانب الأمريكى.. لتظل الحرب على مصراعيها لوقت أطول مهما كانت الخسائر!!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة