خالد محمود يكتب
خالد محمود يكتب


خالد محمود يكتب.. قضايا سينمائية ملحة على مائدة الحوار الوطنى 

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 25 مايو 2022 - 08:52 م


دون شك ، تأتى الدعوة للحوار الوطنى لتشكل خارطة طريق جديدة للمستقبل فى كافة المجالات ، بعد الوقوف عند " كيف نجد انفسنا اليوم وماهو موقعنا على خريطة الواقع " .
وبما اننى انتمى لبلد ذو جذور كبيرة فى الفن والثقافة ، وكان لها مكانتها وتأثيرها الكبير على مدار التاريخ محليا وعربيا ، بل وكان لها تواجدها العالمى ، واشعر ان تلك المكانة وقفت عند مرحلة معينة دون ان تساير التطور وما حدث فى العالم ، وربما تخلت عن أحلامها  فى ان تنضم لتلك النهضة واليقظة الفنية التى تؤمن بها الحكومات والشعوب ، ومن هذا المنطلق تعالو معا نجعل ساحة الحوار الوطنى مكانا لإعادة طرح الاحلام ، ووضع نقاط محددة لتحقيقها ، دون شعارات أو توصيات تنضم لنظيرتها فى الادراج ، وهى بحق فرصة لجموع السينمائيين والمهتمين بهذا الشأن لتعويض ما فاتنا . 
لابد ان يطرح على مائدة الحوار الوطنى عدة نقاط أولها : مصير السينماتيك المصرى ، المتحف القومى للسينما ، ذلك الكيان الذى يطالب به الجميع منذ عشرات السنوات دون ان يخرج للنور ، لابد من لحظة مكاشفة حقيقية والاجابة على تساؤل مهم حول مصير هذا السينماتيك ، وتحديد ميعاد محدد لتشييده وافتتاحه ، وانتم تعلمون ما مدى أهمية ذلك للتاريخ ، ونحن دولة صاحبة تاريخ مصنفين كإحدى الدول الرواد فى صناعة السينما ، لسنا اقل من دول صغيرة فى المنطقة وغيرها اصبح عندها سينماتك ، ومتاحف قومية للسينما تتباهى بها امام العالمية . 

النقطة الثانية التى اتمنى ان يناقشها السينمائيون على مائدة الحوار الوطنى هى اعاقة مسألة تصوير الاعمال الاجنبية فى مصر ، فصناع السينما فى العالم يدركون جيدا قيمة مصر جغرافيا وتاريخيا كأرض خصبة لتصوير أفلامهم هنا ، وخاصة تلك التى تتعلق بقصص تاريخية وغيرها من أفلام الحركة التى تدور بعض أحداثها هنا ، وكما تعلمون ان تصوير الأفلام الاجنبية من شأنها ان يدخل البلاد ملايين الدولارات ، ويساهم فى تشغيل آلاف من العمالة ، التى تستفيد خبرات جديدة وتتطور ، وربما تكون هذه الاعمال متنفس جديد لبعضهم للمشاركة فى أعمال اجنبية ، كما حدث فى الأردن والمغرب وتركيا .. نريد ان تكون مصر قبلة تصوير الافلام العالمية .
ان كثير من صناع السينما يرغبون اولا بتصوير أعمالهم فى مصر  لأن ديكوراتها الطبيعية هى الاصل ، ولأنهم يدركون انها ستمثل اضافة وبريق لأعمالهم لكنهم يواجهون إجراءات روتينية قاسية ، عوائق كثيرة توقف تنفيذ المشروع ، وبالتالى يذهبون الى المغرب والاردن وايران وتركيا والسعودية فى الطريق ، لتصوير أعمالهم هناك ، وتحرم مصر من عملة صعبة مضمونة ومن سمعة ومكانة هى تستحقها ، ارجو ان توضع النقاط على الحروف فى هذا الحوار ، فالدخل الكبير من تصوير هذه الاعمال يمكنه ان يساهم فى نهضة كبرى للمنشآت السينمائية فى كافة انحاء مصر ، وهنا يتطرق الأمر الى أهمية النظر إلى حال استديوهاتنا الكبرى التى تحتاج الى تطوير ، وهى جزء من تاريخنا ، لايمكن ان نتخلى عنه ، لابد ان تعود مرة اخرى استديوهات الاهرام ومصر وجلال للتأنق وتتألق . بالاضافة لبناء دور عرض جديدة ، فى كافة محافظات مصر ، بل وانشاء استديوهات بالمحافظات كل منها يعبر عن هويتها ليكون متنفس لشباب السينما الموهوبين ليصنعوا فيها مشاريعهم .

أيضا لابد ان يضع الحوار الوطنى النقط على الحروف فى مسألة دعم الانتاج السينمائى سواء للافلام الكبرى ، أو الدعم الخاص بالمشاريع ، ونتساءل لماذا توقف ، وما هى المشكلة ، وهل بالفعل هناك 200 مليون جنيه سنويا مخصصة  من الحكومة لدعم السينما سنويا منذ سنوات ، ولماذا لم نرى نتائجه فى الواقع .

النقطة الاخرى ، هى وضع تصور لدعم كبار السينمائيين من المخرجين الذين ابتعدوا عن الساحة وضرورة عودتهم ، وهم الذين يمكنهم عمل توازن فى شكل الخريطة السينمائية محليا وإقليميا ودوليا ، بجوار الاجيال الاخرى من الشباب ، فلا توجد صناعة فى العالم تتخلى عن كبار مبدعيها ، انظروا الى المهرجانات الكبرى مثلا كان وبرلين وفينيسيا ، ستجدون تواجد مهم وكبير لكبار المخرجين فى العالم " سنا وابداعا ومقاما " ، فالفن لا يعرف عمرا .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة