الخميس، 26 مايو 2022 - 04:01 م

تجربة مؤلمة؛ لم يتوقع مأمور شرطة بولاية فلوريدا أن يخوضها بنفسه حيث ذاع صيته واكتسب شعبية هائلة بين سكان مقاطعته بسبب إصراره على شن حرب شرسة على الإدمان وتعهد طوال الوقت بضرورة التخلص من كافة انواع المخدرات في الشوارع، وإنقاذ المدمنين والقضاء على حالات الإدمان في عائلات فلوريدا.

لم يتوقع مأمور شرطة مقاطعة فرانكلين بفلوريدا «إيه جيه سميث» أن يكون واحدًا من تلك العائلات التي تأثرت بمشاكل وأزمات الإدمان، ولم يخطر على باله يتحول منزله إلى نقطة لتوزيع وبيع أخطر انواع المخدرات عن طريق ابنته كريستين كينت، 38 سنة، التي لم تكن واحدة من ضحايا تعاطي المخدرات كما اعتقد البعض فى البداية، ولكنها تاجرة أو موزعة معروفة لمخدر الميثامفيتامين دون مراعاة لشأن والدها وخطته لتطهير منطقته من الإدمان.

إقرأ أيضاً | مكافحة وعلاج الإدمان: أجرينا تحليل المخدرات لنصف مليون موظف حكومي

لم تستهدف شرطة مقاطعة فرانكلين الابنة كريستين منذ البداية وإنما بدأت واقعة إلقاء القبض عليها بالمصادفة حين ألقت الشرطة القبض على فتاة مدمنة ومتهمة بحيازة مخدر الميثافيتامين وبخضوعها للتحقيقات قادت المحققين نحو الموزعة التي أمدتها بالمخدر لتكتشف الشرطة انها ابنة مأمور الشرطة التي باعت 14 جراما من المخدر لعميلتها، وألقت الشرطة القبض على كريستين وشريكتها بيلي أدير وعمرها 25 سنة.

لم يتردد مأمور الشرطة في إتمام إجراءات عقاب ابنته واقتيادها للسجن كما يعتاد في تلك القضايا بالإضافة إلى الكشف عن تفاصيل الواقعة وخاصة أنه أصر على إنشاء موقع إلكتروني خاص لإطلاع مواطنيه على قائمة الاعتقالات الاخيرة والتطورات القانونية للمعتقلين وضحايا الإدمان، واعتبر قصة ابنته مثالا واقعيا على تأثير المدمنين وتجار المخدرات على عائلاتهم مشيرًا إلى أنه قرر أن يطبق  نموذجا للحب القاسي ضد ابنته بعد تسليمها للعدالة بنفسه، مشيرًا إلى أن اسلوبه مماثل لما يفعله مع العائلات التي دمرت المخدرات افرادها، وقال المأمور سميث في بيان رسمي له: «آخر شيء أتوقع رؤيته هو أن ابنتي ترتدي زى السجن البرتقالي ويديها مكبلة بالقيود، انه أمر مفجع، آخر شخص اريد اعتقاله هو ابنتي، ولكن المخدرات لا تميز بين شخص وآخر ولا يوجد عائلة محصنة منها إلا أن القلوب تتحطم حين تتسبب في تورط شخص تحبه فى تعاطيها او بيعها»، وتوقع المأمور سميث إلقاء القبض على المزيد من المتورطين في قضية الإتجار.

تابعت الصحف الامريكية مسار قضية ابنة المأمور حيث تواجه اتهامات بالإتجار بالميثامفيتامين وحيازة المخدرات وتعاطيها بالإضافة إلى حيازة الكوكايين، وتم الإفراج المؤقت هى وصديقتها بكفالة 25 ألف و50 ألف دولار لكل منهما.

وكشفت الصحف أن القانون الامريكي يمنح المتهمين للمرة الاولى في قضايا المخدرات فرص ثانية لإعادة تأهيل انفسهم عبر تخفيف الاحكام أو إصدار عفو رئاسي لمن يقضون عقوبات بالسجن بسبب جرائم مخدرات لا ترتبط بجرائم واتهامات عنيفة.