شجاعة شاب
شجاعة شاب


شجاعة شاب طارد عصابة من الملثمين حاولوا سرقة سيارته

أخبار الحوادث

السبت، 28 مايو 2022 - 04:26 م

محمود صالح 

كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحًا وقت أن خرج صاحب الـ 18 عامًا من منزله في الروضة بالإسماعيلية، لتوصيل نقلة بضائع من محافظة بورسعيد إلى القنطرة بالإسماعيلية، حيث يعمل سائقًا على عربة نقل بضائع، وحين عودته بسيارته النصف نقل، وتحديدًا في طريق المعاهدة، المعروف بـ»الدائري» خرج عليه ملثمون في سيارتين إحداهما ملاكي فضي اللون والأخرى نصف نقل بيضاء،  وحاولوا إيقافه، أطلقوا عليه وابلا من الرصاص، لكنه لم يخف، وقرر أن يهرب قدر المستطاع، وعندما تعثر في الهرب وأدرك أنهم لاحقوه لامحالة، اصطدم بهم، فانقلبت السيارتين بهما وهو معهم بسيارته، وغاب حينها عن الوعي لدقائق، وعندما أفاق وجد أحد الملثمين قد توفي والبقية لا وجود لهم.

 

تفاصيل تلك اللحظات المرعبة التي عاشها «شهاب»، وكيف نجا بشجاعة من محاولة اختطافه وسرقة السيارة وما بها من بضائع، واعترافات المتهمين بعد القبض عليهم، يرويها ابن محافظة الإسماعيلية في حوارنا معه في السطور التالية.

 

الواقعة في الأساس غريبة، والأغرب أنها - على ما فيها من دمٍ وموت - لا تخلو من فكاهة غير مصطنعة ولا معهودة..  مجموعة من الحرامية واللصوص اعتادوا سرقة سيارات النقل على الطرق السريعة، خرجوا يبتغون رزقًا حرامًا وترويعًا لقائدي السيارات، وضعوا الخطة، وأعدوا الأسلحة، ووقفوا على ناصية الطريق يراقبون السيارات، وعندما لمح أحدهم السائق وأدرك أنه صغير السن، استضعفوه واستهانوا به، وظنوا أنه صيدا ثمينا، وأنهم لن يواجهوا صعوبة في سرقته، فانطلقوا خلفه، وحاولوا إيقافه، بتهديده شفهيًا تارة وبإطلاق النيران عليه تارة أخرى، فما كان من صغير السن هذا إلا أن اصطدم بهما في شجاعة وبسالة صدمة الموت، صدمة أفجعتهم وأدخلت الرعب فى قلوبهم، فمات منهم واحد على إثرها وهرب البقية يجرون ذيول الخيبة والندامة.

 

< اشرح لي كيف كانت البداية؟

اتصل بي ابن خالتي «محمود رضوان» وأبلغني أن هناك بضاعة موجودة في جمرك النقل الموجود في منفذ النصر ببورسعيد يجب أن أنقلها في سيارتي إلى مول القنطرة بالإسماعيلية، وبالفعل ذهبت حوالي الساعة العاشرة مساءً، وحمّلت البضاعة وانطلقت بها إلى مول القنطرة حيث طُلب مني، وفي الطريق حدث ما حدث.

< كيف حاولوا إيقافك وكم كان عددهم؟

فجأة وجدت سيارة نقل بيضاء مسرعة من خلفي تحاول الاصطدام بي، في البداية ظننت أن سائقها ربما يكون تحت تأثير المخدر، حاولت تفاديه، لكن وجدت بعض الأشخاص وهم ملثمون يخرجون من شباكي سيارتهم الأمامي والخلفي وعلى طريقة أفلام الأكشن يهددوني بصوت جهوري: «أقف يالا أقف والا نضربك بالنار».

كان هذا تحديدًا حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، والطريق شبه خالي، وما زاد الرعب في قلبي أني حينها وجدت سيارة ملاكي ماركة هيونداي فضي اللون تسير بمحاذاتي على الطريق، وتبين لي أنها معهم، بعدما خرج منها أيضًا بعض الملثمين، لكن لم يهددوني بالكلام فقط، بل أطلقوا النيران على السيارة في محاولة لإيقافي، وقتها حاولت الهرب قدر المستطاع، لكن السيارتين كانتا تحاصرانني من كل ناحية، حتى أنهم أسرعوا قليلا عني وحاولي أن يأتوا من أمامي كي يجبروني على الوقوف بالسيارة، حينها أدركت أني هالك لا محالة، ولم أجد أمامي إلا أن اصطدم بهما، وبالفعل اصطدمت بهما وانقلبت سيارتهما وسيارتي.

 

لم أعرف حقًا عددهم، لكن كان يهيئ لي أنهم كثيرون، وقلت في المحضر الذي حررته في قسم شرطة القنطرة أنهم ربما عشرة متهمين.

< بعد اصطدام سيارتك بسيارتهما.. كيف تعاملت معهم وما حدث حينها؟

بمجرد ما أن وقع الحادث، وانقلبت السيارات الثلاث، وقتها غبت عن الوعي لدقائق بسبب الاصطدام، وعندما أفقت، وجدتني سليمًا معافى بفضل الله، ولم يأخذوا أي بضاعة من السيارة على الرغم من أن معظمها تبعثر على الطريق بعد الحادث، استغربت ذلك، لكني أدركت السبب عندما وجدت في سيارة لهم جثة، أي أن أحدهما قد مات، ولا وجود لغيره، فأدركت أنهم بعد الاصطدام وعندما علموا أن أحدهما قد مات فروا هاربين.

وقتها اتصلت بشقيقي كي أبلغه بما حدث، وهو الذي جاء لي ثم جمعنا البضاعة ووضعناه داخل صندوق السيارة وذهبنا لنحرر محضرًا بالواقعة.

 

< ما حجم الأضرار التي أصابتك والسيارة؟

الحمد لله لم يصيبني أي ضرر، خرجت من الحادث سليما معافى، أما عن سيارتي، فيها بعض التلفيات والتي جاءت بسبب الطلقات التي أطلقت فيها، فقط أطلق المتهمون عليَ حوالي ٦ طلقات، إحداهم في الزجاج وطلقة في صندوق السيارة وأخرى في الفانوس، بينما البقية ربما أطلقوا في الهواء.

 

< هل سبق لك معرفة أحد المتهمين من قبل، أو كان بينك وأحد عداوة وترى أن هذه الواقعة مدبرة لشخصك؟

بالطبع لا، لم يسبق لي معرفة أي منهم، ولم التق بهم مرة واحدة، هذا عنهم.. أما عن أن يكون بيني وبين أحد عداوة، فلم يكن بيني وأي شخص عداوة من قبل، أنا شاب طحنته الأيام، صغير السن وأعمل سائقا بحثًا عن الرزق الحلال، أصحابي قليلون، ومعارفي بحجم عملي كذلك، ولا أرى أن هذه الواقعة مدبرة لشخصي، لكني أظن أنهم عندما رأوني، أدركوا صغر سني، وأني لهم لقمة سائغة، لكن هذه اللقمة - بفضل الله - لم يستطيعوا «بلعها».

 

مصلحة

 من ناحية أخرى، وبناءً على ما ورد في تحقيقات النيابة، بعد القبض على المتهمين، أن المتوفى يدعى «العربي .ف»، وأن الذين اشتركوا معه هم «حسيني . ا»، «محمد . ع»، «السيد ج»، «محمد .د»، «عبده .ا»، وجميعهم يعملون تحت قيادة «إسلام .ع»، هو الذي يقود هذا التشكيل العصابي وهو أيضا الذي يقود السيارة أثناء كل عملية.

 

وهذا تحديدًا ما ورد في شهادة ابن عم المتوفى «السيد إبراهيم» حيث قال في تحقيقات النيابة؛ أنه كان يجلس مع «العربي» ونجله في المحل، حينها اتصل «إسلام» على «العربي» وأبلغه أن هناك مصلحة، وقتها طلب منه «العربي» أن يبقى في المحل بصحبة ابنه حتى يعود، واتضح إنها مصلحة مشبوهة، لأن إسلام - حسب وصفه وما ورد في محضر التحقيقات - شخص سيء السمعة، يعمل في التهريب»، وحتى ينتهي السيناريو بمشهد مضحك أكثر، فـ ابن عم المتوفى يتهم «إسلام»، شريك المتوفى، بأنه السبب في قتله، مضيفًا أن ابن عمه ما كان ليسرق إلا بعد تشجيع من «إسلام» وأصدقاء السوء.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة