مطلقات ينتظرن إنصاف القانون
مطلقات ينتظرن إنصاف القانون


مآسي من داخل محكمة الأسرة.. مطلقات ينتظرن إنصاف القانون

شاهندة أبو العز

الأحد، 29 مايو 2022 - 02:41 م

مئات السيدات تقف على طرقات محكمة الأسرة، في انتظار دورهن لنظر الدعوى المقامة ضد أزواجهن التي قد تصل إلى 10 قضايا منفصلة فاختلفت وتعددت الدعاوى المنظورة أمام محكمة الأسرة، ما بين طلاق للضرر ونفقة متعة ونفقة صغار، وتمكين مسكن الزوجية ودعاوى الولاية التعليمية ونفقات علاج الصغار و أجر مسكن للحضانة ودعوى أجر حاضنة ومصاريف المدارس ودعوى تبديد المنقولات الزوجية، حيث لا تعد ولا تحصى عدد الدعاوى التي ترفعها السيدات الحاضنة في المحاكم حتى تحصل على حقوقهن عند رغبتهن في الطلاق مستنزفين طاقتهن.
ولكن تستمر الثغرات القانونية التي يستخدمها الآباء ضد المرأة عند المطالبة بحقوقها بعد الطلاق، عائقاً وتلعب دوراً في التهرب القانوني من تنفيذ الأحكام وضياع حقوقهن على أبواب محاكم الأسرة، «بوابة أخبار اليوم» ترصد قصص لسيدات مطلقات لم ينصفها القانون:

الطلاق للضرر

أقامت السيدة الثلاثينية "ع.ر" دعوى تطلب الطلاق للضرر بعد 10 سنوات من الزواج، بعدما اشتد الخلاف بينها وبين زوجها الغير متفهم، فشخصيته العصبية تسببت في التعدي عليها بالضرب المبرح بعد 5 أشهر فقط من الزواج على أسباب تافهة كأختلاف في الرأي أثناء مناقشة أو تأخير في تجهيز السفرة.


ظلت السيدة "ع.ر" تتحمل الإهانة والضرب وتدخل الأهل والأقارب من الطرفين في بعض الأوقات لحل المشاكل الزوجية بينهما حتى لا يهدم البيت بعد إنجابها طفلها الأول، وسعيها لتربيته في جو أسرى مستقر، ولكن تكرار الزوج الاعتداء عليها بالضرب وإهانتها أصابها بإعياء شديد وشرخ في ذراعها الأيسر دخلت على أثره المستشفى لتقرر الطلاق.
رفعت السيدة الثلاثينية دعوى بمحكمة الأسرة بسوهاج تطلب الطلاق للضرر مقدمة التقرير الطبي، الذي يفيد بإصابتها بكدمات وشرخ فى الذراع، لتقبل محكمة الأسرة الدعوى بتطليقها.


قبول دعوى الطلاق قابلها الزوج بتعسف في نفقة الصغير، ما جعلها تلجأ لرفع أكثر من 5 دعاوى مابين  نفقة صغير، ونفقة علاج ، ومسكن حاضنة، ونفقة ملبس، ونفقة مصاريف مدارس لتحكم لها محكمة بـ 500 جنيه نفقة و100 جنيه ملبس و500 جنيه مسكن حاضنة، وفي عام 2019 وبعد إثبات مرتب الزوج الذي يتخطى 14 ألف جنيه استطاعت برفع دعوى أخرى لزيادة نفقة الصغير لتصل إلي 1500 جنيه، ورغم ذلك مازال طليق السيدة "ع.ر" يتهرب من دفع النفقات.


من الشك لمحكمة الأسرة

فيما أقامت السيدة "م.أ" 35 عاماً دعوى طلاق في عام 2020 أمام محكمة الأسرة كيت كات، بسبب الخلافات الزوجية والتعنيف التي تعرضت له خلال فترة زواجهما التي استمرت 16 عاماً رزقت خلالهم بطفلين أكبرهم لم يتخطى 12 عام.


لم تعرف السيدة "م.أ" إن زوجها مريض بالوسواس القهري، والشك إلا بعد زواجها منه حيث تزوجت «صالونات» ولم تتخطى مدة الخطوبة 3 أشهر، ورغم الخلافات الكثيرة إلا أن تدخل الأهل لحل المشاكل دوماً إجبارها على استمرار الزواج وإنجاب طفلين أحدهم 12 سنة واخر 8 سنوات.


تسبب استمرار الشك والخلافات الناجمة عنه من ضرب وإهانة وتعنيف إلى إقامة دعوى طلاق قالت في أسباب إقامتها باستحالة العشرة معه لتنجح في الطلاق منه.


استغل الزوج عدم وجود مصدر دخل لطليقته وعدم استطاعتها تسديد مصروفات المدارس الصغار وتلبية احتياجاتهم، ورفع يده من مصاريفهم، لتبدأ السيدة "م.أ" رحلة أخرى من الدعاوى ما بين نفقة صغار ونفقة وأجر مسكن ونفقة مصاريف مدارس ليتم حكم لصالحها.


تقول السيدة "م.أ " : رغم أخذ أحكام النفقة الأب بيتهرب من دفع نفقة أولاده فقررت أرفع دعوتين متجمد نفقة وأخذت حكم نهائي واجب النفاذ بكل قضية بإجمالي 100 ألف جنيه للدعوتين، ولحد الآن تنفيذ الأحكام بيكتبوا إنه غير موجود في محل السكن ورغم تحرير 30 إنذار وجنحة مازال لم ينفذ الحكم ضده وأخذ نفقة الصغار".

ومن الغيره ما قتل


فيما قضت محكمة أسرة مدينة نصر بقبول دعوى السيدة "س.م" بطلب دعوى طلاق للضرر بعد عام ونصف من رفع الدعوى، وذلك بعدما تمكنت من إثبات الضرر الواقع عليها من خلال شهود الإثبات الذين أكدوا صحة دعواها، و ذكرت السيدة في طلب الطلاق إن الغيرة الشديدة جعلته شخصاً وحشياً يسبب لها المشاكل في كل الأماكن التي تذهب إليها.
تزوجت السيدة "س.م" من أحد أقاربها زواج «صالونات» وذلك لمعرفة الأهل ببعضهم البعض ومكانته وعمله في مكان مرموق، ولكن بعد 3 أشهر من الزواج بدأت نار الغيرة تنشب بينهم، فلاحقها في عملها بالمعمل التي كانت تعمل به وتسبب لها في الكثير من المشاكل حتى تركت العمل، واستمرت الغيرة التي وصلت إلي ضرب أحد العاملين في إحدى المطاعم بسبب نظرته لها.
حاولت "س.م" تجنب كل الأمور التي تجعله يغير عليها وتحدثت مع والدته ووالدها من أجل تربية أبنتها الصغيرة ذات الـ 8 سنوات إلا أنها لم تسلم من مشاكل الغيرة التي تسبب لها تعنيف نفسي وجسدي مما جعلها تقيم دعوى طلاق للضرر بعد مرور 9 سنوات الزيجة.
عقب الطلاق رفض الأب إعطاءها حقوقها والإنفاق على أبنته ما جعلها تلجأ مرة أخرى لرفع دعوى نفقة صغار ونفقة عدة ومتعة ومؤخر وتمكين ورد منقولات زوجيه وولاية تعليمية بالإضافة إلى دعوى أجر حاضنة وفرش وغطا.
وتشير السيدة "س.م" إلى أخذ أكثر من عام ونصف لكي تحصل على حكم في دعوى نفقة الصغار والمتعة ونفقة المؤخر والعدة والتمكين شقة، ومازالت قضايا الولاية التعليمية ورد المنقولات لم يصدر بهم الحكم بسبب أوراق مصاريف المدارس وأوراق أخرى، موضحة أن بعد صدور الحكم مازلت لا تستطيع أخذ نفقة الصغار وتهرب الأب من دفعها.

احكام نفقة لا تنفذ

لم يختلف وضع السيدة "س.هـ" عن باقي السيدات فبعدما قضت المحكمة بقبول دعوى طلاق للضرر، قرر الزوج عدم دفع أي مصروفات أو إعطاءها حقوقها مستغلاً وفاة والديها وعدم وجود مصدر دخل مادي تستطيع من خلاله رفع قضايا أخرى في محكمة الأسرة.
ولكن لجأت السيدة لإحدى الجمعيات الخاصة بالحقوق المرأة والتي ساعدتها في رفع دعوى تبديد منقولات بجانب ونفقة زوجية، ثم رفع دعوى ضم لأبنتها ذات الـ 7سنوات بحكم إنها حاضنة.
وتوضح السيدة، إن رغم صدور أحكام في دعاوى نفقة صغير وعلاج صغير إلا الأحكام لا تنفذ ما يجعل أغلب النساء تلجأ لرفع قضايا أخرى لتنفيذ الأحكام السابقة التي واجب تنفيذها.
 

أقرأ أيضاً: داخل محكمة الأسرة.. حيل قانونية لتهرب الآباء من مسئولياتهم بعد الطلاق 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة