صورة موضوعية
صورة موضوعية


مطلوب مراجعتها قبل الطباعة.. «المفاهيم الخاطئة» تربك طلاب الثانوية قبل انطلاق الامتحانات

آخر ساعة

الأربعاء، 01 يونيو 2022 - 05:20 م

كتب: أحمد جمال

أكبر جدل فى اللغة الألمانية وأفرع الرياضيات والجيولوجيا

طارق شوقى: الطلاب سيتركون المجلدات باللجان وغير مسموح بالكتابة عليها

محمد فتح الله: الحكم على جودة الكتيبات مؤجل لبعد الامتحانات

عبدالعاطى الصياد: جزء من منظومة الامتحانات بحاجة لإعادة تقييم

 

دخل طلاب الثانوية العامة فى جدل جديد قبل أيام من انطلاق الامتحانات، ارتبط هذه المرة بـ«مجلدات المفاهيم» التى أتاحتها وزارة التربية والتعليم إلكترونيًا الأسبوع الماضى كمصدر تعليمى يستفيد منه الطالب أثناء حل الامتحانات الموضوعة بنظام «الأوبن بوك»، بديلاً للكتاب المدرسى وجهاز «التابلت» اللذين استخدمهما الطلاب فى امتحانات العام الماضى.

 

سبب الجدل هذه المرة هو أن بعض المواد شهدت وجود أخطاء فى المعلومات الموضوعة بعد أن حظيت بمراجعة من جانب عدد من معلمى وموجهى المواد الدراسية، وكانت مادة اللغة الألمانية صاحبة القدر الأكبر من هذا الجدل إلى جانب أفرع الرياضيات، وتوالت المناشدات بإدخال تعديلات على محتويات بعض المجلدات التى أتاحتها الوزارة قبل طباعتها، منعًا لتكرار الأخطاء عند تسليم المجلدات للطلاب.

 

وأتاحت الوزارة على موقعها الإلكترونى ثلاثة مجدات يضم الواحد منها أبرز النقاط والقوانين والمعلومات المرتبطة بكل شعبة (الأدبي، والعلمى علوم، والعلمى رياضيات)، وبحسب الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، فإن كتاب المعلومات الخاص بالشعبة العلمية علوم يتضمن 624 ورقة تشمل كافة المواد الدراسية المقررة على تلك الشعبة، و496 للشعبة العلمية رياضيات، و240 صفحة للشعبة الأدبية.

 

وأوضح الدكتور طارق شوقي، أن الوزارة تسابق الزمن لطباعة مئات الآلاف من المجلدات وتوزيعها على المحافظات حتى تكون على مقعد كل طالب (فى تخصصه) قبل كل امتحان، لافتا إلى أن الطلاب سيتركون المجلدات فى اللجان الامتحانية بعد انتهاء كل امتحان ولن يُسمح بالكتابة عليها، وسيتم استغلال نفس هذه المجلدات فى السنوات المقبلة، وأبدى العديد من الطلاب ارتياحهم بالصورة التى جاءت عليها المجلدات واعتبروها وسيلة مساعدة تعوِّض الكتاب المدرسى الذى حظرت الوزارة دخوله هذا العام، غير أن مخاوفهم جاءت من إعلان عدد من المعلمين وجود أخطاء فى بعض المعلومات، ما جعلهم يطرحون أسئلة عديدة أبرزها: لماذا لم يتم السماح بدخول الكتاب المدرسى لتلافى وجود أى أخطاء؟

 

وقال البعض: «إذا كان الكتاب يُستغل فى الغش فإن ذلك يعنى أن فلسفة امتحانات «الأوبن بوك» القائمة على تعدد مصادر التعلم بها مشكلات يجب تلافيها بدلاً من طباعة كتب جديدة قد تكون قابلة لتوظيفها مرة أخرى فى الغش أيضًا».

إقرأ أيضاً | شوقي: استخدمنا البابل شيت في امتحانات الثانوية العامة العام الماضي بنجاح

وفند الدكتور عبدالرحمن ناجي، أستاذ اللغة الألمانية بكلية التربية جامعة عين شمس، أخطاء كراسة اللغة الألمانية، وتحدث عن وجود خطأين فى معانى بعض المصطلحات وحالتها الإعرابية، وكذلك وجود أخطاء لغوية فى كتابة عدد من الكلمات، وطالب بضرورة مراجعة محتوى اللغة الألمانية قبل طباعته.

ودوَّنت رحمة محمد علي، معلمة وولية أمر طالب بالصف الثالث الثانوي، عددًا من الأخطاء فى كراسة مادة الجيولوجيا، مشيرة إلى أن كراسة المفاهيم تحدثت عن معلومات إضافية غير موجودة فى الكتاب المدرسي، بخلاف وجود بعض التناقضات، فقد أشار الكتيب إلى أن أقوى زلزال تبلغ قوته 8.9 ريختر، بينما المعلومة فى الكتاب المدرسى هى أن أقصى قوة 9.5 ريختر، وتساءلت: فى هذه الحالة أى معلومة سيأخذ بها الطالب، خصوصًا بعدما تعددت شكاوى طلاب شعبة الرياضيات من عدم تضمين كافة القوانين ومطالبتهم بتدوين القوانين التراكمية التى تأتى منها أسئلة الامتحانات، وأشاروا إلى أن وجود 14 ورقة فقط تتضمن كل القوانين غير كافٍ.

 

من جانبها، قالت هبة علام، ولية أمر وأدمن جروب «مصر تتقدّم بالتعليم» على موقع «فيسبوك»، إن مشكلة الرياضيات تكمن فى كونها مادة تراكمية وبحاجة لأكبر قدر من المصادر لمساعدة الطلاب فى الإجابة عن نظام الأسئلة، وهناك قوانين أساسية وتتفرع منها أخرى ثانوية، ولا يكفى الإشارة إلى القوانين الأساسية فقط كما جاء فى المجلد.

 

وأضافت أن الوزارة عليها أن تعلن فلسفتها الواضحة من امتحانات الثانوية العامة، وما إذا كانت تريد أن يعتاد الطالب البحث عن المعلومات فى مصادر علمية عديدة أم الاكتفاء فقط بمصادر محددة تضعها هى ويتم الالتزام بها كما يحدث حاليًا؟ مشيرة إلى أن إجراء الامتحان بنظام «الأوبن بوك» يتعارض مع محدودية المصادر التى تعتمد عليها الوزارة فى الوقت الحالي، كما أن تدوين الطلاب ملاحظاتهم على الكتب المدرسية لا يعتبر غشَا إذا كنا نتحدث عن امتحانات متعددة المصادر.

 

إقرأ أيضاً | وزير التعليم يعلن الجدول الأسبوعي لورش عمل بنك المعرفة المجانية

 

فيما أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائى بالمركز القومى للامتحانات سابقًا، أن الحكم على جودة كتيبات المفاهيم ومراعاتها لاحتياجات الطلاب المعلوماتية مؤجل لحين انتهاء الامتحانات، غير أن المؤكد حاليًا هو أن وزارة التربية والتعليم كان بإمكانها تطوير الكتاب المدرسى بما يتماشى مع منظومة امتحانات «الأوبن بوك» بدلاً من طباعة كتب أخرى جديدة.

 

وأوضح أن تحديد مصادر تعليمية للطلاب من أجل مساعدتهم فى حل الامتحانات كان يجب أن يكون منذ بداية العام الدراسى وليس قبل أيام من انطلاق الامتحان، ولا بُد أن يتدرب الطلاب عليها بصورة كافية حتى لا يكونوا عُرضة لأى مفاجآت أثناء امتحانات نهاية العام، ويجب أن تعلن الوزارة بوضوح فلسفة الامتحانات والهدف منها بما يضمن وضع الوسائل المساعدة التى تضمن تحقيق هذا الهدف.

وشدَّد على أن منظومة التقويم تعانى مشكلات عديدة وبسببها تزايدت وتيرة تسريب الامتحانات هذا العام، كما أنها تعد عاملاً رئيسيًا فى عزوف الطلاب عن الحضور إلى المدرسة، وتسببت فى انتشار «عملاق الرياضيات» و«فيلسوف الفيزياء» وغيرها من أسماء أباطرة الدروس الخصوصية، ويعد ذلك نتيجة مباشرة لضعف فهم فلسفة الامتحان، لافتًا إلى أن تصدر أشخاص غير متخصصين فى التقويم مشهد الامتحانات لسنوات طويلة يقود لعدم تخريج أجيال صاعدة من المعلمين لديهم القدرة على وضع اختبارات تقيس بميزان من ذهب قدرات الطلاب ويحافظ على العدل والمساواة بين الجميع.

 

 

فى السياق، اعتبر الدكتور عبدالعاطى الصياد، أستاذ القياس والتقويم بكلية التربية فى جامعة قناة السويس، أن مجلدات المفاهيم جزء من منظومة الامتحانات التى تحتاج لإعادة تقييم بشكل كامل، والأمر بحاجة للنظر لكل التفاصيل بدءاً من زمن الامتحان وطبيعته ومدى تدريب الطالب عليه، واعتياد الممتحنين الوسائل المساعدة من عدمه، والمحصلة النهائية من تلك الامتحانات.

 

وأضاف أن إدخال تعديلات على منظومة الامتحانات قبل إجرائها بوقت قصير يشير إلى وجود حالة من الارتباك أو يمكن وصفها بـ»العك المنهجي»، وهو أمر مخالف لكافة أسس عمل مراكز التقويم والإحصاء، ما يفرز تساؤلات عديدة تدور حول دور المركز القومى للامتحانات وما إذا كانت دراساته وأبحاثه وقراراته يتم الأخذ بها من عدمه، مطالبًا بضرورة أن يكون المركز مستقلاً عن وزارة التربية والتعليم ويكون تابعًا لجهة إدارية أعلى تضمن استقلالية قراره.

 

وأضاف أن أزمة التعليم الرئيسية تتمثل فى غياب التجريب والتدريب والبحث والتأكد من جودة النتائج بدلاً من التطبيق الشامل على كافة الطلاب وهو ما يقود لمزيد من المشكلات، ويتسبب ذلك فى تراجع ثقة المجتمع وأولياء الأمور فى القرارات التى تتخذها الوزارة، وبحسب وزارة التربية والتعليم، فإن كتيب المفاهيم مرتبط بالمنهج والمقررات الدراسية وضعه متخصصون فى المناهج والتقييم وأيضا المسئولون عن وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة، ويتضمن كل ما يحتاجه الطالب من معلومات للوصول إلى الإجابات، مشيرة إلى أن هذه الكتيبات ليست وسيلة لمساعدة الطلاب على الغش كما يعتقد بعض أولياء الأمور، بل وسيلة لوصول الطالب إلى قانون أو قاعدة علمية تمّكنه من الوصول إلى إجابة الأسئلة.

 

وأوضحت الوزارة أنه الطلاب استعانوا بالكتاب المدرسى خلال امتحانات العام الماضى فى حين أن آخرين لم يلتفتوا إليه أثناء الامتحانات، مضيفة أن تركيب وتصميم أسئلة امتحانات الثانوية العامة راعت أن الامتحان يُعقد بنظام الكتاب المفتوح «أوبن بوك»، من ثم لا يمكن أن تصبح مجلدات المفاهيم وسيلة مساعدة للغش، مؤكده فى الوقت ذاته أنه لا يمكن للطلاب الاعتماد على هذه المجلدات أو الكتيبات كمصدر وحيد للمراجعة قبل انطلاق الامتحانات، وعلى الطلاب مراجعتها بجانب المصادر الأخرى التى يلجأون إليها فى المذاكرة، وأن هذه المجلدات تمنح الطالب القوانين والمفاهيم الأساسية ولكن تصميم الأسئلة يعتمد على الفهم والتحليل، من ثم يجب أن يكون تحصيل الطالب متواكبًا مع هذه النوعية من الأسئلة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة