صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


فى ظل موجة الغلاء.. التــوازن فــى الإنفــاق مـنـهــج ربــانى

نادية زين العابدين

الخميس، 02 يونيو 2022 - 06:23 م

الشريعة الإسلامية اتسمت بخصائص كثيرة كان من بينها التوازن والاعتدال فى الانفاق، فلا يوجد فى الإسلام إفراط ولا تفريط ولا إهمال ولا تشدد، بل هو منهاج وسطى يحقق التوازن بين متطلبات الروح والجسد قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
وفى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار قدم لنا الإسلام منهجا ربانيا فى كيفية الترشيد والاعتدال فى الانفاق.

وعن هذا يقول الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر: إن الإسلام دين الاعتدال والاقتصاد فى كل شىء فقد أمر القرآن الكريم بعدم الاسراف ومدح المعتدلين فى الانفاق قال تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما).

كما حفلت السنة النبوية بكثير من الأحاديث التى تأمر المسلم أن يكون متوازنا فى إنفاقه فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (كلوا وتصدقوا والبسوا فى غير إسراف ولا مخيلة) وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطاتك اثنتان إسراف ومخيلة).

وقد يسأل سائل ما الفرق بين الإسراف والتبذير وللاجابة عن هذا نقول التبذير هو صرف الأموال فى غير حقها، إما فى المعاصى أو غيرها فى اللعب والتساهل فى الحفاظ عليها.

أما الإسراف فهو تجاوز الحد فى الطعام والشراب واللباس فى غير حاجة وإن كان الإسراف فى بعض الأحيان يطلق تجاوز الحد فى كل شىء ولكنه أصبح فى الطعام والشراب واللباس أكثر.

إقرأ أيضاً | أحمد كريمة: التعدد مشروع ومباح بالدلائل ومن هاجمنى متزوج بـ 6

ويضيف أن من مظاهر الإسراف الآن شراء السلع وتكديسها فى الثلاجات دون ضرورة ثم التخلى عنها بعد فترة لنسيانها أو فسادها والأفضل شراء الضرورات بكميات مناسبة قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وايضا المبالغة فى تجهيز العرائس بشكل مبالغ فيه وغير مناسب لارتفاع الأسعار، فأصبحنا نرى اسطولا الآن يتحرك بجهاز العروسة للتفاخر أمام الناس والمباهاة، وأصبح الزواج مشقة على الفقراء فيصاب الشباب بالحسرة والألم وهذا من إضاعة المال حيث إن الانسان لا يستطيع ان يستعمل كل هذه الاشياء وقد قال تعالى: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم إضاعة المال.

ويؤكد ايضا من مظاهر الإسراف الإصرار على إقامة حفلات الزفاف والعرس فى أماكن بمبالغ كبيرة وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (بلغوا النكاح فى المساجد ودقوا عليه بالدفوف).

ثمرات الإسراف إن للتبذير والإسراف نتائج منها الحسرة والندامة قال سبحانه وتعالي: (فتقعد ملوما محسورا)، فيتحسر الانسان على اسرافه فى شبابه وتضييعه مالًا أحوج ما يكون له عند كبر سنه وشيخوخته. وكذلك تضخم اقتصاد البلاد والعبء على خزينة الدولة إلى جانب الوقوع فى الحساب يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن...... وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة