جميل چورچ
رؤية شخصية
الظالم والمظلوم
السبت، 04 يونيو 2022 - 07:42 م
جميل چورچ
أهل المريض.. أم الطبيب.. أم المستشفى.. من الظالم؟ ومن المظلوم؟ فى الآونة الأخيرة انتشرت وقائع اعتداء أهل المريض على الأطباء وتحطيم الأجهزة التى تبرع المواطنون بشرائها، ومن أحدث القضايا الى نشرتها »الأخبار» منذ أيام عندما تعدى أهالى احد المرضى على وكيل مستشفى السويس العام لرفضه تواجدهم بالمستشفى بعد دخول المريض الطوارئ وبدء الأطباء التعامل معها، وإبلاغ الأهل أن المريض سيكون تحت رعايتهم لكنهم اعتدوا بالضرب على وكيل المستشفى فأصابوا انفه واحدثوا الجروح فى وجهه لتبدأ الأجهزة الأمنية والنيابة التحقيق فى الواقعة.
ولما كنت قد طالبت مرارا بضرورة ان يكون لدى المستشفيات العامة شرطة متخصصة للتعامل مع مثل هذه الحالات.. أما المستشفيات الخاصة فعليها اختيار افراد للامن وتدريبهم تحت اشراف وزارة الداخلية، أسوة بأفراد الأمن بالمحاكم.
والغالبية منا يتذكر واقعة تحطيم أجهزة علاج مرضى القلب بمستشفاهم بالعجوزة والاعتداء على الأطباء فى واقعة مماثلة لما حدث فى السويس.. وهكذا تكررت الواقعة فى أكثر من مستشفى وقد لا تسجل محاضر الشرطة البعض منها بعد ان يجبر مدير المستشفى الطبيب الذى جرى الاعتداء عليه على التصالح والتنازل حفاظا على سمعة المستشفى، ولم نسمع عن العقوبة التى تم الحكم بها على الجناة فى مثل هذه الجرائم..
وفى المقابل لم نسمع عن عقوبات تم الحكم بها على الأطباء فى حالة التقصير فى حق المريض.. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك وفاة السيدة التى دخلت المستشفى لعلاج عينها، ولم يجر اختبار حساسية للحقنة التى تم حقن المريضة بها.. وتضاربت الاقوال.. خرج البعض يبرئ المستشفى والبعض الآخر يدينه.. وأغلقت وزارة الصحة المستشفى.. وفقدت المريضة الشابة حياتها وسكت الجميع.
ويتوقف استاذنا محمد بركات الكاتب الكبير بـ»الأخبار» أمام واقعة فقدت فيها الإنسانية مكانتها فى أحد المستشفيات الخاصة بمدينة نصر.. والواقعة تتلخص فى إصابة طبيب بوباء كورونا اللعين.. ولجأت الأسرة إلى المستشفى ليمضى به مريضها شهرا فى الرعاية، ويطلب المستشفى من الطبيب المريض ودون مراعاة للزمالة 550 الف جنيه ولم تجد الاسرة تحسنا فى الحالة لذلك نقلته إلى مستشفى آخر لينفذ السر الإلهى.. واستسلم الاهل لكنهم طالبوا المستشفى بمستند يفيد سدادهم هذا المبلغ الضخم، لكن الإدارة رفضت فى غرابة شديدة، ويبدو أنها خشيت تحصيل حق الدولة من الضرائب!