جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أمريكا.. بين الواقع و«طق الحنك»!

جلال عارف

الجمعة، 10 يونيو 2022 - 08:13 م

الرئيس الأمريكى بايدن أجل زيارته للمنطقة.. الزيارة كانت تشمل الكيان الصهيونى وأراضى السلطة الفلسطينية. وربما زيارة للسعودية، ولقاء مع زعماء المنطقة.

بعيدا عن الكلام الانشائي. الزيارة كانت فى إطار السياسة الأمريكية المعتادة التى تختصر مشاكل المنطقة فى أمرين: دعم إسرائيل بلا قيد أو شرط، وضمان إمدادات البترول بسعر يناسب واشنطون!

الدعم لإسرائيل مستمر لكن الزيارة فى وقت تتصاعد فيه جرائم إسرائيل ضد شعب فلسطين وانتهاكاتها للمقدسات الدينية فى القدس المحتلة تبدو شائكة، خاصة مع ظروف تتهاوى فيها حكومة تل أبيب وتفقد غالبيتها فى البرلمان.

وعلى جبهة البترول يبدو الموقف شائكا. وحتى الآن لا تجد الرغبة الأمريكية فى زيادة الإنتاج للمساعدة فى حصار روسيا الاستجابة التى توقعتها واشنطون.. والأسباب كثيرة، والظروف لا تسمح بالضغط على منتجى البترول فى المنطقة. وبايدن لا يريد المجيء والعودة خالى الوفاض!!

أما كل حديث أمريكى آخر عن السلام وحقوق الإنسان وحرية الشعوب، فإن خبرة المنطقة به تقول إنه ليس إلا «طق حنك»، أو كلاماً فى الهواء يكذبه الواقع الذى يقول إن مصلحة أمريكا فقط هى التى تحرك سياستها، وأنها لا تكيل فقط بمكيالين كما يقال، بل بألف مكيال، وبعين مازالت ترى أن الكيان الصهيونى هو واحة الديمقراطية فى المنطقة«!!» كما رأت من قبل أن تدمير العراق هو الباب لتقدم المنطقة وأن إرهاب الإخوان هو إرهاب ديمقراطى يستحق الدعم من أم الديمقراطية وحقوق الإنسان!!

قبل أن يعلن «بايدن» تأجيل زيارته للمنطقة، كانت واشنطون فيما يبدو تمهد لها بإعلان رفع أسماء بعض المنظمات من قوائم الإرهاب عندها، وفى المقدمة كانت منظمة «كارباخ»، الصهيونية والجماعة الإسلامية التى امتد نشاطها من اغتيال السادات ومذبحة أسيوط وحتى المشاركة فى بداية تواجد الإرهاب على أرض سيناء!! ولم يكن ذلك إلا دليلا على استمرار التخبط فى سياسات واشنطون تجاه المنطقة دون إدراك حقيقى إلى أن الرصيد لم يعد يسمح بالمزيد من الأخطاء أو الرهانات الخاطئة!!

الرئيس «بايدن» صاحب خبرة طويلة بمشاكل المنطقة والعالم. وهو يدرك- بلا شك- أن مصداقية أمريكا تواجه مشكلة مع دول المنطقة، وأنها تدفع ثمن عقود من السياسات الخاطئة أو المنحازة التى دفع العالم العربى كله ثمنها الباهظ. العالم كله يتغير وعلى أمريكا أن تفهم ذلك. ليس بالضرورة أن يكون أعداء أمريكا هم أعداء العرب، ولا أن تكون خياراتها قدرا على المنطقة. الموقف ينبغى أن يكون واحدا من عدوان إيران وتركيا والكيان الصهيونى وتهديدهم لأمن المنطقة والعالم.

أمام واشنطون فرصة بعد أيام. حيث سيناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التقرير الهام الذى أعدته لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة. التقرير قال بوضوح إن استمرار الاحتلال والتمييز ضد الفلسطينيين هما السببان الجذريان وراء التوترات المتكررة وعدم الاستقرار وإطالة أمد النزاع فى المنطقة. وأشار التقرير إلى مسئولية دول العالم- بجانب الاحتلال- عن ذلك، وتعهد بالعمل على محاكمة المسئولين عن جرائم الحرب التى تمت.

إذا لم ترفع واشنطون حمايتها لإسرائيل واحتلالها النازي.. فعليها أن تقبل تحمل مسئولية الشراكة فيما تفعله إسرائيل بعيدا عن «طق الحنك»، الذى تمارسه وهى تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان!!
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة