ريزان العرباوي
الأدخنة السوداء
الأحد، 12 يونيو 2022 - 02:59 م
دخل ألبرت أينشتاين على طلابه ذات يوم, وكتب على السبورة جدول الضرب للرقم 9 كاملا وصحيحا, باستثناء مسألة واحدة, فجأة حدثت فوضى في القاعة, لأنه كتب 9x10=91.. ألبرت كان مخطئا، ومن المفترض أن تكون الإجابة الصحيحة هي 90, أنتظر أينشتاين حتى يصمت الجميع وقال: “على الرغم من أنني حللت الأسئلة التسعة بشكل صحيح, لم يهنئني أحد, لكن عندما أخفقت في سؤال واحد فقط, بدأ الجميع يضحكون, هذا يعني أنه حتى لو كان الشخص ناجحا للغاية إلا أن المجتمع سيلاحظ أصغر خطأ له وسيستمتع به”.
تذكرت تلك القصة مع الجدل الذي أثير مؤخرا بعد وفاة الفنان سمير صبري, وما كثر من أقاويل شديدة الخصوصية عن حياته الخاصة, والتعليقات المتناثرة على مواقع التواصل الإجتماعي, تركوا الحديث عن تاريخه الفني مقابل التنقيب عن بواطن أمور وأسرار لم يعلن عنها, ذلك ليس إلا سعى مكروه وغير مرغوب فيه, لنبش ماضي من رحل عن الدنيا ووارى جسده الثرى وأصبح في دار الحق, وللأسف هو سعي مقترن بإعتقاد أن ذلات وهفوات المشاهير ترضي ذائقة الجماهير, في حين أن الجمهور نفسه هو من تصدى لتلك الثرثرة وطالب بضرورة إحترام حرمة الموتى وإنهاء هذا السجال.
لم تلبث أن خمدت تلك الأدخنة السوداء, حتى ظهر في الأفق أعيرة نارية من تصريحات مسيئة لرموز الفن والخوض في سمعة “كوكب الشرق”، أم كلثوم.
الجمهور المستهدف لا يعنيه إطلاقا كم تزوج الفنان الراحل، وهل أنجب أم لا, لا يهتم بالنبش في القبور.
فمن منا بلا خطيئة؟, الإنسان مجبول على الخير والشر, وفي أعماقه تربض الفضيلة والرذيلة, والأولى هو ذكر محاسن موتانا.