د. أسامة السعيد
د. أسامة السعيد


خارج النص

أصحاب «الأخبار» الحقيقيون!

د. أسامة السعيد

الثلاثاء، 14 يونيو 2022 - 06:42 م

اليوم .. تكمل معشوقتنا «الأخبار» 70 عاماً من عمرها المديد، المليء بالإنجازات المشرفة، سبعة عقود كانت فيها دوما ضميرا يقظا للوطن، وصوتا صادقا للشعب.

أستلهم هنا بعض الدروس من المرحلة الأولى لتأسيس صحيفتنا العريقة، والتى يرويها الدكتور عبد الله زلطة فى كتابه الشائق «توأم الصحافة.. قصة حياة مصطفى وعلى أمين»، وتكشف بوضوح روح وشخصية هذا الصرح الذى ولد عملاقا، فعندما صدرت «الأخبار» فى 15 يونيو 1952، حملت صفحتها الأولى أكثر من 30 خبرا على عكس المتبع بالصحف اليومية آنذاك، صُدم الناس وتهاوى توزيع العدد الثانى، ونصح المحررون العملاق على أمين بالاستسلام والعودة للنهج القديم، لكنه أصر على رأيه وواصل بناء المدرسة المتفردة، فاعتادها الناس وأقبلوا عليها، وبعد عدة أشهر صارت الجريدة الأعلى توزيعا، وسار خلفه الآخرون.

وعندما ألقى القبض على التوءم مصطفى وعلى أمين يوم 26 يوليو 1952 بوشاية رخيصة من أحد المنافسين، والذى اتهمهم ظلما بأنهم اتصلوا ببعض السلطات فى لندن لإطلاعهم على مجريات الأمور عقب حركة الجيش، لم يتأثر العمل بالأخبار للحظة واحدة، فكل العاملين يثقون فى براءة قادتهم، وينتمون للكيان وليس لأفراد مهما كانت مكانتهم، وهو ما أدهش قادة الجيش وحتى المنافسين وقتها.

وبعد تحقيقات مكثفة، ذهب خلالها رجال الجيش وحطموا خزانة وزارة الداخلية التى يُحتفظ فيها بوثائق المصروفات السرية، فكانت المفاجأة أن مصطفى وعلى أمين كانا من الصحفيين القلائل الذين لم يتقاضوا مليما واحدا من تلك المصروفات سيئة السمعة فى أى عهد من العهود، كما تم التأكد من أنه لم يجر أى اتصال بين التوءم وأية دولة خارجية طوال أسابيع.

وخلال محنة الاعتقال كتب على أمين وصيته، التى صدّق عليها توأمه «مصطفى» هو الآخر، بأن يؤول كل ما يملك إلى العاملين فى «أخبار اليوم»، فهم «أصحاب الدار الحقيقيون»، وحذر زوجته وأسرته من الطعن على تلك الوصية.
هكذا بنيت «الأخبار» على الحب والثقة، وتطورت بالمهنية والكفاءة، وانحازت دائما للوطن والحقيقة.. كل عام و»الأخبار» كبيرة وعظيمة بجهد أبنائها وكفاحهم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة