زيت النخيل
زيت النخيل


زيت النخيل.. «برىء» فى قفص الاتهام.. تفاصيل صادمة

إيمان طعيمه

السبت، 18 يونيو 2022 - 03:01 م

زيت النخيل.. اسم نراه كثيراً على معظم المنتجات الغذائية الموجودة بالمتاجر، الأمر الذى لفت نظر كثير من المستهلكين وجعلهم يتساءلون عن سبب استخدامه بهذه الصورة الكبيرة بعكس بقية أنواع الزيوت والمواد الدهنية الأخرى، وقد تسبب ذلك فى إثارة الجدل حول مدى فوائد أو أضرار هذا الزيت على الصحة.. وهذا ما تناقشه "آخرساعة" مع الخبراء والمتخصصين فى السطور التالية.

 

يقول الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزى للنخيل بوزارة الزراعة، إن زيت النخيل من الزيوت الطبيعية التى لا تشكل أى ضرر على الصحة عند تناوله باعتدال، حيث يجرى استخراجه من أنواع نخيل مخصصة لهذا الغرض وليس النخيل الذى ينتج البلح.

 

ويشير إلى أن نخيل البلح يمكن منه استخراج كمية زيت ضئيلة جداً من خلال النوى، لكنها طريقة غير مجدية تماماً، أما نخيل الزيت فهو ينتج ثمرة تحتوى على كمية عالية من الزيت الذى يمكن الاستفادة منه على أعلى مستوى، لكن للأسف هذا النوع من النخيل غير متوافر فى مصر إلا بنسبة قليلة فى حديقة النباتات بأسوان، والجزء الأكبر يتم استيراده من ماليزيا ودول جنوب شرق آسيا وأفريقيا، حيث يتوافر الطقس الذى تحتاجه زراعة النخيل من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.

 

ويؤكد أنه يتم الآن وضع بعض الحلول التى تساعد على زراعة نخيل الزيت فى مصر، وكذلك بعض الأنواع الأخرى من الزيوت لسد العجز الشديد الذى يجعل مصر تستورد ٩٨% من مختلف أنواع الزيوت من الخارج.

 

ومن جانبه، يؤكد الدكتور عادل جبر عبدالرازق، أستاذ الزيوت والدهون ومشتقاتها بالمركز القومى للبحوث: إن شجرة نخيل الزيت تعتبر من سيدات الأشجار، حيث يعود تاريخ استخدام الإنسان لها منذ ما نحو 5000 سنة، وكان ذلك فى منطقة غرب أفريقيا حيث المناخ الاستوائى الموجود طوال العام بها، وانتشرت زراعتها حاليا فى جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، أما فى جنوب شرق آسيا فتنتج ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند حوالى 80% من الإنتاج العالمى لزيت النخيل، كما أن زيت النخيل فى ماليزيا يسهم بنحو 14% من الناتج القومى ليصبح ركيزة أساسية فى برامج مكافحة الفقر وتحسين مستوى الدخل.

 

ويتابع: تعد الصين أكبر الدول المستوردة لزيت النخيل، يليها الاتحاد الأوروبى ثم باكستان والهند وأمريكا، وذلك لأن الاعتماد على استخدام زيت النخيل فى مختلف المواد الغذائية يصل إلى 50% من المنتجات الغذائية الموجودة على مستوى العالم، أما مصر فتستورد نحو مليون طن من زيت النخيل ومشتقاته فى العام الواحد، لاستخدامه فى صناعة العديد من المنتجات الغذائية وكذلك زيت نوى النخيل الذى يستخدم فى صناعة الحلويات وأنواع الشوكولاتة كبديل مكافئ لزيت جوز الهند وزبدة الكاكاو.

 

الزيت الذكى

ويشير الدكتور عادل إلى أن التركيب الفريد لزيت النخيل جعله ينال لقب االزيت الذكىب، بسبب توازن محتواه من الأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة بنسب متساوية، والتى ساعدت التكنولوجيا الحديثة فى صناعة الزيوت إلى إمكانية تطويعه وفصل مكوناته السائلة عن الصلبة عن طريق عمليات التبريد ومن دون أى تدخل كيميائى يغيِّر من خواصه. وهذا يساعد على احتفاظ الجزء السائل بكل خصائصه ليستخدم فى أغراض القلى والتحمير والطهى بكفاءة مميزة عن غيره من الزيوت وبدون حدوث أى ضرر على الصحة، أما الجزء الصلب فيتم استخدامه فى صنع بعض المأكولات مثل منتجات المخابز وأنواع الحلوى والشوكولاتة.

 

ويؤكد أستاذ الزيوت والدهون، أن زيت النخيل غنى جداً فى محتواه بالعديد من الفيتامينات وأبرزها فيتامين (هـ)، فضلاً عن احتوائه على مضادات أكسدة قوية تساعد على ثبات الزيت ضد الأكسدة عند التعرض للحرارة العالية فى عملية التسخين والقلى بالإضافة لتوافر العديد من الأحماض الدهنية الأساسية به والتى تشبه الموجودة فى الزيوت الأخرى عموماً.

 

كما حذّر من الانسياق وراء المعلومات المغلوطة التى ينشرها البعض على صفحات السوشيال ميديا حول خطورة زيت النخيل على الصحة، كونه يمثل النفع والضرر مثله مثل بقية الأطعمة، التى إذا تم تناولها باعتدال أصبحت مفيدة للصحة والعكس صحيح، ومن المعروف أن لزيت النخيل مواصفات قياسية دولية وأخرى محلية فى كل دول العالم تسمح باستخدامه بضوابط فى العديد من التطبيقات الغذائية.

 

ومن الأسباب الأخرى للجدل المثار حول زيت النخيل احتواؤه على 50% من الأحماض الدهنية المشبعة، لكن هذه النسبة المرتفعة جعلت التكنولوجيا تستفيد منه على نحو آخر، وهو استخدامه كبديل طبيعى بدلاً من الزيوت المهدرجة شديدة الخطورة على الصحة والتى ستنتهى من العالم أجمع بحلول عام 2023 وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.

 

وعموماً، لا تشكل الدهون المشبعة الخطر الكبير الذى يخشاه البعض، فقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الإنسان الطبيعى من المفترض أن يتناول فى المتوسط 30% من احتياجاته اليومية من السعرات الحرارية من مصدر الدهون والزيوت، لاحتوائها على الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميجا 3 و6، وأيضا لاحتوائها على الفيتامينات الذائبة فى الدهون والتى ليس لها أى مصدر خارجى آخر، كما أنها تعد مصدراً جيداً للطاقة، حيث ينتج كل واحد جرام من الزيوت 9 سعرات حرارية، بينما تنتج البروتينات 4 سعرات حرارية، ولكن يجب أن تكون احتياجات الإنسان موزعة بين الخضراوات والفواكه، والأحماض الدهنية عديدة منها عدم المشبعة والأحادية والمشبعة، ويفضل أن تكون الأحماض المشبعة بنسبة أقل عن غيرها، ولذا فالأحماض الدهنية المشبعة ليست سيئة على الإطلاق ولكنها مطلوبة بنسب محددة.

 

كما توجد ثمرة مميزة وفريدة من نوعها تستخدم لاستخراج زيت النخيل الأحمر، الذى يتم إنتاجه عن طريق عملية تصنيعية فريدة باستخدام درجة حرارة أقل للحفاظ على نسبة البيتاكاروتين كمصدر لفيتامين A، ويستخدم هذا النوع على نطاق واسع فى اليابان وجنوب أفريقيا والعديد من دول العالم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة