الثلاثاء، 21 يونيو 2022 - 09:49 ص

كتبت: آية فؤاد - إيمان طعيمة

تحتفل بعض دول العالم فى يوم 21 يونيو بعيد الأب، لتكريم الآباء وشكرهم على مجهوداتهم تجاه أبنائهم وأسرهم، إلا أن يوم الأب قد يمر دون احتفالات تذكر لأنه بالنسبة للبعض مستحدث نوعاً ما عن عيد الأم الذى اعتاد الجميع الاحتفال به سنويا.

دور الأب والاحتفاء به، تقول حنان سالم، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن الرجل دائماً حاضر ماديا ومعنويا فى حياة زوجته وأبنائه، بل وتكتسب المرأة قوتها وأمانها من وجود الرجل بحياتها، ولا أحد يغفل أدوار آباء كُثر ضحوا بسعادتهم من أجل أبنائهم. وأرجعت عدم بروز أدوار هؤلاء الآباء بالمجتمع أمام الجميع، إلى أن الرجل مدعوم مادياً ومعنويا، على عكس السيدات اللواتى يواجهن تحديات وعقبات كبيرة.

تتابع: يوم الأب يعد يوم تكريم للنماذج المعطاءة من الآباء والداعمين لزوجاتهم فى تربية الأبناء وتنشئتهم اجتماعيا، وتقديرا لدور الأب الذى يعتبر واجهة الأسرة وداعمها والقدوة الحسنة لأبنائه، لكن قد يكون الاحتفاء بالآباء وتخصيص يوم لتكريمهم جاء متأخراً بعض الشيء، لأن هناك احتفاء بالآباء طوال الوقت من خلال فخر أبنائهم بهم وامتنانهم لوجود الأب فى حياتهم يرعاهم ويحنو عليهم. كما يعد ايوم الأبب احتفاء بالآباء الذين تمسكوا بدورهم الإيجابى مع أبنائهم وأسرهم، وهو أيضاً بمثابة رسالة ليستفيق بعض الآباء الذين تخلوا عن دورهم معتقدين أن دور الأب يتلخص فى توفير الأموال فقط، فمن المهم التأكيد على الجانب المعنوى فى حياة الأبناء من قبل الأب. 

فيما ترى بسمة سليم، خبيرة التنمية البشرية، أن عدم تقدير الأب بالشكل المناسب قد يرجع لعدة أسباب، فالأب فى مجتمعنا يعمل لفترات طويلة، بالتالى هو غائب لساعات وأحياناً لأيام عن المنزل، لذلك لا يستشعر الأبناء مجهوده المبذول من أجلهم، بالإضافة إلى أنه ليس جميع الرجال لديه القدرة على التعبير عن حبه لأبنائه مقارنة بالأم فهى كائن عاطفى بطبعها ولذلك فإنها قادرة على التعبير عن حبها. تضيف: الآباء لهم تأثير كبير فى حياة أبنائهم، ومثلما نحتفى فى المدارس بيوم الأم ونؤكد على أهمية دورها، فلابد أيضاً أن نحتفى بالأب ونكرمه ونحتفل به.

وتوافقها الرأى الدكتورة هبة على، مستشار نفسى وأسرى وتربوى، موضحة أن الأب شريك أساسى فى بناء الأسرة، ودوره لا يقل أهمية عن دور الأم، فهو الداعم المادى والمعنوى والمعلم الأول والسند والقدوة الحسنة والنموذج الجيد الذى يحتذى به ابنه طوال حياته، وتخصيص يوم لتقديره وتكريمه ما هو إلا أمر بسيط لإعطائه حقه المهدر دائما والاعتراف بجميله على كل ما يقوم به من أجل تحقيق حياة كريمة لأفراد الأسرة. وتشير إلى أن هناك بعض الآراء التى تظلم الأب عند مقارنته بما تقوم به الأم من مهام يومية، لكن يجب أن نعى جيدا أن انشغال الأب الدائم بأمور أسرته والسعى لتوفير احتياجاتهم هو السبب الرئيس وراء هذه النظرة غير العادلة، ولتفادى ذلك على الأب إعادة النظر فى أولوياته ومحاولة ترتيبها لإيجاد الوقت الكافى الذى يمنحه لأسرته ومشاركته أمورهم اليومية لخلق حياة أسرية دافئة، وعليه أن يعلم أهمية دوره فى تربية الأبناء والقرب منهم وعدم الاعتماد على الأم فقط فى القيام بذلك.

ومن جانبه، ينصح الدكتور محمود سعد، أخصائى الطب النفسى، الآباء بضرورة قيامهم بدورهم على الوجه الأكمل والتأكد من أن الأبناء يمرون بمراحل مختلفة طوال حياتهم ويجب القراءة والاطلاع ومعرفة أساليب التربية الحديثة التى تساعدك على أن تكون أبا مثاليا.

أقرأ أيضأ l في عيد الأب.. الواتس آب يحذر من عملية احتيال