مصطفى يونس
مصطفى يونس


شهيد قنا.. وأباطرة المخدرات

مصطفي يونس

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 06:20 م

والعجيب والغريب إننا نحدد مكان الألم، ونشخصه تشخيصاً دقيقاً، ونكتب له علاجاً مناسبا، لكن المريض لا يشفى، بل يزداد المريض سوءاً ، فالأزمة يا صديقى ليست فى تحديد الألم ولا التشخيص ولا العلاج، ولكن الأزمة فى جدية التعامل مع المرض وكيفية تناول العلاج والاهتمام به.. فالمقلق والمدهش وغير الطبيعى، أن يموت شباباً فى عمر الزهور، وأن تندثر عائلات لها تاريخ، وأن يستشهد ضابط جسور، ترك خلفه أسرة ومحبين.. هل تعلم يا صديقى ما السبب؟  السبب مخدر جديد اسمه الشابو، أخطر من البودرة والاستروكس، له تأثير خطير، يأخذك فى ثوان معدودة إلى العالم الآخر، لا تفكير، لا عقل، لا شعور، لا نخوة.. الشابو هو المخدر القاتل الذى أصبح مثل رغيف العيش فى قرى ومراكز شمال قنا، خاصة فى أبو تشت وفرشوط، بل أزيدك من الشعر بيتا، أن أكبر موزعى هذا السم القاتل تحولوا إلى مليونيرات فى شهور، لا أبالغ، فكبيرهم معروف بالاسم.. فاستشهاد العقيد محمد جمال وكيل فرع البحث بأبو تشت خلال مداهمة أمنية لقرية الرزقة لم يكن الأول ولن يكون الأخير، الشابو حول العواطلجية إلى أعيان فى هذه القرى، بل لا أبالغ أن قولت إنهم أباطرة المخدرات، فمنهم من تحول إلى المعلم والحاج وصاحب النفوذ، الأمر خطير جداً، وابعد من ذلك، فكبيرهم يدعى أنه مسنود لدرجة كبيرة، بل الأدهى أنه يعلم بميعاد الحملات قبل تحركها..

مخدر الشابو هو الأزمة الحقيقية فى بلادنا خاصة فى قنا.. لكن الوزير المخضرم اللواء محمود توفيق ومساعده اللواء علاء الدين سليم لقطاع الأمن العام لم ولن يقبلا باستشهاد ضباط آخرين ولا بمقتل شباب فى مقتبل العمر، ولا أن يصبح هذا الشابو القاتل وأخواته من المخدرات فى متناول الجميع .. قنا تحتاج إلى يد قوية، إلى مداهمة البؤر الإجرامية والقضاء على كل من يستخدم كلمة مسنود ويدعى علاقاته بمسئولين أو أنه تحت الحماية ليعيث فى الأرض فساداً.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة