الشعوذة الإلكترونية احدى صور انتشار خرافات المجتمع
الشعوذة الإلكترونية احدى صور انتشار خرافات المجتمع


بعد الشعوذة الإلكترونية.. تركى: الإسلام يرفض الخرافات ويدعو للتحصن بالأذكار

سنية عباس

الخميس، 23 يونيو 2022 - 06:28 م

يرفض الإسلام كافة أشكال الخرافات، وما يتفرغ عنها من مساوئ وانحرافات وكوارث يقصدها محترفو الإفساد فى الأرض، لعرقلة مسيرة بناء الدولة والإنسان للعودة بالمجتمع إلى الوراء، فيساعد ترويج هذه الخزعبلات مخطط ترويج الشائعات التى ينتابها الفشل دائماً أمام جهود الدولة لتفنيدها أولا بأول ووعى المواطن الرافض لها ، ومثل أى شيء يسايره التغيير فى الحياه يطور الدجالون والمشعوذون أداءهم التقليدى المتعارف عليه لتكون الشعوذة الإلكترونية وسيلة أسرع لنشر أفكارهم ومعاملاتهم الهدامة.. وذلك بجذب مدمنى التواصل الإجتماعى من ضعاف النفوس والدين والعلم.. يشاركهم ويتصدرهم فى ذلك بعض أهل العلم والمال والشهرة، ومن أبرز ما أثير فى الأيام الأخيرة خرافة التبرك بمياه بئر صرف صحى بالبحيرة للشفاء، واقتحام المشعوذين مواقع نسائية طلباً للصداقة لتقديم خدماتهم عن بعد لفك السحر وحل المشاكل الزوجية مقابل أموال تصرف من المحافظ الالكترونية لتصبح توابع بث الخرافات تمثل خطورة على العقل البشرى والسلم المجتمعى.

وحول هذه الأمور يطلق الشيخ أحمد تركى من علماء الأزهر الشريف صيحة إنذار تنصح بإنقاذ العقل المصرى من الدجل والشعوذة، وخاصة بعد انجراف أصحاب العقول من ذوى المنصب والشهرة والشهادات العلمية للذهاب إليهم لحل مشاكلهم، وهذه أزمة تلازم البشرية على مر العصور تتعارض مع تعاليم الإسلام الذى يبنى اعتقاداته على أسس عقلانية مؤيدة بالبراهين فى آيات قرآنية عديدة تتصدى للعقل الخرافى، يقول تعالى: (ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون)، وتعنى أن الشيطان أضل خلقاً كثيراً بإيهامهم بتأثير بعض المخلوقات عليهم أكثر من قدرة الله تعالى، يقول سبحانه: (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً)، ويتابع: الغيب لا يعلمه إلا الله، ومن يدعى أنه قادر على فك السحر والحسد فهو كاذب ودجال، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كذب المنجمون ولو صدقوا) وفى رواية (ولو صدفوا)، والقرآن الكريم علمنا التحصين من هذه الأفعال بتلاوة آية الكرسى والمعوذتين وسورة الإخلاص، والمحافظة على العبادات والذكر.

إقرأ أيضًا | على خطى أم خديجة المغربية.. ضبط دجال «فك الودع والسحر وجلب الحبيب» |خاص

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، فى دعوة صريحة إلى التداوى. والتداوى كما يكون بالأغذية والأدوية يكون أيضاً بالرقية بآيات القرآن الكريم والأدعية المأثورة فيدفع الله سبحانه بها شر الحسد والحاسدين، وقد أقر القرآن الكريم أن الله هو النافع الضار لإغلاق الباب فى وجه السحر، ورسخ التماس الإنسان للشفاء بالتماس الأسباب التى أقرها الشرع، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لا يقبل له صلاة أربعين ليلة)، وفى رواية أخرى: (فقد كفر بما أنزل على محمد)، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أصحابه أن الآيات الكونية ليس لها علاقة بتقلبات الحياة الإنسانية، فعندما مات ابنه إبراهيم وكسفت الشمس أذاع الناس أن الشمس حزنت لموت إبراهيم، فصحح الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد الخاطئ قائلاً: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد).

إقرأ أيضًا | المصادفة تزيد قناعتهم بالخزعبلات.. المتبركون بـ«الوهم»!

ويضيف: الإيمان بالله والرضا بما قسم تعاطى إيجابى مع الأزمات التى يمر بها الإنسان، تحقق له القدرة للسيطرة عليها، والانطلاق منها إلى مناجاة الرب أن يخففها، وعندما يسكن التوتر القلبى تهدأ الجوارح ولو كانت تتألم، ولذلك حذرنا الإسلام من الوقوع فى شباك المشعوذين والدجالين التى تعد من الجرائم التى تلى الشرك بالله مباشرة وتهلك صانعها، والشعوذة ونشر الخزعبلات من أدواء الدجل قديماً، ومن مشكلات العصر الحديث فى زمن يوصف بالتقدم العلمى، مما يهدد المجتمع بالتفكك ويزرع الاضطراب وفقد الثقة، ولا يرضاها أهل التقوى، ويمارسها الفسقة ومبلغ همهم جمع المال بالنصب، ولا يتوانون عن الكذب والخداع والتلون والإيذاء، ولا يجب الاستهانة بأفعالهم، ويحرم استشارتهم، ولا يجوز تصديقهم، وما أقوالهم وأفعالهم إلا استعانة محرمة بغير الله. ومن ابتلى بها فقد ابتعد عن منهج الله وضل ضلالاً مبيناً يقول تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر).

ويؤكد: كما أن المرء يكون حريصا على التداوى من الأمراض التى تؤذى جسده، فلا يقل أهمية من ذلك معرفة الأمراض التى تضر دينه وعقيدته وتقدح فى إيمانه، ولمقاومة هذه الظواهر قبل أن تتأصل فى الأجيال القادمة ضرورة وضع استراتيجيات قومية جديدة تعليمية ودينية ورياضية وإعلامية لدحض تجارة الوهم والدجل والتصدى لأضرارها القاتلة التى تستشرى فى ظل عدم وجود قانون يجرمها فى صورتها المباشرة، وبالتالى من يتضرر من هذه الأعمال لا ينصفه إبلاغ الجهات المعنية إلا إذا اقترنت بالنصب المادى وتم إثبات ذلك، أما ترويج الدجل والشعوذة والخرافات كأفعال تهدد السلم المجتمعى فهى جرائم خارج نطاق العقاب القانونى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة