محمد عبد العزيز أحد مؤسسى «تمرد»:
محمد عبد العزيز أحد مؤسسى «تمرد»:


محمد عبد العزيز أحد مؤسسى «تمرد»: تلقينا تهديدات بالقتل وحرق المقار

الأخبار

الأربعاء، 29 يونيو 2022 - 11:02 م

حوار: اسماعيل مصطفى

تبقى ثورة 30 يونيو محفورة فى أذهان كل من عاصرها لخصوصيتها وأهميتها الكبيرة فى تعديل مسار الأحداث وتخطى مصر لمرحلة صعبة فى تاريخها.. ولكن يبقى صانع الحدث شخصًا جديرًا بالاستماع إلى شهادته على الحدث، ولما كان لحملة تمرد الشرارة التى أشعلت ثورة ٣٠ يونيو يظل مؤسسو هذه الحركة ذاكرة حاملة لتفاصيل الحدث المهم إن لم يكن الأهم فى تاريخ مصر المعاصر لما ترتب عليه من تداعيات صححت مسار البلد وأنقذت هويته، والنائب محمد عبد العزيز، هو أحد مؤسسى حركة تمرد، يروى فى حواره مع الأخبار تفاصيل تأسيس الحملة وكواليس التحركات فى الأيام الفاصلة التى سبقت ولحقت بأحداث٣٠ يوليو و٣ يوليو، ويكشف عن تفاصيل جديدة لإخفاء الحركة عن عيون جماعة الإخوان الإرهابية وحقيقة تعرضه وتعرض أعضاء الحركة للتهديد بالقتل.

■ فى البداية.. كيف ترى ثورة 30 يونيو كحدث معاصر فى تاريخ مصر فى الذكرى العاشرة لإحيائها؟
أرى أن أهم حدث فى تاريخ مصر المعاصر هو ثورة ٣٠ يونيو، لأنها الذكرى التى استعاد فيها الشعب المصرى وطنه من أيدى جماعة إرهابية كانت تريد أن تعبث بمقدرات هذا الوطن، وأرى أنه لولا ٣٠ يونيو وإذا كانت استمرت هذه الجماعة فى الحكم لكانت وصلت الأمور إلى درجة كبيرة من الفوضى والسوء على كافة الأصعدة ولوصلنا إلى حرب أهلية بين أنصار هذه الجماعة وبين باقى الشعب المصرى بمختلف انتماءاته السياسية وبمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية.


■ نتذكر معك.. متى بدأ الإعداد والتجهيز لثورة 30 يونيو؟
بدأ التفكير فى تأسيس حملة شعبية لجمع التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى شهر أبريل ٢٠١٣، حيث كانت هناك مناقشات منذ شهر مارس بين كثير من الشباب المهتمين بالعمل السياسى والثورى، ولكن فى أبريل حدث توافق بين المؤسسين للحركة على تأسيس حملة شعبية تسمى تمرد لجمع توقيعات على سحب الثقة من مرسى ثم تطورت الأمور إلى دعوة الشعب إلى النزول فى ٣٠ يونيو، وتم إعلان هذا الأمر فى أواخر شهر أبريل، بينما كانت بداية جمع التوقيعات فى بداية شهر مايو سنة ٢٠١٣، والهدف كان جمع توقيعات أكبر من عدد الأصوات التى حصل عليها مرسى خلال انتخابات الرئاسة وكان المستهدف جمع ١٥ مليون توقيع، ولكن عندما حصرنا عدد الاستمارات التى حصلنا عليها قبل يوم ٣٠ يونيو وجدنا أننا وصلنا إلى عدد توقيعات تجاوز ٢٢ مليون توقيع، ثم نزول المصريين فى ٣٠ يونيو والذى تجاوز ٣٠ مليون مواطن، وكان ذلك انعكاسًا لرغبة الشعب المصرى الشديدة فى استعادة وطنه وإنهاء حكم هذة الجماعة الإرهابية.
■ ما المشاهد التى رصدتها بنفسك فى ذلك الوقت وأكدت لك بأن ثورة ٣٠ يونيو قادمة لا محالة؟
تأثرت بكثير من المشاهد التى رسخت إيمانى بأن ثورة الخلاص من حكم الجماعة الإرهابية قادمة لا محالة خاصة عندما لامست حماس مختلف الطبقات الاجتماعية ورغبتها الشديدة خلال نزولى للشارع فى التعاون معنا للتوقيع على استمارة تمرد، فخلال نزولى للشارع كنت أرى مختلف فئات الشعب فى مواقعهم يعملون بجد لجمع أكبر عدد من التوقيعات، فكنت أرى صاحب كشك بسيط والعامل فى القهوة وصاحب محل أدوات كهربائية يجمع استمارات تمرد، فكل هذه مشاهد عفوية كانت تنم عن رفض الشعب المصرى للجماعة المحظورة، وكل ذلك كان يؤكد لى أننا كنا على الطريق والمسار الصحيح.
■ تمرد الحملة السياسية الأبرز.. هل كانت المحاولة الأولى للخلاص من حكم جماعة الإخوان؟
كانت هناك الكثير من الاعتراضات الشعبية على حكم الإخوان بداية من محاسبة الرئيس المعزول محمد مرسى على ١٠٠ يوم من حكمه بعدما فشل فى تعهداته التى وعد بها الشعب المصرى أثناء حملته الانتخابية، مرورًا بالإعلان الذى أصفه بغير الدستورى والذى أصدره تحت مسمى الإعلان الدستورى، وكانت هناك اعتراضات كبيرة ولكن ما حدث أن حملة تمرد وحدت هذه الجهود ومثلت بداية الشرارة الحقيقية لإعلان رفض الشعب المصرى لهذه الجماعة الإرهابة وإعلان إرادة الشعب المصرى بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
■ هل يمكن أن ننسب الفضل فى انطلاق حركة تمرد لشخص معين؟
حملة تمرد هى حركة الشعب المصرى الذى ينسب له الفضل فى انطلاقها، فهذا الشعب هو القائد والمعلم الحقيقى لهذه الحملة.
■ ماذا كان يعنى مصطلح بطن الزير داخل الحملة؟
بطن الزير هو اسم أطلقناه على أحد المقرات السرية لاجتماعات أعضاء الحملة بعدما وصلتنا تهديدات بالقتل وحرق المقرات من جانب الجماعة الإرهابية والاسم كان لمقر بعينه يعلمه مجموعه معينة من أعضاء الحملة حاولنا إخفاءه عن عيون الجماعة وكان يجرى فى هذا المقر عدة اجتماعات وصياغة البيانات.
■ ما هى أخطر اللحظات التى مرت عليك وشكلت خطراً حقيقياً على حياتك؟
وصلتنى ووصل إلى زملائى فى حملة تمرد تهديدات بالقتل، وتلقيت عددًا من هذه الرسائل من أرقام مجهولة على هاتفى.
■ هل ترى أن تمرد كانت صدفة أم نتيجة تخطيط وإعداد جيد؟
تمرد كانت وليدة رغبة حقيقية لدى الشعب المصرى للخلاص من حكم الجماعة، ولذلك كان هناك مطلب شعبى على الحملة قبل ظهورها إذا كانت حاجة إلى ما يوحد جهود المصريين فى رفض هذه الجماعة وظهرت تمرد مجرد الإصبع أشار إلى هذا الطريق الذى كان ينتظره الشعب المصرى فى الأساس، نستطيع أن تمرد كانت تلاقى إرادة المصريين مع حركة سياسية وجهت المصريين إلى طريق الخلاص.
■ ما هى كواليس الليالى الثلاث منذ بدء ٣٠ يونيو وحتى ٣ يوليو، وماذا كان دور الحركة؟
دور حركة تمرد فى هذه الفترة كان الحفاظ على حشد الجماهير فى الشوارع لاستكمال
ثورة ٣٠ يونيو حتى تحقيق كامل أهدافها، وساعدت الحركة فى استمرار المسيرات على مدار الأيام التى سبقت ٣ يوليو، كما كان للحركة دور فى التوجيه السياسى وصياغة البيانات التى تعبر عن موقف الحركة من خارطة الطريق والإجراءات التى يجب أن تتم.
■ يوم 3 يوليو يحمل تفاصيل عديدة ومداولات مكثفة سبقته.. ما الكواليس التى سبقت الوصول إلى هذا اليوم؟
ترجع الأحداث إلى يوم ٢ يوليو مساء بينما كان هناك تشاور مع مجموعة من مؤسسين حركة تمرد واقترحت عقد مؤتمر صحفى صباح ٣ يوليو للتأكيد على استمرار الاحتشاد الجماهيرى ورفض حكم الجماعة الإرهابية وحتى يتم تحقيق أهداف الثورة وعقدنا المؤتمر فى مقر جريدة الوطن وقتها، وأثناء الحديث فى هذا المؤتمر تم التواصل معنا لترتيب لقاء مع القائد العام للقوات المسلحة ومجموعة من القوى الوطنية من أجل الاتفاق على خريطة الطريق وخلال تحركنا للقاء أبلغنا زملاءنا فى اللجنة المركزية بحركة تمرد بضرورة الاستمرار فى الاحتشاد دون إعطاء مزيد من المعلومات لاستكمال أهداف الثورة، وبالفعل بدأ الاجتماع وانتهى بإقرار خارطة الطريق بفضل انحياز وشجاعة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى آنذاك والذى استجاب لمطالب الشعب المصرى بعزل مرسى وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة