يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

على باب الله

أخبار اليوم

الجمعة، 01 يوليه 2022 - 06:43 م

عرفت آخر أسطوات الحرف اليدوية فى بلدى، وعندى غرام شخصى بهذه الحرف اليدوية البسيطة الجميلة التى تحمل روح الصنايعى، تخيل كم ساعة وكم يوما يقضيها الأسطى فى صناعة مُنتج يدوى، يخبئ جزءاً من عمره فى قطعة نحاس مشغول بصبر أو نَفخة زجاج صُنعت بحب، هو سعيد بمهنته التى ورثها عن الأجداد والسر والوصفة معه فقط.

مؤخرا قابلت فى رحلة البحث عن أساتذة الحرف اليدوية عم حسين وهو آخر من يحمل سر حرفة التكفيت، وهى شغل الفضة على نقوش النحاس، حرفة صعبة وتحتاج بالا ومزاجاً، عم حسين عنده أمنية لإنقاذ ما يقرب من مائتى حرفة تكاد تنتهى تماما، هو يحلم بمكان كبير يضم كل من تبقى من أسطوات الحرف اليدوية، يعلم فيه الأسطى كل سنة مائة شاب من طلاب الفنون الجميلة، وتصبح جزءاً من مسار زيارات السياح لصناعة هداياهم مع الأسطوات.
إننى آمل أن يكون فى العاصمة الإدارية مكاناً يحتوى هذه الحرف والفنون لكى ننقل لها الروح، وهى حرف وفنون صديقة للبيئة، وتمثل حالة من الأصالة والطيبة، كما أنها جزء من اقتصاد الدولة، يمكن أن تحقق خمسة مليارات دولار من تصدير المصنوعات اليدوية مثلما تفعل الهند، وتوفر حياة كريمة لحوالى مائة ألف أسرة.

هذه أبواب رزق أرجو أن نساهم فى بقاء ناسها على قيد الحياة، تسرب خلال السنوات الماضية آلاف من الأسطوات المهرة إلى العمل على عربات التوك توك وقراءة القرآن فى المقابر !

انشغلت فى رحلة البحث عن أسطوات وصنايعية مصر فى الحوارى والشوارع، وفيهم رأيت مصر الجميلة، هؤلاء الذين يعملون على باب الله ليس لديهم إلا حب هذه الحرف الدقيقة ولا يملكون سوى قلوب تحب تراب بلدهم فى قصة حب حقيقية.

لا وقت نضيعه، كل يوم نفقد أسطى ومعه السر، ونفقد حرفة ومعها جزء من حضارتنا الغنية، كل تأخير فى القرار سوف يجعلنا ننتظر نهاية مفجعة لفنون الحرف اليدوية فى مصر وإلى الأبد. هؤلاء ثروة أرجو الانتباه لها بما هو أكثر من إقامة معارض لمنتجاتهم، إنما بحمايتهم ودعمهم وتوفير مكان آمن لتعليم أجيال شابة هذه الفنون.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة