أرشيفية
أرشيفية


رعب النازيين.. سيارات محكمة الإغلاق قتلت الآلاف بالغاز

شيرين الكردي

السبت، 02 يوليه 2022 - 08:12 م

في أربعينيات القرن الماضي، حاول النازيون التفنن في طرق القتل المتعددة، ما جعلهم يلجأون إلى استعمال غرف للغاز فيما يعرف بالقتل الرحيم.

أقرأ أيضا|  بالشهود.. قصة حب هتلر لإيفا «غير حقيقية»

وبالعودة إلى صيف عام 1941، صدرت لرودولف هيس، قائد معسكر آوشفيتس"أوشفيينتشيم" للإبادة أوامر بتجربة طرق جديدة لتنفيذ عمليات القتل الجماعي، حينها الألمان قد قاموا بتجربة القتل بواسطة الغاز خلال الفترة ما بين 1939 و1941.

وركزت عمليات القتل الرحيم حينها على المشوهين والمرضى النفسيين في ألمانيا؛ حيث تحدثت الأرقام عن قتل ما بين 70 إلى 90 ألفا.

 

وكانت هذه الممارسات قد واجهت موجة احتجاجية من الرأي العام الألماني، مما أدى إلى إلغائها بشكل رسمي، ولكن التجارب المتراكمة في هذا المجال أصبحت قاعدة يبنى عليها لتحسين أساليب التنفيذ وتطبيق المنهج نفسه في معسكرات الإبادة لاحقا.

وبحسب تقارير صحفية متعددة فقد جرت أول تجربة لتنفيذ عملية الإبادة الجماعية داخل غرفة للغاز في معسكر آوشفيتس خلال سبتمبر من عام 1941، وكان الضحايا مجموعة من أسرى الحرب السوفييت، حيث تم بث مادة كيماوية تدعى تسيكلون ب في غرفة غاز محكمة السد، مما تسبب في موتهم خلال وقت قصير.

 

وتم بعد ذلك إجراء عدد آخر من التجارب تمخضت في النهاية عن إنشاء شبكة من معسكرات الإبادة تم فيها قتل مئات الآلاف خلال الفترة ما بين 1942-1944.

 

وباستقرار مبدأ القتل بواسطة الغاز في الإذهان، بدأ تجربة أساليب مختلفة في آن معا، فقد أجرى الألمان في أواخر سنة 1941 تجربة لقتل ضحاياهم داخل سيارة شحن مسدودة تم بث الغاز إلى داخلها، وذلك في المناطق المحتلة من الاتحاد السوفييتي.

 

تجارب كانت تتم من خلال حشر بضع عشرات ممن سيتم إعدامهم داخل شاحنة سبق مد خرطوم من عادمها إلى داخلها، وكانت مثل هذه العملية تستمر ما بين 20 و30 دقيقة، ليتم بعدها إزالة جثث الضحايا وإلقائها في حفر تم تجهيزها مسبقا.

 

وبدأ اتباع هذه الطريقة على نطاق واسع في أول معسكر للإبادة تم إنشاؤه على أرض بولندا بجوار قرية خيلمنو الواقعة في منطقة مدينة لوج في الثامن من ديسمبر لعام 1941.


 

 وقد اقتيد الآلاف إلى نقطة تجميع على مقربة من خيلمنو، وصدر لهم الأمر بنزع ثيابهم والصعود إلى شاحنات محكمة السد قيل لهم إنها ستقلهم إلى حمامات، وخلال سفر الشاحنات إلى مقابر جماعية سبق تجهيزها على مسافة نحو خمسة كيلومترات من تلك النقطة، نُفّذت عملية تسميمهم بالغاز.


 

في حين أن عملية دفنهم تولت مهامها مجموعة خاصة من السجناء، وبلغ مجموع ضحايا عمليات القتل الجماعي في خيلمنو ما يقارب ال300 ألف.

 

وفي أواخر سنة 1941 بدأ الألمان يخططون للخطوات العملية لتنفيذ عملية الإبادة الجماعية لليهود في المحافظة العامة، وفي نفس الفترة تقريبا تم إنشاء معسكر الإبادة الثاني في بولندا وهو الذي يحمل اسم بلجيتس، والواقع في منتصف الطريق الواصلة بين مدينتي لفوف ولوبلين، وبلغت عملية إنشاء المعسكر نهايتها في أوائل 1942، حيث وصلت الدفعات الأولى لليهود في شهر مارس آذار قادمة من منطقتي لوبلين وغاليتسيا الشرقية (التي باتت جزءا من غرب أوكرانيا اعتبارا من خريف العام 1939، ولكن الألمان حولوها إلى جزء من المحافظة العامة في أغسطس آب من العام 1941).

 

وهكذا بدأ الاستخدام الفعلي للوحدتين الأولى والثانية من ضمن ماكينة الإبادة بهدف محو اليهود البولنديين من الوجود، ليليهم في فترة لاحقة غيرهم من يهود المحتل من القارة الأوروبية.

 

كان المحكومون بالإعدام يوضعون داخل هذه العربات عراة ومكبلين ومعصوبي الأعين قبل أن تطلق عليهم غازات سامة ليختنقوا داخلها ويفارقوا الحياة قبل بلوغ مواقع الدفن الجماعية.


 

حسب العديد من الشهادات، استخدمت شاحنات الغاز النازية بكثافة قرب مناطق كراسنودار السوفيتية سنة 1943. فخلال تلك الفترة، عمد النازيون لاستخدامها لقتل ما يزيد عن 7000 معتقل سوفيتي دفنوا فيما بعد بمقابر جماعية.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة