د. مجدى عاشور
د. مجدى عاشور


د. مجدى عاشور: الوعى قضية أمة

الأخبار

الخميس، 07 يوليه 2022 - 07:24 م

من أبجديات الأمور وبدهيات العقل وطبيعية الفطرة أن استمرار الحياة وتنميتها مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى وعى الإنسان فيها، من ناحية: تكوينه، وتربيته، وثقافته، وشعوره بالآخرين من حوله فضلًا عن مجتمعه، وهو ما يُسَمَّى بالبيئة المحيطة به.

أما تكوينه فقد حثنا الشرع الشريف على الوعى بأنفسنا سواء من الناحية العضوية، فقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ (المؤمنون:12-14) ثم بيَّنَ أطوار حياة الإنسان ليكون على وعى بمقتضيات كُلِّ مرحلة من عمره.

كل هذا من باب التعريف والتعليم للإنسان المُكرَّم عند الله حتى يعى ذلك ويعتنى بنفسه وأهميتها وما تتطلبه من اهتمام جسدى ونفسى وروحي.
وأما من ناحية التربية فقد وَجَّه الله تعالى الأبوين وطلب منهما الوعى بقيمة الأبناء الذين قد يتساوون فى ذلك مع الآباء، فقال تعالى:﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا﴾(النساء:11) وهذا لربط الجيل الآتى (الذى هو المستقبل) بالجيل الفائت (الذى هو الماضى والتاريخ).. والذى يساعد بل ويؤسس هذا الجانب التربوى هو منظومة القيم والأخلاق من قبيل: الأخوة، والتعاون، والهِمَّة، والتكامل، والتعارف، والحفاظ على الأُسْرَة، وقبل ذلك كله الحفاظ على النفس..

إقرأ أيضًا | «التضامن» تجدد الدعوة لمناهضة ختان الإناث من خلال «وعي»

وأما من ناحية الثقافة: فأهمها الوعى بالهُوِيَّة المُكَوَّنة من العادات والتقاليد والحضارة والأخلاق الحسنة المتفق عليها بين البشر والواردة فى كل الديانات، وكذلك الحفاظ على الوطن الذى هو من أهم مكونات الهوية الوطنية، ذلك الوطن الذى قرن الله فى كتابه بين خروج الروح والخروج من الوطن فقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ﴾ (النساء:66) ومن ناحية الشعور بالآخرين، سواء الإنسان أو المُقَدَّرات والمكتسبات التى هى وسائل لرفاهية المرء وسعادته، ومن أهم عناصر ذلك الحفاظ على الأسرة والأقارب والجيران وأبناء الوطن الواحد..

بوعى هذه الجوانب نستطيع أن نحمى شبابنا من خطر: الإدمان والمخدرات، وحالات اليأس والانتحار، والتطرف والتشدد، والزواج قبل سن الرشد، وكثرة الطلاق، وختان الإناث، والعنف الأسري، والإسهاب فى النسل، وغيرها من الملفات التى ينبغى أن تهتم بها مؤسسات الدولة المعنية مع أبناء المجتمع كله. وهو مما تسعى فيها بجُهْدٍ حثيثٍ وزارة التضامن الاجتماعى والمؤسسات الدينية حفاظًا على الحق والخير والجَمَال.  
د. مجدى عاشور

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة