امتحانات الثانوية العامة
امتحانات الثانوية العامة


وسط شكاوى من ضيق الوقت وحالة الاستراحات وأشياء أخرى

أساليب غش عصرية فى امتحانات الثانوية!

آخر ساعة

الأربعاء، 13 يوليه 2022 - 09:36 م

كتب: أحمد جمال

بعد مرور الجزء الأكبر من امتحانات الثانوية العامة قبل بدء إجازة عيد الأضحى المبارك يمكن القول إن المشكلات التى تواجه منظومة الامتحانات مازالت مستمرة كما هى منذ سنوات وإن كانت تتأثر بالتطور التكنولوجى المحيط الذى تكون له انعكاساته على انضباط سير الامتحانات، ما يؤشر إلى أن إجراءات التقويم لا تزال بحاجة لإدخال تعديلات عديدة عليها لتحقيق الانضباط المطلوب. «آخرساعة» رصدت مجموعة من الظواهر المستمرة منذ سنوات ومازالت تتكرر حتى الآن.

نرصد شهادات أولياء الأمور فى لجان «أولاد الأكابر» بسوهاج

على هذه الظواهر تتداول الامتحانات إلكترونيًا عبر المنصات المختلفة، وقد تصدرت منصة «تليجرام» هذا العام إجمالى حالات الغش بعد أن كان موقعا «فيسبوك» و«واتساب» فى صدارة المشهد خلال السنوات الماضية، مع استمرار توالى الشكاوى من وجود مصطلح لجان «أولاد الأكابر» تحديداً فى مركز دار السلام بمحافظة سوهاج، ومروراً بتردى حالة بعض الاستراحات ونهاية بشكاوى الطلاب من عدم تناسب الامتحانات مع الوقت المحدد للإجابة وهى المشكلة التى طرأت مع تطبيق نظام «البابل شيت».

وتلقت «آخرساعة» شكاوى من أولياء الأمور بمركز دار السلام بسوهاج، وقالت ولية أمر ـ طلبت عدم ذكر اسمها - إن اللجان المعروفة بحالات الغش الجماعى على مدار السنوات الماضية تبدلت بأخرى جديدة هذا العام ولكن فى المركز نفسه، وأنه منذ بداية العام الدراسى المنقضى شهدت مدارس «.... و....» تحويلات عديدة من الطلاب من مراكز أخرى داخل المحافظة، وتحوّل الأمر لما يشبه البيزنس أثناء عمليات التحويل حتى يتمكن أولياء الأمور من إلحاق أبنائهم بالمدارس الموجودة فى المركز.

وأضافت أن وزارة التربية والتعليم حظرت التحويل لمدرسة «......» التى تصدرت حالات الغش الجماعى خلال السنوات الماضية، بالتالى كان التحايل على ذلك عبر مدارس أخرى، مشيرة إلى أن اللجان الموجودة بمركز دار السلام لم يتحقق فيها الانضباط المأمول كما كان متوقعًا، وهناك حالة من الإحباط لدى الطلاب الذين يرون أن مجهودهم يذهب هباءً، الأمر الذى هو بحاجة لتدخل سريع من جانب الوزارة.

مصدر بالتعليم: توزيع الطلاب المحولين على أكثر من لجنة

وبحسب مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، فقد تم اكتشاف تحويل قرابة 2200 طالب إلى لجان محظور التحويل إليها فى سوهاج بمركز دار السلام وكذلك عدد من لجان محافظة قنا، وذلك بالمخالفة للإجراءات التى سبق وحددتها الوزارة لمواعيد وطريقة وشروط التحويل فى الثانوية العامة، حيث تم التحقيق فى الواقعة قبل انطلاق الامتحانات بأسابيع، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هؤلاء الطلاب، ومن ساعدهم على التحويل، وتم تحويل مدراء مدارس ومسئولين عن شئون الطلاب فى هذه المدارس للتحقيق.

وانتهت التحقيقات إلى ضرورة عدم توزيع هؤلاء الطلاب المحولين بالمخالفة، على لجان ثانوية عامة بطريقة تجعل كل الطلاب مجتمعين مع بعضهم فى لجان معينة، بحيث لا تحدث أى وقائع غش جماعى، وبالفعل وزعتهم الوزارة على أكثر من لجنة، وستطال التحقيقات مسئولين ببعض الإدارات التعليمية لأنهم تساهلوا مع تحويلات هؤلاء الطلاب، سواء بحسن نية أو بتعمد.

وشدد المصدر على أن الوزارة كانت قد حددت مجموعة لجان ثانوية عامة محظور التحويل إليها، حتى لا تكون هناك محاولات غش أثناء الامتحانات، واشترطت لتسجيل أى طالب لدخول الامتحانات بهذه اللجان، أن يكون مر على فترة إقامته بذات المنطقة، عام دراسى سابق، بمعنى أن يكون أدى امتحانات الصف الثانى الثانوى فى نفس اللجنة، على أن يكون محل السكن المدوَّن ببطاقة الطالب وولى الأمر ليس حديثا، بل مر عليه سنة على الأقل، بحيث يتم إثبات إقامته بنفس المنطقة الواقع بها اللجنة.

«تليجرام» يتصدر مشهد الغش و«شاومينج» يواصل جريمته

الظاهرة الثانية ارتبطت بمجموعات الغش على «تليجرام»، وتحديداً صفحة «شاومينج» التى تنشر أوراق أسئلة وإجابات الامتحانات عقب بدايتها، وتطور الأمر إلى وجود صفحات مدفوعة الثمن تدعى أنها تقدِّم إجابات الامتحانات للطلاب بشكل احترافى عبر الاستعانة بمدرسى المواد الأساسيين بما يضمن تقديم إجابات صحيحة لهم.

إقرأ أيضًا

قبل امتحان الفيزياء.. وزير التعليم يوجه رسالة لطلاب الثانوية العامة

مها محرم: «شاومينج» يطلب استشارة مدرسى المواد للإجابة عن الأسئلة!

وقالت مها محرم، أدمن جروب «مصر تتقدم بالتعليم» على موقع «فيسبوك»، إن ما يحدث على منصة «تليجرام» بحاجة لتدخل عاجل، وأن صفحة «شاومينج» نشرت أسئلة امتحان مادة الديناميكا قبل انطلاق الامتحان بخمس دقائق، وفى بداية الأمر اعتقدنا أن الأسئلة المنشورة ليست الموجودة فى الامتحان غير أنه عقب بدايته جرى التأكد منها.

والأمر الخطير يتمثل فى ردود الطلاب على أدمن الصفحة المسمى بـ«شاومينج» وتفاعلهم مع الإجابات التى ينشرها وكذلك طلب الأدمن بشكل علنى استشارة عدد من مدرسى المادة للإجابة على الأسئلة، مشيرة إلى أن هذه الصفحات تبقى مشفرة دون أن يتمكن أحد من تصويرها بالماسح الضوئى على الموبايل أو إمكانية نسخ ما فيها ولجأت إلى كاميرا خاصة بهاتف محمول آخر ورصدت ما يحدث أثناء الامتحان.

وتابعت: «رغم أن الأسئلة نُشرت قبل بدء الامتحان بخمس دقائق فإن «شاومينج» ناشد الطلاب ضرورة تصوير ورقة امتحان بحجة أن الصور غير واضحة، وتيقنت من أنه يبحث عن طالب يكون كبش فداء لجريمته حتى لا تتسلط الأضواء عليه»، مشيرة إلى أن متابعتها المنصات الإلكترونية أثناء الامتحان يرجع لرغبتها فى التعرف إلى أسئلة امتحانات هذا العام وتسجيلها لابنها الذى سيخوض امتحانات الثانوية العامة خلال العام المقبل، وذلك فى ظل عدم إتاحة الوزارة نماذج الإجابات أو الأسئلة للاطلاع عليها.

وتشير أرقام وزارة التربية والتعليم التى تعلنها عقب أداء كل امتحان إلى أنها تمكنت من رصد 56 حالة عش، أغلبها عبر السماعات والساعات الرقمية التى راجت بشكل كبير مع انطلاق ماراثون الثانوية، وهناك صفحات عديدة على المواقع التواصل تبيعها.

إقرأ أيضًا

إيرادات السينما الثلاثاء | «شاومينج» في المركز الرابع

وبحسب ما توصلت إليه «آخرساعة»، فإن هناك ثلاثة أنواع من السمّاعات المستخدمة فى عملية الغش إحداها تدخل الأذن من الداخل وتكون مفتوحة عبر البلوتوث مع أشخاص يتواجدون قُرب المدرسة، وثانيها سماعة البلوتوث العادية التى أضحت غير مستخدمة بشكل كبير مع تشديد إجراءات التفتيش فى بعض اللجان، وسماعة ثالثة تشبه الفيزا ويوضع بها مايك ولا تُرى بالعين المجردة، وتتراوح أسعار تلك السماعات من 1300 إلى 1500 جنيه.

كما انتشرت هذا العام ساعات ذكية بذاكرة (4جيجا) وتدخل البيانات عليها، من ثم استرجاعها فى وقت الامتحان، وبلغ سعرها 1800 جنيه، غير أنها لا تستخدم أيضًا سوى فى لجان لا تشهد إجراءات تفتيش مشددة، فى ظل تراجع العديد من اللجان الامتحانية عن استخدام العصا الإلكترونية.

وقالت داليا الحزاوى، مؤسس جروب «ائتلاف أولياء أمور مصر» على موقع «فيسبوك»، إن العام الحالى يشهد مشكلات من نوع آخر، على رأسها ما يرتبط بمجلدات المفاهيم التى حلت بديلاً للكتاب المدرسى وبعد أن رصد عدد من المعلمين مجموعة من الأخطاء الواردة فيها وتعهدت الوزارة بتعديلها لكن الطلاب فوجئوا خلال امتحان مادة الكيمياء بأن هناك ورقة إضافية سيتسلمونها ومدونا فيها تعديل الأخطاء.

وأضافت الحزاوى، وهى ولية أمر لطالب بالصف الثالث الثانوى، إن شكاوى الطلاب لا تتوقف هذا العام من ضيق الوقت وإضاعة مزيد من الوقت فى تدوين البيانات الخاصة بهم عند بدء اللجنة وكذلك الإجابة فى ورقة «البابل الشيت»، ويجب إضافة ولو ربع ساعة كتعويض لهم، كما أن هناك شكاوى من عدم وجود أوراق «بابل شيت» بديلة لتلك التى يتسلمها الطلاب فى حالة وجود مشكلات أو أخطاء فى كتابة البيانات تمكنهم من تبديلها.

وطالبت بضرورة وقف تطبيق «تليجرام» أثناء فترة الامتحانات لإحداث مزيد من الانضباط أو اللجوء لعمليات التشويش على لجان امتحانات الثانوية العامة لوقف الغش الإلكترونى وكذلك التأكيد على استخدام العصا الإلكترونية التى لم تعد حاضرة بنفس الصورة التى كانت عليها خلال السنوات الماضية، وهو ما تسبب فى شكاوى الفتيات على وجه التحديد من عمليات التفتيش المشددة.

وقال أحد مراقبى امتحانات الثانوية، طلب عدم ذكر اسمه، إن هناك مشكلات أخرى ترتبط بالمعلمين وأوضاعهم أثناء الامتحانات ويكون لديها تأثير غير مباشر على انضباط الامتحانات عموما وتتمثل فى الانتدابات إلى محافظات بعيدة عن المحافظات الأساسية للمراقبين التى تعد مسألة مكلفة للبعض وهناك العديد من المعلمين يدبرون أمورهم المالية بصعوبة لتوفير مصاريف السفر والطعام والشراب، تحديداً أن الوزارة لا تمنح مكافأة المشاركة فى امتحانات الثانوية العامة سوى بعد نهايتها بثلاثة أشهر، كما أن مكافأة الامتحانات الممنوحة لجميع المعلمين لم تُصرف بعد.

موضحا أن الوزارة عليها توفير وجبات ووسائل مواصلات لنقل المعلمين للتخفيف عنهم أو صرف مكافأة الامتحانات بشكل مبكر بما يساعد على تدبير النفقات، وكذلك الاستراحات بحاجة لتطوير فى ظل شكاوى كثير من المعلمين من تردى حالتها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة