صورة موضوعية
صورة موضوعية


اكتسبت سمعة دولية فى تصدير النباتات الطبية للخارج

أصوات من الجنوب| «أبو مليح».. قرية النعناع والرياحين ببني سويف

آخر ساعة

الأربعاء، 13 يوليه 2022 - 09:37 م

كتب: حسن حافظ

عندما تمر من أمام قرية منشأة أبو مليح، فأول ما سيجبرك على التوقف هو رائحة النباتات الطبية الفواحة، رائحة تقتحمك بالكامل، تخطفك فتجرك جرًا صوب حقول النعناع والريحان واليانسون والبابونج وغيرها من النباتات الطبية الممتدة حقولها التى تشتهر بها القرية الواقعة فى جنوبى محافظة بنى سويف، وبنت شهرتها العالمية على تصدير النباتات الطبية لأوروبا، ونسجت أسطورتها بروائح تعبق المكان وتكسب القرية طابعها الخاص.. حقول ممتدة بألوان مبهجة، وروائح فواحة، تضرب حواسك وتقول لك: «أهلا بك فى أبو مليح».

تتميز قرية منشأة أبو مليح التابعة لمركز سمسطا، بكونها المتربعة على عرش النباتات الطبية والعطرية فى محافظة بنى سويف، وكونها واحدة من أشهر القرى المصرية فى هذا المجال الزراعى النادر، إذ يتم زراعة محاصيل الشيح والبابونج والنعناع والبردقوش والريحان واليانسون والعتر وحشيشة الليمون، ويفتخر شباب القرية بمحاصيلهم، لأنهم يعلمون أنهم يتميزون بزراعة فريدة ذات خصوصية تكسب قريتهم الصغيرة شهرة واسعة، ولا تنافسها إلا قرية بدهل القريبة التى تنتج نفس المحاصيل، وعدة قرى أخرى فى عدد من المحافظات القريبة.

الجولة فى حقول القرية «ترد الروح»، هنا الجمال الربانى الذى يكشف لك عن بعض الجمال الساكن فى مصر ولا يغادرها أبدا، هنا حيث الجمال فى البساطة، تدور حكايات رجال القرية ونسائها بتفاصيلها المدهشة حول علاقتهم بالأرض، وزراعة النباتات العطرية ثم عمليات تجفيف المحاصيل التى كانت تجرى فى الجبل الغربى، لكن توفيرا للنفقات باتت عملية تجفيف المحاصيل تتم فى الحقول الزراعية قبل أن يتم تسليمها إلى التجار الذين يتعاملون مع شركات تصدير هذه المحاصيل إلى الخارج، حيث يتم استخدامها فى إنتاج العطور والمنتجات الطبية المختلفة.

الأهالى يزرعون النعناع واليانسون والبردقوش والريحان للتصدير لأوروبا

مختار محمد، أحد مزارعى القرية يحكى لـ«آخر ساعة» بعض تفاصيل الحياة الزراعية فى القرية قائلا إن القرية تزرع النباتات العطرية طوال العام، ففى الشتاء يتم زراعة الشيح والنعناع واليانسون بينما يزرع الريحان والعطر وحشيشة الليمون فى الصيف، وأرجع تحول قرية أبو مليح والقرى المجاورة لزراعة النباتات الطبية، إلى فترة الخمسينيات من القرن العشرين، لتنتشر سريعا بين أهالى القرية والقرى المجاورة، وتصبح مصدر الرزق الأساسى لأهالى هذه القرى، خاصة مع التوجه إلى تصدير المحاصيل إلى الخارج وتحديدا دول الاتحاد الأوروبى لاستخدامها فى صناعات الأدوية ومستحضرات التجميل.

إقرأ أيضًا

«الزراعة» و«الألمانية» يتابعان أنشطة مشروع الابتكار الزراعي في بني سويف

يقول المزارع على حسن، إن القرية تتخصص فى زراعة النباتات الطبية، وفى مقدمتها النعناع والبقدونس والشبت والريحان والبردقوش والبابونج واليانسون، فضلا عن القمح والذرة الشامية، لافتا إلى أن أهالى القرية كلها يعملون بهذا المجال فـ«التاجر بيتاجر والعامل بيعمل فى التغليف والمزارع فى الأرض أهو كله بياكل عيش»، لكنه اشتكى من ثبات سعر بيع المحاصيل مع ارتفاع أسعار التكلفة.

يأخذ منه خيط الحديث سمير محمد، أحد المزارعين بالقرية قائلا: «من المشاكل التى تواجه الفلاح، ارتفاع أسعار الأسمدة، فشكارة الكيماوى أصبحت بـ400 جنيه والشوال 800 جنيه، كمان مشكلة انعدام التسويق، لأن الوضع حاليا أن المحصول بيتجمع من تاجر لتاجر، والفلاح بيتاكل فى النص، عشان كده مطالب أهالى القرية هى أن الحكومة تؤسس شركة تصدير تجمع المحاصيل من الفلاحين بلا وسيط وبسعر مناسب بدون استغلال التجار».

وتعد مصر واحدة من أكبر دول العالم فى مجال تصدير النباتات الطبية، إذ تعد الأخيرة من مداخل العملة الصعبة التى يمكن التوسع فيها مستقبلا، ربما يكون هذا هو السبب فى توسع الحكومة فى تخصيص مساحات لزراعة النباتات الطبية تمهيدا لزيادة حصة مصر العالمية من تصديرها، وهو أمر يسعد المزارعين ولاشك كونهم أحد المستفيدين من هذا التوسع، وتستحوذ بنى سويف على 40% من تصدير النباتات الطبية والعطرية فى مصر، إذ تشارك قرى بدهل وبنى حلة وكفر بنى على والشماشرجى ومنشأة أبو مليح التابعة لمركز سمسطا، فى توفير معظم إنتاج محافظة بنى سويف من النباتات الطبية بإجمالى مساحة منزرعة 12 ألف فدان بحسب بيان مديرية الزراعة بمحافظة بنى سويف، وتعد منشأة أبو مليح الأشهر بين هذه القرى، وأكبرها من حيث المساحة المخصصة لزراعة النباتات الطبية والعطرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة