الإمام الشعراوي
الإمام الشعراوي


خواطر الإمام الشعراوي| واذكروه كما هداكم

الأخبار

الخميس، 14 يوليه 2022 - 05:34 م

يواصل الإمام الشعراوى خواطره حول الآية ١٩٧ من سورة البقرة حول قوله تعالى «فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فاذكروا الله عِندَ المشعر الحرام» بقوله: والمشعر الحرام فى مزدلفة: «فاذكروا الله» معناها أن الله يَسّر لكم هذه الرحلة الشاقة، وجاء بكم آمّين وقاصدين بيت الله الحرام، ثم تعودون مغفورا لكم، وهى مسألة تستحق أن تذكروا الله بالشكر والعرفان.

«واذكروه كَمَا هَدَاكُمْ»؛ لأن هدايته لكم وتعليمكم أقصر طريقة يوصل إلى الخير هو تحية من الله لخلقه، والتحية يجب أن يُرَدّ عليها، فكما هداكم اذكروه. «وَإِن كُنْتُمْ مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضآلين»؛ لأنهم طالما حجوا كثيراً، فى الجاهلية، فأنتم كنتم تحجون بضلال، والآن تحجون بهدى. «ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس». قوله: «ثُمَّ» تدل على أنه لابد من الوقوف بعرفة أو المبيت فى مزدلفة؛ لأن «ثُمَّ» تدل على البعدية ببطء والتعقيب بتمهل.

إذن قوله: «ثُمَّ أَفِيضُواْ» حجة لمن قال: إنه لابد من المبيت فى مزدلفة. وهذه الآية نزلت لأن قريشاً كانت ترى نفسها أهل الحرم فلا يُطالبون أبداً بما يُطالب به سائر الناس، ولذلك لا يذهبون مع الناس إلى عرفات، والله يريد بالحج المساواة بين الناس، ولذلك قال النبى فى حجة الوداع: «كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان» فلابد أن ينسخ الله مسلك قريش فقال: «ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس» يعنى لا تميز لكم ولا تفرقة بين المسلمين.

وبعض المفسرين يقول: إن معنى «مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ الناس» المقصود به من حيث أفاض إبراهيم، بمعنى أن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد رسم مناسك الحج كلها بعد أن علمها الله له، فالناس وإن كانوا جمعاً إلا أن المراد بكلمة «الناس» هو إبراهيم. ولا نستغرب أن يكون معنى: «الناس» هو إبراهيم لأن الله وصفه بأنه أمة.

اقرأ أيضًا

خواطر الإمام الشعراوي| ذلة العبودية

وكلمة الناس تُطلق على الإنسان الذى يجمع خصائص متعددة؛ ولذلك قال الله عز وجل عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمْ يَحْسُدُونَ الناس على ما آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ» «النساء: 54».

لقد وصف الحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس. والرجل الذى ذهب للمؤمنين يخبرهم باستعداد المشركين لقتالهم نزل فيه قوله تعالى: «الذين قَالَ لَهُمُ الناس» إنه إنسان واحد ومع ذلك وصفه الله بالناس، كأنه بتنبيهه للمسلمين يكون جمع كل صفات الخير فى الناس.

«واستغفروا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ» إنّ الحق سبحانه وتعالى يعلم أن بنى آدم لا يمكن لهم أن يراعوا حقوقه كما يجب أن تُراعى، فلابد أن تفلت منهم أشياء، وهو سبحانه وتعالى يعلم ذلك؛ لأنه خالقهم، فأمرهم جلت حكمته أن يستغفروه؛ ليكفروا عن سيئاتهم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة