د .مجدى عاشور
د .مجدى عاشور


مجدى عاشور يكتب: الوعي قضية أمة

الأخبار

الخميس، 14 يوليه 2022 - 06:04 م

تُعَدُّ الأُسْرَة من أهم مكوِّنات المجتمع العربى والإسلامى، وهى الركن الذى تنبنى عليه أحكام كثيرة فى الشريعة الإسلامية بل وفى غيرها من الديانات السماوية، ومن تلك الأحكام الملازمة لها فى نشأتها واستمرارها وتماسكها وسعادتها: عمود النسب بين الأصول والفروع والحواشي، وما يستتبع ذلك من أحكام بر الوالدين وصلة الأرحام وذوى القربى والأصهار الذين تنشأ العلاقة معهم بسبب الزواج، وسواء أكانت تلك الأحكام فى الأمور الحياتية، أو بعد الممات متمثلة فى أكبر مظاهرها وهو الميراث بين أصحاب الفروض والعصبات وذوى الأرحام، وكذا الوصية بأنواعها المختلفة.

كل هذا مهم وله اعتبار، ولكن أساس الأسرة وعمودها هو الزواج، بكل ما فى هذه الكلمة العميقة من مَعَانٍ؛ روحية وقلبية ونفسية وجسدية؛ ولذلك اهتم الإسلام اهتمامًا كبيرًا بهذه القضية؛ لأنها بأصل الخليقة، وفيها معنى التكامل والتعاون والاندماج والإدارة والإنتاج، فاحتاجت إلى مؤهلات وثقافة ووعى بالذات وبالآخر، وكل ما يحتاج إلى تلك الأشياء، خاصةً المؤهلات العلمية والتدريبية، فإنه جديرٌ بأن (يتمأسس) أى يدخل فى منظومة هيكلية  تُغَذَّى وتُطّوَّرُ بالعلم والتدريب والمتابعة والإشراف، ويشارك فى بنائها المختصون من الجهات ذات الشأن التعليمى والأخلاقى والديني، ولا يقتصر العمل فى ذلك على التلقين؛ بل يتعدى إلى التفاعل والمناقشة وإزالة اللَّبْس وبيان أثر اختلاف الثقافات والبيئة فى تكوين تلك المؤسسة العظيمة الشأن.

وهنا تأتى أحكام الأسرة، بداية من الاهتمام والعناية بالأولاد، والتى أوصى بها الشرع فى قول الله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ) «النساء:١١» وقول النبى صلى الله عليه وسلم : «كلكم رَاعٍ، وكلكم مسئول عن رَعِيَّتِهِ: الإمام رَاعٍ ومسئول عن رَعِيَّتِهِ، والرجل رَاعٍ فى أهله ومسئول عن رَعِيَّتِهِ، والمرأة رَاعِيَةٌ فى بيت زوجها ومسئولة عن رَعِيَّتِهَا، والخادم رَاعٍ فى مال سيده ومسئول عن رَعِيَّتِهِ، فكلكم رَاعٍ ومسئول عن رَعِيَّتِهِ» «أخرجه البخارى ومسلم».

إقرأ أيضًا

انفوجراف| تصريحات حاسمة لمفتي الجمهورية بشأن تعدد الزوجات

وحذَّر النبى صلى الله عليه وسلم من الإخلال برعاية الأولاد ومتابعتهم فضلا عن الإنفاق عليهم وبذل الحب لهم والتضحية من أجلهم فقال:«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ» «أخرجه النسائي»، وذلك فى كل زمان ويتأكد فى زماننا هذا بسبب العوامل والأدوات الجاذبة من خارج الأسرة.

وكذا جاءت الشرائع بحُسْنِ معاملة الزوج والزوجة، اللذين هما أصل الأسرة ومصدر تكوينها، منذ الأسرة الأولى المتمثلة فى سيدنا آدم والسيدة حواء عليهما السلام.

ومثل ذلك جاء فى صلة الأرحام وبر الوالدين وحُسْن الجِوار، وكل ما من شأنه يساعد على تكوين الأسرة أصولاً وفروعاً وحواشي.
من أجل هذا كله استحقت الأسرة أن تكون الأَوْلَى بالمأسسة بالمعنى الذى ذكرناه، وأن نساعدها فى التكوين بدورات متنوعة، وهو ما يُعرف بـ (دورة المقبلين على الزواج)، وأيضا فى استمرارها بنجاح، وهو ما يسمى بـ (الإرشاد والمتابعة بعد الزواج)، وكذا (التقليل من ظاهرة الطلاق)، وهو ما سارت فيه وزارة التضامن الاجتماعى وبعض المؤسسات الدينية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة