القتيل.. يبرئ زوجته القاتلة!
القتيل.. يبرئ زوجته القاتلة!


القتيل يبرئ زوجته القاتلة

أخبار اليوم

الجمعة، 15 يوليه 2022 - 07:09 م

رشا عدلى

جمالها الفاتن جعلها محط  أنظار الجميع، تحيطها كلمات الإطراء أينما ذهبت، الكل يتغزل بحسنها ويتودد إليها،  أنوثتها الطاغية كانت سببا فى غيرة بنات القرية منها، ولكن أحدا لم يستطع استمالة قلبها، إلا هو..

لم تحبه ولكن ثراؤه الفاحش، تواضعه الشديد، وعذوبة كلماته، جعلها ترى فيه الشخص الذى سيحقق لها ما تتمناه.

كان «عادل» رجلا تخطى الخمسين من عمره، جاء فى زيارة سريعة لمصر، وضعتها الصدفة فى طريقه، اتسعت عيناه وخفق قلبه بشدة حينما رآها، فرحة عارمة اجتاحته عندما علم ظروف «حنان» وأهلها، فوالدها رجل بسيط ولديه من الأولاد خمسة كلهم فى مراحل التعليم المختلفة ماعدا «حنان» التى لم تكمل تعليمها، كانت تحلم بالزواج من رجل ثري، وها هى الفرصة قد واتتها.

ابتهجت «حنان»عندما تقدم لها «عادل» ووافقت على الزواج منه دون تردد، متغاضية عن فارق السن الذى جاوز الثلاثين، غير أنه سبق له الزواج والطلاق عدة مرات.

 تم الزواج وتحقق الحلم، وسافرت العروس الشابة لتعيش فى بلد زوجها، رحب بها أهله وعاشت فى ترف ورغد لطالما تمنته، كانت أوامرها وأحلامها مجابة فى الحال، وكان الزوج متيما بها أكثر من أى امرأة قابلها فى حياته، كان يعتبرها مثالا للجمال الصارخ الذى تخضع له الرقاب، عشقها وهام بها، وسعدت هى بحبه، وتلبيته لمطالبها، ومرت السنوات وقد أنجبت منه أربعة من الأبناء، وكانت تأتى إلى مصر كل عام لزيارة أهلها محملة بالهدايا وكل ما يشتهون، وبنى لها زوجها فيلا خاصة بمصر لتمكث بها أثناء زيارتها وبها مزرعة تمتلئ بالماشية، يعتنى بها أبوها وأخواتها.

حتى كانت الزيارة الأخيرة..

وجدته يتحدث فى الهاتف كثيرا بصوت منخفض، وبدأ يتغير عليها، وفى إحدى المرات واجهته بشكوكها، ففوجئت به ينهال على مسامعها بالكلام الجارح بل وعايرها بفقرها وفقر أسرتها، وأنه من جعلها تعيش حياة لم تكن لتحلم بها، لم تشعر الزوجة بنفسها إلا وفى يدها سكين تغرزه فى بطنه لتسكت فمه عن تلك الإهانات، سقط الزوج على الأرض مغشيا عليه وسط بركة من الدماء، أفاقت «حنان» من الصدمة وظلت تبكى شاعرة بالجرم الذى ارتكبته، ولم تجد سوى والدها لتستعين به والذى حضر على الفور وقام باصطحاب «عادل» إلى المستشفى وتم إسعافه وأكد الأطباء أن الجرح غائر ولابد من الراحة التامة، وتم عمل محضر بالواقعة وكانت المفاجأة عندما أكد الزوج أنه كان يقوم وحده بذبح إحدى المواشى فى مزرعته ولم يستطع التحكم بها ففلتت منه مما أدى إلى إصابته، وخرج الزوج من المستشفى مصطحبا زوجته.

 وفى منزلهما تم الصلح بينهما، وعادت الحياة كما كانت حالة «عادل» الصحية كانت تسوء حتى أغمى عليه فجأة وذهبت به «حنان» إلى المستشفى، ليخبرها الأطباء أنه توفى ..

لم تصدق ما ألقى على مسامعها وظلت تهذى وهى لا تدرى وتتفوه بكلمات « ما كانش قصدى أقتلك»، وعندما سمعتها.. إحدى الممرضات أبلغت الطبيب الذى بدوره أبلغ الشرطة وتم القبض عليها واقتادوها إلى قسم الشرطة واعترفت وسط بكائها أنها لم تقصد قتله أبدا، أحالتها النيابة إلى محكمة جنايات بنها بتهمة القتل العمد، والتى قضت برئاسة المستشار شعبان عبد المنصف تعيلب وعضوية المستشارين أمير رمزى وسامح العنتابلى ومحمد خطاب وبحضور محمد عبد الغفار رئيس النيابة وكمال جاويش سكرتير الجلسة بمعاقبة المتهمة بالحبس سنتين مع الشغل وقالت المحكمة فى حيثيات حكمها أنها عدلت وصف التهمة من قتل عمد إلى ضرب مفضى إلى الموت وأخذتها الرأفة بالمتهمة ونزلت بالعقوبة إلى الحبس لأن المتهمة ليس لها سوابق إجرامية، إضافة إلى كونها أما لأربعة أطفال، وأنه من خلال أقوال المجنى عليه فى الواقعة يتبين أنه كان يرغب فى مسامحتها.

إقرأ أيضاً| بأمر القضاء.. منح مواطن ترخيص سلاحه الناري 

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة