زينب اسماعيل
زينب اسماعيل


البطة البكيني تؤكل حتي رجلها

بوابة أخبار اليوم

السبت، 16 يوليه 2022 - 11:39 ص

بقلم زينب اسماعيل


   نشرت أحد المواقع علي لسان كاتب سوري يقول : لما بلغ الترف بأهل العراق أنه كل ما ينزل على المائدة ، يرفع ما بقي منه إلى الزبالّة ,حتى اندثر عندهم مصطلح  ( اﻷكل البايت )  فابتلاهم الله بالحصار عشر سنين حتى صاروا يأكلون الخبز أسود يابس! ومات لهم مليونا طفل من الفقر والمرض وفي بلدتي دمشق وضواحيها رأيت الخبز يرمي في الحاويات ، ورأيت آخر يبعد ما سقط منه من الخبزات على الأرض بطرف قدمه مع شديد الأسف! بلغ الهدر في بلدي أعظمه وأيقنت بعدها أننا مقبلون على أيام سوداء نشتهي هذه الخبزات ولن نجدها ! عندنا في مصر حدث ولا حرج  حيث تُعَد من أكثر بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا كثافةً سكانية، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من100 مليون هذا مع  محدودية الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة مما يشكل ضغطًا كبيرًا على أنظمة الغذاء في الريف والحضر خاصة وان المواطن المصري هذه الأيام يتجه نحوالخضراوات والفاكهة الأكثر قيمةً غذائية وفي الوقت ذاته  هي أكثر عرضةً للتلف ، وطبعا يزيد معدل الفاقد والهدر! والحمد لله عندنا أصبح السوبرماركت هو قبلة أفراد الأسرة صغيرها وكبيرها حتي أن التخزين أصبح عندنا عادة بلا وعي وتوحشت النفايات المنزلية إما أن يجمعها عمال النظافة بالحسني حتي وان كانت تمثل تجارة  أو تلقي في الشوارع لنشر الأمراض والأوبئة!  واجمالا بلغت قيمة الخسائر عندنا من فاقد الهدر حوالي 11 مليون جنية سنويا إن لم يكن أكثر.. إليكم هذا المثال الرائع في الصين عندما كنت في مهمة صحفية هناك وأثناء تناول طعام الغذاء في أحد المطاعم وجدت في أحد الأطباق رقائق تشبه الشيبسي وأكلته علي أنه شيبسي ولم استسيغه فقد كان شديد الدهنية ولم أكمل ولفظته دون أن يشعر أحد من الجالسين وسالت مرافقنا الصيني المهذب وقلت له : ما هذه الرقائق الجميلة طبعا بالمجاملة  فقال لي إنها جلد البطة!  - وبكين معروفة بالبط البكيني نسبة الي بكين - واضاف نحن غالبا لا نترك بقايا طعام ونستفيد من كل شيئ يؤكل وبالنسبة للبط فاللحم يطهي والجلد يجفف ويطهي بطريقة خاصة تجعله كالشيبسي والريش نحشي به الوسادة ، وبينما هو يشرح كنت أقلب طبق الشوربة واذا بها حساء أرجل البطة ! هكذا الصينيون .. وهكذا نحن نهدر طعامنا ويشكو الملايين من حولنا الجوع ! يجب أن نحافظ على النعمة بقليلها وكثيرها ونحرص عليها فتحفظنا وتدوم بيننا ولنا.. كان رسول الله (صلى الله  عليه  وسلم) يردد دائما : أحسنوا جوار نعم الله ،،، لا تنفروها ،فإذا ذهبت عن قوم لا تعود  إليهم  
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة