مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

هكذا يأكل البعض!

الأخبار

السبت، 16 يوليه 2022 - 08:14 م

ماذا ؟!..هل عدنا إلى زمن السبعينيات من القرن الماضى أم اختلط علىّ الأمر؟؟

هكذا حدثتنى نفسى وقد ترامى إلى سمعى بالمصادفة صوت السيدة التى تساعدنى أحيانا فى الأعمال المنزلية وهى تملى قائمة طلبات على إحداهن من خلال التليفون وتناقشها فى أسعار ما أنزل الله بها من سلطان ثمانية  كيلو طماطم بخمسة جنيهات.. نصف كيلو جبنة بيضا..

عشرة جنيهات ربع بسطرمة سبعة جنيهات.. وعندما وصل الكلام إلى حد «السمك اللى لونه بمبة «والتورتاية ب30 جنيها اضطررت رغما عنى للتدخل والسؤال. 

وبابتسامة خجلى كشفت لى أم محمد عن السر.. وهو أن متعهدة ما تبتاع لها وجيرانها مخلفات سلاسل السوبر ماركت الكبرى من المنتجات منتهية الصلاحية أو التى شارفت على الانتهاء بأسعار بخسة تأتى بها كل على حسب طلبه  مؤكدة لى أنها مأكولات جيدة مجربة  لا خطورة منها محاولة إقناعى بتجربتها.. وصراحة كدت أركن إليها خاصة وهى تسألنى عن طريقة طهى  شرائح سمك السلمون وعرق «التركى» !!

تجربة أم محمد وجيرانها  ليست بجديدة فهناك شارع كبير بإحدى المناطق الشعبية متخصص من زمان فى بيع مخلفات وبواقى طعام الفنادق والحفلات والأفراح  هذا غير ما استقر عليه الوضع من شراء أرجل وهياكل الدجاج وعظام الذبائح.. إنها الشخصية المصرية التى جبلت على تطويع الظروف وترويض الصعاب. 

 ولكن إلى متى وإلى أى مدى خاصة أن المواطن  مطالب الآن بمزيد من الصبر والصمود وماذا سيأكل الآن مع غلاء أسعار جديد يطول كل السلع والخدمات وما نراه فى كل مرة من استغلال تجار أمنوا العقاب مع رقابة شبه غائبة على كافة المستويات وأزمة اقتصادية مصرية وعالمية طاحنة مقدر لها أن تطول دون بارقة أمل ونحن نكتوى بنار حرب أوكرانيا ونخرج من كورونا لنعود إليها مرات ومرات وميزانية دولة تعانى «فهل إلى مرد من سبيل».. وهل من نظرة عطف للمستهلك الذى هلك بالغلاء والوباء؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة