الفنان الراحل فريد شوقي
الفنان الراحل فريد شوقي


حكايات الفن زمان| لماذا هدد فريد شوقى بالانتحار؟

أخبار النجوم

الأحد، 17 يوليه 2022 - 03:19 م

كتبت: مايسة أحمد

بطل حكايتنا هذا الأسبوع هو “الملك” الفنان الراحل فريد شوقي، الذي يعد من أكثر الفنانين الذين حققوا نجاحا سريعا في عالم السينما، ما جعل أجره بعد أول عمل يرتفع إلى 200 جنيه، وهو مبلغ ضخم وقتها.. لكن متى تخلى الملك عن أجره؟، ولأجل من؟، هذه أول قصة إخترنا أن نحكيها..

 

كان ذلك في أول عمل فني يجمعه بالفنان أنور وجدي حيث تنازل عن أجره ووافق على العمل بربع الأجر فقط، فقال شوقي: “لم أكن قد التقيت بأنور وجدي، لكنني كنت أحفظ عن ظهر قلب قصة نجاحه الفني الملهمة، وكيف لعبت الصدفة دورها في أن يصبح أحد أهم نجوم السينما المصرية، وكنت في فترة لقائنا الأول أعمل مع (عميد المسرح العربي)، يوسف بك وهبي، في (المسرح القومي)، وكنت أؤدي كل أدوار محمود المليجي في عدد من المسرحيات، وذلك بعدما طلب مني وهبي العمل معه في الفرقة المسرحية، بعدما تركها المليجي الذي قرر التفرغ للعمل في السينما”.

 

وأكمل شوقي قائلا: “خلال عملنا في المسرح وجدت وجدي يقول لي أنت هتمثل معايا ومع ليلى مراد، إنت أجرك كام؟، فقلت 200 جنيه، لكنه نظر لي بغضب وقال أنت مجنون 200 جنيه ايه، أنت هتمثل مع أنور وجدي وليلى مراد في فيلم واحد، يعني لازم تدفع لي فلوس، وظللت أفكر هل أنسحب وأفوت تلك الفرصة وأتمسك بأجري أم أوافق على ما يعرضه وجدي، خاصة أن أفلامه وليلى مراد كانت ناجحة، وقررت بعد تفكير سريع ألا أضيع الفرصة، وحصلت على 50 جنيه أجر، وبالفعل نجح العمل الأول بيننا، فقرر وجدي توقيع 5 عقود معي، ما بين 100 إلى 300 جنيه عن الخمسة أعمال، وقال لي إنت بكرة سوف تصبح نجم كبير تتقاضى آلاف الجنيهات، وفي ذلك الوقت سيصبح معي عقود استطيع الإستفادة بها، وكان منطقه في ذلك الوقت تجاريا، فقد كان من المعروف عن وجدي أنه يحب الماديات جدًا، وفي الوقت نفسه يستطيع تقدير المواهب التي لها مستقبل ويحاول الاستفادة منها قدر الإمكان”.

 

والحقيقة أن جزء من نجاح شوقي السينمائي كان بسبب عمله مع وجدي، حيث دخلت مجموعة من أعماله ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، منها: “جعلوني مجرما، رصيف نمرة 5، باب الحديد، الفتوة، صراع في الوداي” وغيرها.

واستطاع من خلال عملين له تغيير القوانين منها فيلم “جعلوني مجرما” الذي صدر بعده قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية، وفيلم “كلمة شرف” الذي صدر من بعده قانون يتيح للسجين زيارة أهله في بعض الحالات.

 

الهروب رغم الكفاءة

لكن كيف كانت خطوات وحش الشاشة في التمثيل؟، بعد التحاقه بفرقة الريحاني اختاره الشاعر والكاتب بديع خيري ليكون هو بطل الفرقة، وهو الأمر الذي أقلقه بشدة، فظل متهربًا لمدة شهر كامل من بديع، حتى أصر على كفاءته التي تؤهله لهذه المهمة.

 

ولد فريد شوقي في 30 يوليو 1920 بحي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، بينما نشأ في حي الحلمية الجديدة حيث انتقلت إليه الأسرة وهو الحي الذي يتوسط عدة أحياء شعبية قديمة كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق، له شقيق توأم لا يعرفه الكثيرون هو اللواء أحمد شوقي، والذي يشبهه إلى حد التطابق، لكنه لم يظهر معه سوى في صورة واحدة مع هدى سلطان.

 

وتلقى دراسته الإبتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الإبتدائية عام 1937 وهو في الخامسة عشرة ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج منه عام 1947، وكان الأول على دفعته التي كانت تضم النجوم فاتن حمامة وحمدي غيث وعمر الحريري وعلي الزرقاني ونعيمة وصفي وصلاح منصور وأحمد الجزيري.

الأب الروحى

حكى شوقي عن أول لقاء جمع بينه وبين يوسف وهبي قبل شهرته، قائلا: “عندما كنت في سن الطفولة كان يوسف وهبي بمثابة الأب الروحي لي في الفن، وكنت أحب التمثيل منذ صغري وقبل دخولي معهد السينما”.

 

وفي عام 1982 عاد شوقي من تشييع جنازة فقيد الفن وقتها يوسف وهبي ليكتب هذه الكلمة: “مات أستاذنا مات عميدنا مات من قلب مفاهيم العالم العربي ونظرته إلينا من أراجوز أو قرادتي إلى ممثل إلى أستاذ إلى دكتور إلى فنان الشعب”.

 

وأخذ يردد قائلا: “مات من كان يحمل جميع الأوسمة من ملوك ورؤساء العالم العربي مات ومات معه مشوار حياته الطويل.. مات ولم يسجل له التليفزيون مشوار حياته.. كيف؟، وكيف نشأ؟ وكيف كانت الإذاعة والصحافة سباقين في هذا؟.. فشكرا لهما.. لكن مشوار حياة الفنان بالصور وبشخصه حينما يتكلم هو بنفسه عن مولده ومتاعبه والضنك والجهد والنجاح الذي حققه سيكون بمثابة وقائع تاريخية للعالم العربي ولطلبة المعاهد الفنية وأرشيف يعاد في ذكراه السنوية لنترحم عليه.. ألحقوا الباقي من الفنانين فاصنعوا لهم أرشيفا”.

 

وأضاف: “فقد مات نجيب الريحاني ومات فريد الأطرش وماتت أم كلثوم ومات عبد الحليم، وكنا نتمنى أن نرى كيف نشأ كل هؤلاء وكيف عاشوا وكيف عانوا من خلال أعمال تسجيلية يشتركون هم شخصيا في تقديمها، ألحقوا البقية قبل أن تسبقكم دول أخرى إلى عمل هذا الأرشيف”.

ليلة بكى فيها الملك

أما الزيجة الأشهر كانت بين شوقي والفنانة هدى سلطان، والتي خطفت قلبه من أول نظرة، وقرر أن يتزوجها وأن يصلح بينها وبين شقيقها محمد فوزي - الذي كان غاضبا منها بسبب دخولها عالم الفن - وبالفعل تزوجها وأنجبت منه ناهد ومها، والتي توفيت وهي في شبابها، وكان له أبنة أخرى بالتبني تدعى نبيلة.

 

وبعد سنوات من الأفلام الناجحة المشتركة والحياة الدافئة وبعد توقف صناعة السينما في مصر، كان شوقي قد سافر إلى تركيا وأصبح وقتها أهم نجم هناك، وأُشيع بأنه يعيش وسط الجميلات، فطلبت منه هدى أن يعود إلى مصر، لكنه رفض، وتحجج ببرودة الجو، فقررت هدى أن تسافر له إلى تركيا، وتأكدت وقتها من صحة الشائعات، وطلبت منه أن يعود معها، لكنه هذه المرة رفض بحجة أن هناك عقود لابد أن ينتهي منها أولاً، فقررت العودة إلى مصر وطلب الطلاق، وقد حاول أن يجعلها تعدل عن هذا القرار، لكنه وافق بعد إصرارها، وقد بكى شوقي ليلة زواجها من المخرج حسن عبد السلام بعده.

الانتحار محاولة للصلح

وكان وجه فريد يتغير حينما يسمع هدى تغني “إن كنت ناسي افكرك”، وهو ما يؤكد بأنها تحمل سراً بينهما لا تعلمه ناهد، والتي كشفت أيضاً في لقاء لها بأن والدها كان يلجأ لحيلة الإنتحار ليصالح هدى حين يكون هناك خصام بينهما.

 

وحين مرض شوقي وسافر إلى الخارج حرصت هدى على الإطمئنان عليه، إذ أن الحب لم ينته بينهما رغم مرور السنين.

أما الزيجة الخامسة وقصة الحب السابعة والأخيرة لـ”وحش الشاشة”، كانت مع السيدة سهير ترك، والتي ألتقت به وكانت إحدى المعجبات بأفلامه في البداية، ومع الوقت أعادت له ثقته بنفسه وبالفن مجدداً، وقررا الزواج، وأنجب منها أبنتيه عبير و رانيا .


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة