إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

أنانية بثوب الشرعية

إيمان راشد

الأحد، 17 يوليه 2022 - 08:24 م

انتهت النيابة العامة من تحقيقاتها الأسبوع الماضى مع المستشار أيمن حجاج المتهم بقتل زوجته الاعلامية شيماء جمال وأحالته وشريكه الى محكمة الجنايات بعد اتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بمساعدة المتهم الثانى حسين الغربلى المقاول على ان تحدد محكمة الاستئناف موعد المحاكمة والهيئة التى ستنظرها.


وأنا هنا لن أبحث عن الدافع وراء الجريمة فهى واضحة متمثلة فى انهاء علاقته الزوجية الذى مارسها فى الخفاء خوفا من معرفة زوجته الأولى وبالأحرى المجتمع المحيط به وحفاظا على صورته ووضعه الاجتماعى ولكن ذكاءه خانه وأنساه القانون الذى درسه ومارسه بأن ليس هناك جريمة كاملة.


الحقيقة أنا أتساءل لماذا من البداية أقدم على هذه الخطوة وهو لا يملك الجرأة على المواجهة واعلان زواجه.. وأنا لا أخص هنا هذا المتهم وإنما سؤالى موجه الى جميع الرجال الذين أقبلوا على هذه الخطوة بمنتهى الأنانية والجحود والظلم لكل أطراف القصة من زوجتين وأبناء.... أباح الإسلام التعدد ولكنه وضع أسبابا و ضوابط لذلك وأولها معرفة الزوجة الأولى والتى يتعلل أغلب من يقومون بذلك أنه لن يبلغها لعدم جرح إحساسها... نعم حلل الرجل لنفسه الاختيار ولم يقدمه للزوجة الأولى هل تقبل مشاركة أخرى فى زوجها أو إنهاء العلاقة بينهما، فهو ببساطة وبمنتهى الأنانية يريد كل شىء زوجته الأولى التى تربى له أبناءه وتكمل إطاره الاجتماعى أمام أسرته ومعارفه وزوجة أخرى ظلمها هى الأخرى وسرق عواطفها واهما إياها بأنه ضحية ويتعايش مع حياة يغلب عليها الحزن والنكد وعدم الارتياح مع أم الأولاد ولكنه لا يريد خراب البيت الأول خوفا على مستقبل أولاده وتوافق المخدوعة وترضخ لإخفاء زواجها.. إن ما أدهشنى أن احدهم والمفروض أنه دارس للقانون والشريعة أفتى فتوى لا تعقل ولاتصح بأن قال الرجل ممكن ألا يتزوج ويعتبر السيدة التى ينفق عليها ملك يمينه ويعاشرها معاشرة الأزواج.


أناشد الباحثين والخبراء بحث هذه الظاهرة التى تفشت فى هذا العصر... وأكرر لا أقصد التعدد بمعناه الحقيقى وإنما أقصد دراسة نفسية لهؤلاء الرجال المخادعين الذين يريدون كل شىء بكل جبن فى الخفاء دون النظر للأطراف الأخرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة