محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


وبدأ النضج العربي.. فماذا بعد؟!

محمد البهنساوي

الإثنين، 18 يوليه 2022 - 07:36 م

العلاقات الأمريكية العربية كانت تشهد استخفافا أمريكيا، وكان تبرير البعض بحاجة عدة دول عربية للحماية الأمريكية، لكن هل مازالت تلك النظرية وتبريرها قائما؟!، الإجابة تجسدت فى قمة جدة بين دول الخليج ومصر والعراق والأردن مع الرئيس الأمريكي، وما لا يختلف عليه أحد حتى المتربصون بالدول والزعماء العرب انهم حققوا نصرا قويا فى مواجهة العم سام ورئيسهم الصهيونى - باعترافه - جو بايدن، والأهم من النصر دلالته  على بدء النضج العربى.

هذا النضج لم يبدأ بتلك القمة بل نعيش مخاضه منذ سنوات ونحن نرى خروجا عربيا محسوبا وذكيا من العباءة الأمريكية التى كانت تخنق كل محاولات الخروج لقرون، وتجسد العمل العربى المشترك بعدة مواقف آخرها الحرب الروسية الأوكرانية التى أدارها معظم القادة العرب باقتدار خلق موقفا عربيا يحترمه الجميع ويجبر الغرب على تحسس خطواته ما بين القاهرة والرياض وأبوظبى للاستفادة من هذا التنسيق العربى الذى تم تتويجه بالإعداد لقمة جدة ورحلات مكوكية واجتماعات بين عدة مدن عربية.

وأعتقد أن بايدن المعجون فى السياسة الأمريكية منذ نعومة أظافره فوجئ بالوضع العربى المغاير، فقد حاول ممارسة تلك الألاعيب القديمة مع السعودية الدولة الأهم للأمريكان، بمحاولات الضغط على المملكة خاصة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان وإعلان بايدن رفضه لقاء بن سلمان وأنه سيجعل السعودية دولة منبوذة ولن يزورها، وجاء الثبات السعودى خاصة من ولى العهد فى مواجهة تلك المحاولات المحفوظة مفاجئا لبايدن ومساعديه وانتهت برضوخ امريكى تام للسعودية، وكعادة الأمريكان التراجع عن مواقفهم لخدمة مصالحهم، وجاء بايدن الى جدة ولقاء ولى العهد السعودى مدركا قواعد جديدة للعبة مع العرب بدأت وعليه اتباعها وهذا خدمة كبرى للنضج العربى، واعتقد أن الاستقبال السعودى الفاتر لبايدن عكس الإستقبال الحار للزعماء العرب وما تم تسريبه من ردود ولى العهد على بايدن فى اجتماعهما تأكيدا جديدا للنضج العربى ولقواعد جديدة لطالما حلمنا بها أن قوتنا فى وحدة مواقفنا وأن العلاقات الأمريكية العربية مهمة للطرفين وتقوم على المصالح المشتركة.

المقهورون من النصر العربى بقمة جدة يبررونه بحاجة أمريكا للنفط العربى  ، إنها حاجة قديمة والجديد أن العرب بدأوا اللعب صح بالأوراق التى بأيديهم  ،كما جاء تعليق بايدن بعد مقابلة الرئيس السيسى أن مصر ركيزة الأمن والاستقرار بالمنطقة اعترافا بدور مصر ونصر عربى أيضا، وكان مهما هذا الرفض العربى لناتو مع إسرائيل. والقرار الإماراتى قبل القمة بإعادة سفيرها إلى طهران التأكيد بالقمة على الموقف العربى الجديد تجاه إيران أنها تحتاج لموقف شامل وليس لحلول جزئية تخدم أمريكا وإسرائيل ويدفع ثمنها العرب، أنه تأكيد على النضج الكبير، علينا الفخر بهذا النضج وننتظر الكثير لرسم ما بعده رغم أنف الكارهين المتربصين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة