الرئيس الراحل جمال عبد الناصر  يتفقد مراحل إنشاء السد العالى
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتفقد مراحل إنشاء السد العالى


٢٣يوليو.. مسيرة تتواصل| الجمهورية الجديدة تستكمل أحلام يوليو بالعدالة والإنجاز والدولة المدنية

الجمهوريتان| 1952 و2013 انحياز للفقراء وحياة كريمة والحفاظ على استقلال الوطن

الأخبار

الخميس، 21 يوليه 2022 - 08:57 م

عبد الصبور بدر

كانت ثورة 23 يوليو وستظل دائمًا حاضرة فى وجدان الشعب المصري، تلك الثورة التى حققت إنجازات عظيمة، وأرست مبادئ العدالة والمساواة والحرية، وأحدثت  تغييرًا كبيرًا  فى المنطقة العربية والأفريقية، دافعت عن حرية الشعوب وحقها فى حياة حرة كريمة، وفى التخلص من الاحتلال وسيادتها واستقلال كرامتها.

وفى الذكرى السبعين لهذه الثورة، يتذكر المصريون جميعًا هذه الثورة التى ألهمت حركات التحرر فى العالم والشعوب المتطلعة للحرية، وقادها الضباط الأحرار المخلصون للوطن، الذين تحركوا للتصدى للفساد والإقطاع ووضع نهاية للاحتلال الإنجليزى ، وسوف  تظل باقية فى وجدان كل الأجيال، لأنها تذكرنا بأن مصر قد امتلكت إرادتها، وأن الشعب المصرى دائمًا لا يقبل المساس بتراب الوطن..

كما أن ثورة 30 يونيو 2013، تعتبر استكمالاً قويًا وامتدادًا صحيحًا لثورة 23 يوليو المجيدة ، حيث تمكنت من استعادت الدولة من يد جماعة إرهابية حاولت الهيمنة عليها .

السد والمصانع رمزا ثورة يوليو.. وقناة السويس الجديدة والمشروعات العملاقة علامات مضيئة لجمهورية 2013

لم تكن صور جمال عبد الناصر التى رفعها الشعب المصرى فى 30 يونيو  2013 بجوار صور عبد الفتاح السيسى إلا تعبيرا عن إحساس المواطن بمدى التشابه وربما التطابق بين الرجلين، فى الأفكار، والطموح، والإخلاص للوطن، وحاجة الدولة إلى زعيم مخلّص  يستطيع حماية البلاد، ويعمل على نهضتها، ويحقق الكرامة الاجتماعية التى يكابد الشعب للحصول عليها فى فترة زمنية وجيزة.

الصورتان المتجاورتان كانتا رمزا لمؤاخاة الثورتين، فى تحقيق الأهداف النبيلة للفقراء الذين يعانون فى صمت، ولا يجدون من يحنو عليهم، وتأكيدا على أن مبادئ عبد الناصر التى سعى لإقرارها على الأرض، من الممكن تكرارها من جديد بأدوات حديثة، ورؤية أكثر شمولا واتساعا. 

التف الشعب حول جمال عبد الناصر وفعل الأمر نفسه مع السيسي. القائد فى الثورتين دخل على خط المواجهة مدفوعا بثقة المواطنين، وجلس على كرسى الحكم بإرادتهم الحرة، وحقق لهم الأحلام الكبيرة التى كانوا يظنون أنها بعيدة المنال.

الإصلاح الزراعى و حياة كريمة

سعى عبد الناصر منذ البداية إلى أن يشعر الفقراء بأن الثورة قامت من أجلهم، وتحقيق طموحهم فى امتلاك أرضهم، ما دفعه إلى إصدار قانون الإصلاح الزراعى الذى غير شكل الحياة فى مصر، وأنهى عصر الإقطاع بكل مخرجاته التى عملت على مدار عقود طويلة على ظلم المواطن البسيط، ومعاملته كخادم فى أرضه، يقوم بكل الواجبات وليس له أى حقوق، ليتم توزيع الأراضى عليهم فى سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ المصريين.

ويتكرر الأمر ولكن بشكل يناسب العصر الحالى والرئيس السيسى يقضى على العشوائيات التى يعيش فيها مئات الآلاف من المصريين فى خطر دائم يهدد حياتهم، وحياة أولادهم، ويصيبهم بالأمراض، ويعزلهم عن الحياة الراقية، بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة.

جعل السيسى من الدولة ظهرا للفقراء تنقلهم من بيئة عديمة الإمكانيات إلى بيئة أخرى فيها كل ما يحتاجون إليه، ما جعل العالم كله ينظر إلى مصر التى تنقل فقراءها من العشش والخرابات إلى مساكن متطورة تضاهى مبانيها بيوت الأثرياء.

ربما يظن من يزور مصر لأول مرة أن «الأسمرات» أو «تل العقارب» أو غيرها من المدن التى انتقل إليها سكان العشوائيات، أنها من ضمن المناطق المخصصة لإقامة الأثرياء بما تحتويه من مبان حديثة مصممة على أحدث طراز، وملاعب وأندية، ومراكز خدمات.

ولكن خطة السيسى فى القضاء على الفقر لم تكن مقصورة على القاهرة والإسكندرية وحدهما، لقد دشن الرجل مشروع حياة كريمة الذى شمل جميع المحافظات، ويستفيد منه عشرات الملايين من المواطنين، فى ثورة شاملة على الفقر، تدفع فيها الدولة مئات المليارات من أجل كرامة المواطن، وحياته الكريمة التى لابد أن تتوفر له.

السد العالى وقناة السويس الجديدة

وقف عبد الناصر ومن خلفه الشعب ضد قوى الاستعمار ليبنى السد العالى بأياد مصرية، فى وقت كان يظن الجميع أنه لن يستطيع استكمال المشروع الأهم فى القرن العشرين، إلا أن الرجل فعلها، ليشهد العالم على أن المستحيل كلمة لا توجد فى قاموس المصريين، طالما وجد الشعب من يؤمن بإمكانياته.

وبالكربون تتكرر الصورة فى قناة السويس الجديدة التى كانت فى حاجة إلى عشرات المليارات فى وقت يمر فيه الوطن بأزمة مالية كبيرة، وفى ظروف قاتلة يعانى فيها من الإرهاب والتطرف، ولكن السيسى أيضا فعلها، وهو يستلهم الروح المصرية، يؤمن بأن هذا الشعب قادر على تنفيذ المهمة بسهولة.

تدفقت أموال المصريين على البنوك، لتبدأ الآلات فى حفر المشروع التاريخي، فى وقت وقف فيه العالم شاخصا أمام ما يقوم به المصريون من حفر قناة جديدة فى أقل من عام واحد، والخبراء فى العالم يؤكدون بأن ما يحدث معجزة على الأرض بكل المقاييس، ولكنه شعب المعجزات الذى لا يتوقف عن إدهاش الدنيا فى تغيير الجغرافيا وصناعة التاريخ.

القضاء على الاستعمار ومحاربة الإرهاب

بعد نجاح ثورة 23 يوليو 1952، كان الشغل الشاغل للرئيس جمال عبد الناصر هو القضاء على الاستعمار وجلاء الإنجليز عن مصر، وهى المهمة الثقيلة التى كان يراهن البعض على أن عبد الناصر سيقف عاجزا أمامها، لكن الرجل الذى تربى على مبادئ العسكرية المصرية أدرك أنها مسألة مصيرية، لا تحتمل التأجيل، ما جعله يكرس جهوده للقضاء عليها، من أجل خلاص مصر من ظلام الاستعمار، واستخلاص الأرض بكاملها إلى أبنائها، ولم تمض سنوات معدودة إلا وتم الجلاء عن مصر، ليحتفل الشعب فى الشوارع والميادين، وتنتصر الإرادة الحرة المصرية.

ويعيد التاريخ فصوله من جديد على المسرح السياسى ولكن هذه المرة فى صورة جديدة تقودها جماعة متطرفة تطلق على نفسها «الإخوان المسلمين» وهى تتحالف مع القوى الدولية من أجل تفتيت الجيش، وتذويب الهوية، وتقسيم الدولة ومنح سيناء إلى شعب آخر، فى وقت يحيط الخطر فيه بالدولة من كل الجهات.
وضع الإخوان لغما فى كل مكان، بعد أن حاولوا السيطرة على مفاصل الدولة، واستقدموا الإرهابيين من كل مكان لتهديد المصريين وإنهاك الجيش، وتحويل مصر إلى إمارة إسلامية يحكمها القتلة والمجرمون.

بعد عام واحد من الاحتلال الإخوانى وجد الشعب نفسه محاصرا من كل الاتجاهات، ويواجه رصاص الإخوان فى كل مكان، غير آمن وهو يسير فى الشارع، ليظهر السيسى على الطاولة باعتباره الورقة الرابحة، ويقود بجسارة مواجهات عنيفة ضد الإرهاب الأسود، ويبدأ الجيش مدعوما بالشرطة المدنية فى تطهير كل شبر من البلاد، وتخوض قواتنا المسلحة حربا شرسة على الحدود يدفع فيها ضباطنا وجنودنا فيها حياتهم ثمنا من أجل أمن المواطنين.

على مدار ثمانى سنوات والعمليات العسكرية لا تتوقف، والتضحيات الكبيرة تبذل فى كل مكان، وفى المقابل لم تتوقف عجلة التنمية عن الدوران لتشهد البلاد طفرة غير مسبوقة فى المشروعات القومية التى غيرت وجه الدولة، وجعلت منها واحدة من أفضل دول العالم فى المنطقة، لينعم المواطن بالتطوير والاستقرار، بعد أن كان يعيش فى جو مشحون بالإرهاب والتوتر.

مصانع عبد الناصر ومشروعات السيسى 

 لم يكن عبد الناصر رئيس دولة يجلس فى مكتب مكيف ولا يدر ماذا يدور حوله، ولكنه كان يعرف تماما ما يحتاج إليه المواطن، ويؤمن بأن الاكتفاء الذاتى هو الطريق نحو الاستقلال، ما جعله يقسم العديد من المصانع التى تعمل ليلا ونهارا من أجل ضخ منتج مصرى يحمى اقتصادنا من الاستيراد ويرفع من شأن الدولة.

ولكن السيسى كان أكثر طموحا وهو يقيم مشروعات عملاقة لا تعمل فقط على سد العجز المحلى ولكنها تطمح إلى التصدير، وهو يؤسس عشرات المشروعات الكبرى التى ضخت الأمل من جديد فى أن تصبح مصر من الدول الرائدة فى المنطقة، من خلال مشروعات زراعية، وصناعية، وتجارية، فى سنوات معدودة، وبعد أن كان لدينا نقص فى الكهرباء على سبيل المثال أصبحنا نصدرها إلى الدول المجاورة، فى حين يستطيع مشروع المليون ونصف المليون فدان أن يجعل مصر من أكبر الدول المصدرة للمحاصيل فى المنطقة، أما الصروح التعليمية الجامعية التى أقيمت فى الفترة الأخيرة فهى تستقطب الطلاب من جميع دول العالم، وهكذا فى بقية المشروعات الأخرى.

اقرأ أيضاً|حكاية ثورة خالدة| أنهت الملكية والاحتلال وقضت على الإقطاع ورسخت مبادئ العدالة

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة