الجمعة، 22 يوليه 2022 - 05:21 م

فرض مصطلح «العدالة الثقافية» نفسه فى الآونة الأخيرة بعدما ظلت العدالة الاجتماعية صاحبة الحضور الأقوى فى كل الثورات، وفى الثورات المصرية تحديدا من ٢٣ يوليو إلى ٣٠ يونية٫، تعنى العدالة الثقافية تكافؤ الفرص لتحقيق التمكين الثقافى للمجتمع بجميع أفراده دون تفرقة، وقد باتت مهمة فى مواجهة تيارات الجهل التى تعصف بالمجتمعات، وتزداد أهميتها فى معركة الوعى التى تعد أحد أهداف الدولة المصرية فى المرحلة الحالية.

ولأنها تدرك أن تحقيق العدالة الثقافية يقع فى الجانب الأكبر منه على عاتق الدولة، فقد سعت د.ايناس عبد الدايم منذ توليها وزارة الثقافة على نشر مختلف أنواع الأنشطة الثقافية من معارض كتب وعروض مسرحية وندوات ثقافية ومهرجانات غنائية وسينمائية لتمتد إلى الصعيد ومدن وقرى الوجه البحرى.
قبل نحو شهرين أطلقت الوزيرة مشروع «سينما الشعب».

من منطلق إيمانها بأن الشريط السينمائى يعد ثقافة مهمة لابد من إتاحتها لجمهور عريض من قاطنى الأقاليم وتشجيعه على ارتياد السينما التى غاب طويلا عنها إثر تهدم أغلب دور العرض وتحولها لجراجات وبوتيكات، فتحت الوزيرة قاعات قصور الثقافة ليتم تجهيزها بأحدث المعدات بإشراف المخرج هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة، والفنان تامر عبد المنعم رئيس الإدارة السينمائية، وتقرر سعر موحد ومخفض لتذكرة السينما (لايتجاوز أربعين جنيها) .

وجاء افتتاحها مواكبا لعيد الفطر الماضي، لتشهد حضورا جماهيريا واسعا، لم يكتف المشروع بعرض أحد الأفلام الحديثة وإنما يقدم وجبة ثقافية ويطبق قرار عرض الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة والمستقلة قبل عرض الفيلم الطويل، نجاح الخطوة الأولى كان دافعا للتوسع فى افتتاح خمس قاعات جديدة فى عيد الأضحى، مع تخفيض سعر تذكرة السينما بحفلى الصباح والظهيرة إلى عشرين جنيها الأمر الذى شهد إقبالا كبيرا من الجمهور والأسر، كما أعادت الوزيرة إحياء كثير من دور السينما التى ظلت مغلقة لسنوات فى أسوان ودمياط والوادى الجديد. 

بعد نحو شهرين من انطلاق مشروع «سينما الشعب» نستطيع أن نقول أن المشروع يحقق هدفه المنشود، ويبقى الأهم فى ضمان استمراره، والدفع بمزيد من القاعات لتصل لكل أقاليم مصر، وإتاحة عرض أفلام عربية وعالمية منتقاة وإقامة ندوات حولها لإثراء ثقافة الجمهور ووعيه.