محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

ثورة يوليو ١٩٥٢

محمد بركات

السبت، 23 يوليه 2022 - 07:37 م

فى الذكرى السبعين لثورة الثالث والعشرين من يوليو ١٩٥٢، التى نعيش فى رحابها هذه الأيام، أشرنا إلى وجود تعدد فى الآراء والرؤى بين المؤرخين، حول الثورة وأسبابها ودوافعها، وما أنجزته وما حققته من انتصارات وما نالها من إخفاقات.


وذكرنا أنه على الرغم من هذه التعددية، إلا أن هناك إجماعا بينهم على عدة حقائق يرونها ثابتة ومؤكدة، يأتى فى مقدمتها أن هذه الثورة جاءت كضرورة لابد منها، فرضتها الظروف الاجتماعية والسياسية فى مصر والمنطقة.


وأن تلك الضرورة كانت تتمثل فى رغبة الشعب فى الخلاص من الاحتلال، وتغيير الواقع الاجتماعى، وتحقيق الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية، فى ظل الحياة الديمقراطية السليمة فى حماية جيش وطنى قوى.


وكان ذلك هو الدافع الأساسى لقادة الثورة لصياغة هذه الأهداف وإعلانها، باعتبارها أهداف الثورة المعبرة عن إرادة الأمة،..، ومن هنا جاءت الأهداف الستة للثورة.


وفى هذا نقول للأجيال الشابة من الأبناء الذين لم يعاصروا أحداث ووقائع الثورة ولم يقرأوا عنها بالتفصيل، أن هناك توافقا عاما بين المؤرخين، على ان الثورة استطاعت تحقيق جزء غير قليل من الأهداف أو المبادئ الستة التى نادت بها.


حيث قضت على الإقطاع وسيطرة رأس المال على الحكم، وأنهت الاستعمار وحققت الجلاء والاستقلال، وأقامت جيشا وطنيا قويا، وخطت خطوات واسعة على طريق العدالة الاجتماعية،..، ولكنها للأمانة لم تستطع أن تخطو بجرأة ولا حتى على مهل خطوات إيجابية على طريق الديمقراطية.


والموضوعية والأمانة تقتضيان أن نذكر أن الحياة الديمقراطية السليمة، كانت هى الفريضة الغائبة بالنسبة للثورة، وأن عدم تحقيقها تسبب فى سلبيات عديدة، ما كان يمكن أن تقع أو تحدث لو كانت هناك تعددية فى الآراء وتنوع فى الرؤى وتعدد فى وجهات النظر والقناعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فى ظل وجود أحزاب قوية تعبر تعبيرا صحيحا وديمقراطيا عن كل الأفكار فى المجتمع.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة