مسلسل Capitani
مسلسل Capitani


مسلسل "الكابتن ‏Capitani".. حكاية ضابط شرطة فى لوكسمبورج

أخبار النجوم

الأحد، 24 يوليه 2022 - 01:55 م

كتب: محمد كمال 

لوكسمبوج دولة صغيرة في الشمال الغربي للقارة الأوروبية، قد لا يعرف الكثيرون عن تلك الدولة الصغيرة أو أين تقع وذلك لأن المردود أو التأثير العالمي لا يمثل أي وزن على مستوى السياسات الدولية، ونفس الأمر ينطبق على حدود الفن سواء السينما أو التليفزيون، فلم تحمل تلك الأعمال التي تأتي من تلك الدولة أي شهرة أو نجاح، ونادرا ما نجد فيلما في مهرجان يمثل لوكسمبورج سواء في المسابقات الرسمية أو حتى البرامج الموازية، لهذا كان من الغريب أن تقتحم منصة نتفلكس تلك الدولة وتقدم على إنتاج عمل درامي ينتمي لها، وكان المسلسل يحمل اسم “Capitani” الذي بدأت في عرض الجزء الأول منه في يونيو العام الماضي، ثم منذ أيام تم طرح الجزء الثاني الذي يشارك في بطولته لوك شيلتز وصوفي موسيل وبرجيت أورهاوسن وكونستانتين روميلفانجين والروسية ليديا ايندجوفا والنمساوية الأصل إيديتا مالوفيتش.

 

تدور أحداث المسلسل من خلال بطله ضابط الشرطة “لوك كابيتاني” الذي يتم نقله حديثا من العمل في العاصمة إلى قرية صغيرة تسمى “مانشيد“ للتحقيق في قضية وفاة طفلة تبلغ من العمر 15 عاما في قضية تعتبر الأولى من نوعها في تلك القرية، وفي مكان غير معتاد على هذه النوعية من الجرائم، أكثر ما يعيق عمل “كابيتاني” ليس حل اللغز فقط، بل التعامل مع أهل القرية قليلو الكلام والمتكتمين على أدق التفاصيل في حياتهم، والذين يكتشف أنهم يخفون أسرار كبيرة تحمل ماضي غامض له إرث أصبح يكبر شيئا فشيئا، حتى أصبح مثل خيوط العنكبوت يصعب مواجهتها.

في الجزء الثاني يعود “كابيتاني” مرة أخرى إلى العاصمة، لكن بعد أن تم طرده من الخدمة على إثر أنه أصبح مشتبه به في مقتل شاهد في الجزء الأول، صحيح لا توجد دليل على إدانته لكنه في كل الأحوال أصبح ضابط سابق تتجه إليه “بيانكا” التي تعمل كعاهرة لدى “فالنتينا”، التي تمتلك ملهى ليلي، وتطلب “بيانكا” منه البحث عن صديقتها النيجيرية وزميلتها في العمل وشريكتها في السكن التي اختفت في ظروف غامضة.

 

الانتقال الذي جاء في الأحداث بعثر الأمور تماما، وجعل الجزء الثاني يظهر بشكل مختلف تماما عن الأول، ليس فقط في الظروف المكانية والفوارق بين العاصمة والريف، لكن حتى في طبيعة الدراما، ففي الجزء الأول حيث القرية الصغيرة المحدودة في شخصياتها حتى وأن توسعت الأسرار، لكنها في النهاية بين أشخاص معدودة، على نقيض الجزء الثاني، فالعاصمة صاخبة والصراع نفسه أكبر وأوسع، وأمتد إلى الهجرات الغير الشرعية وصراعات تجارة المخدرات والدعارة، وتلك النقاط رغم إتساعها دراميا، إلا أنها أفقدت المسلسل قوة وتماسك وخصوصية الجزء الأول، فالصراعات الجديدة لم تكن في صالح العمل الذي جاء مميزا في جزئه الأول، ومتوسطا في الثاني.

 

تنتقل “إلسا” الضابطة التي نشأت في قرية مانشيد للعمل في وحدة الجرائم الخاصة بالعاصمة، وتلتقي “كابتناي” بحكم معرفتهما السابقة، حيث أن إلسا ساعدته في التعرف إلى أهل الريف، والتأقلم مع الحياة هناك، وتستمر “إلسا” في مساعدة “كابيتاني”، لكن هذه المرة الأمر كان متبادلا، فأصبحت “إلسا” تمثل الجانب الرسمي، أما “كابيتاني” يعمل لحساب “كارلا”، حتى يكشف الجزء الأكبر من تلك الصراعات.

 

من نقاط القوة في الجزء الأول أيضا، أن أسرار الريف ألتقت كثيرا مع ماضي “كابيتاني” القاسي، على سبيل المثال أزمة انتحار والده ضابط الشرطة أيضا، وكرهه الشديد لوالدته وعلاقته المضطربة مع شقيقته، فقد ظهر في هذا الجزء التقلبات النفسية لشخصية “كابيتاني”، وهو ما لم يكن ظاهرا بشكل كبير في الجزء الثاني الذي أعطى الاهتمام الأكبر بالصراعات والمطاردات والجانب البوليسي الممزوج بمشاهد الحركة، مع تواجد شخصيات كثيرة، مثل إمبراطور الليل وأبنه وصراعهم مع النيجيرين على تجارة المخدرات، ومن جانب آخر صراع “فالنتينا” مع النيجيرين أيضا كلها أمور وتفاصيل انخرط داخلها الثنائي “كابيتاني” و”إلسا”، ورغم تنوعها، إلا أنها لم تكن في ثراء الجزء الأول، الذي كان جانب مهم من ثرائه هو بساطته ومحدودية القضية التي كان على الثنائي كشفها.

 

يظهر فقط صراع نفسي وحيد على “كابيتاني”، لكن من نوع آخر، خاص بأنه مجبر على هذا الأمر، بعد اتفاق أجراه مع المدعي العام بالحصول على إخلاء سبيل مشروط نظير العمل بشكل سري مع الشرطة، وهو الأمر الذي تسبب في أزمة لـ”كابيتاني” الذي وقع في حيرة من أمره، فهو لا يرغب في العمل لدى إمرأة تدير ملهى ليلي وشبكة دعارة، وفي نفس الوقت لا يعرف مدى تأثير الأدلة في قضيته السابقة، وما هي المستجدات الموجودة لدى النائب العام، لهذا يقبل الصفقة، بالإضافة إلى ارتكاز الجزء الثاني على فكرة أن “كابيتاني” ضابط سابق، وهو أمر يؤرقه كثيرا.

 

الشخصية المميزة الوحيدة التي قدمت بشكل جيد كانت “فالنتينا”، تلك المرأة التي تسعى للسيطرة على كل شيء، وصعدت بقوة في مجال الملاهي الليلة والدعارة حتى هزت عرش إمبراطور الليل، وتسعى جاهدة للسيطرة على تجارة المخدرات أيضا، لهذا فهي لا تتوقف في إستخدام أي شخص لتحقيق الأمر، بداية من ابن إمبراطور الليل، والتحالف معه، ثم “كابيتاني” الذي وظفته لديها، وصولا إلى ابنها الذي أوقعته في حفرتها العميقة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة