الإثنين، 25 يوليه 2022 - 01:59 م

جلس اللواء محمد نجيب بعد ظهر يوم السبت الموافق 27 يوليو 1952 في القيادة العامة بقشلاق مصطفى باشا، وكانت الساعة بعد الرابعة مساء، فيما كان الملك فاروق قد وقع على وثيقة التنازل عن العرش.

وكانت قد مضت 24 ساعة لم يأكل فيها محمد نجيب ولا أعضاء قيادته شيئا؛ حيث قال سليمان حافظ وكيل مجلس الدولة: يا جماعة أنا جائع.. هل عندكم طعام؟.. فأجاب اللواء محمد نجيب: طبعا عندنا. وقال أحد الضباط: لنحتفي بتحقيق هدف عظيم من أهدافنا بتناول الطعام.

والتفت اللواء محمد نجيب إلى أحد الضباط وقال: عندنا ثلاث سلطانيات لبن زبادي.. هات واحدة واترك السلطانيتين الأخريين، ولكن سليمان حافظ أحس أن اللواء محمد نجيب لا يقول الحقيقة.

اقرأ أيضًا| في الخمسينيات.. سر غضب معلمة من الرئيس محمد نجيب 

 فسأل الضابط: بذمتك كم سلطانية لبن زبادي عندكم؟ فقال الضابط واحدة يا فندم. وأحضر الضابط سلطانية لبن زبادي ورغيفا من العيش الفينو وقليلا من العنب، وتولى وكيل مجلس الدولة تقسيم الرغيف الواحد بين الضباط.

وفجأة حضر ضابط يحمل سمكة وهو يقول:  لقد انتهيت من مهمتي في قصر المنتزه واشتريت سمكة وشويتها لكم ولما علم البائع أنني أحد ضباط محمد نجيب رفض أن يأخذ شيئا ولكني لم أقبل أن آخذ السمكة إلا بعد أن قبل أن يأخذ ثمنها يا فندم ووضع الضباط السمكة الواحدة بين الضباط فقسموها بينهم.

وكانوا يجلسون معا على اختلاف رتبهم وكأنهم أفراد أسرة واحدة وبعد دقائق انتهى الطعام وتولوا جميعا تنظيف المائدة وعاد محمد نجيب قائدا عاما وعاد الضباط كل يقف باعتبار رتبته.

وقال سليمان حافظ وهو يودعهم: هذه أعظم مائدة حضرتها مآدبة المنتصرين الزاهدين، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 8 فبراير 1952.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم