صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«غواصين الخير».. طوق النجاة لإنقاذ الغرقى بالشواطئ

شيماء مصطفى كمال

الثلاثاء، 26 يوليه 2022 - 11:08 ص

حالات الغرق في زيادة مستمرة الفترة الحالية، ومعها يزيد تأهب غواصين الخير، للبحث عن الغرقى، وفي 25 يوليو تحتفل منظمة الصحة العالمية، باليوم العالمى لمكافحة الغرق، والذي يُعد السبب الثالث عالميا للوفاة، ويعتبر الغرق في البحر له أسباب عديدة، أبرزها الإرهاق والشد العضلي أثناء السباحة لنقص الأملاح المعدنية بالجسم، والتوتر والقلق، فضلا عن ارتفاع الأمواج وغيرها.

اليوم العالمى
تأتي أسباب الاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الغرق، حيث أنه يهدف إلى إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على الأثر المأساوي العميق للغرق على الأسر والمجتمعات، بالإضافة إلى أن الغرق أحد الأسباب الرئيسية العشرة للوفاة بين الأطفال من الفئة العمرية 1-24 عاما، والاحتفال باليوم العالمى للوقاية من الغرق يساعد فى التقديم لحلول وقائية منقذة للأرواح.

خبر غرق شخص في البحر أو نهر النيل يكون خبر مفجع للجميع، خاصة أهل الغريق، وفي الآونة الأخيرة الأخبار مستمرة عن وقوع حالات غرق جديدة، سواء فى مياه نهر النيل بمختلف المحافظات، أو فى البحار، في فترة المصايف.

راية الإنقاذ
غواصين الخير رفعوا راية الإنقاذ، ودائما على أهبة الاستعداد للبحث عن أي حالة غرق في أي مكان بمحافظات مصر المختلفة، البحث عن جثمان غريق ليس بالسهل على أحد، فهو عمل شاق، ويحتاج للسيطرة على الإحساس، لأن ما يراه الغواص في رحلة بحثه عن غريق صعب للغاية، ويحتاج لأعصاب متماسكة، خاصة فى حال استمرار تواجد الغريق فى المياه لفترة طويلة، تجعل الجثمان ينتفخ، والبدء في التحلل.

الكابتن إيهاب المالحى كبير الغواصين وقائد غواصين الخير المتطوعين قال إن الفترة الحالية نعاني من كثرة حالات الغرق المتتالية، خاصة مع ارتفاع أمواج البحار، وتم تسجيل حالات غرق عديدة خلال الأيام الماضية.

حالات غرق
وأضاف المالحى قائلا: "كانت آخر حالات الغرق لشابين فى شاطئ السلام بمدينة الإسكندرية في منطقة الـ 21، كانت رحلة لـ 5 شبان من القاهرة للإسكندرية، ونزلوا للاستحمام بالبحر في وقت الفجر، وتعرضوا للغرق، إلا أن 4 منهم نجوا من الغرق، وغرق الخامس، والذى استطاع غواصين الخير انتشاله من البحر فى اليوم التالى، وبعدها كانت هناك حالة غرق لشاب آخر فى نفس الشاطئ، وتم انتشاله بمساعدة 14 غواص من الغواصين المشاركين".

وأكد المالحى، أن الغواصين يتعرضون لمواقف عديدة خلال البحث عن الغرقى، فضلا عن أنهم دائما فى جاهزية تامة للمشاركة فى انتشال جثامين الغرقى، بالرغم من أن كل شخص منهم له أسرته وحياته الخاصة، إلا أنهم دائما متواجدين في هذه الخدمة الخالصة لوجه الله تعالى.

"كل يوم جمعة بجمع الغواصين في أحد الشواطئ، ويتم إعادة تأهيل فريق غواصين الخير، ويتم اتاحة الفرصة لمن يريد التدريب على الغوص والإنقاذ واسعافات أولية مجانا"، هكذا قال المالحى عن استمرار تأهيل غواصين الخير، حتى يكونوا على دراية بكل الأمور فى حال البحث عن جثامين الغرقى.

ومن حالات الغرق الأخيرة، غرق شاب يدعى عماد محمد عبد المقصود الخولي، 20 عاما من محافظة المنوفية اختفى في شاطئ سيدي بشر المميز شرق الإسكندرية، وحالة أخرى لشاب يدعى محمد سيد عبد الحميد، 20 عاما، من محافظة القاهرة، غرق في الساحل الشمالي بإحدى القرى السياحية عند الكيلو 61، وفى مدينة برج العرب غرق يونس مستور هيبه، 17 سنة، في إحدى القرى السياحية بمنطقة أبو صير، فضلا عن حالات غرق أخرى، منها حالة فى ترعة الشيخ زايد بوادى النطرون، وحالة أخرى لشاب يدعى يوسف محمود رجب 18 سنة فى شاطئ النخيل، غرق أمام شارع 61. 

التنسيق بين الغواصين
وأوضح المالحى، أنه يقوم بالتنسيق بين زملائه غواصين الخير، حتى يستطيعوا تقسيم أنفسهم في حالة وجود حالات غرق فى أكثر من مكان، خاصة إذا كانت فى محافظات مختلفة، حتى يستطيعوا القيام بمهامهم على أكمل وجه.

"البحث عن الجثامين، إما عن طريق الفرى دايفينج، أو الاسكوبا، وهذا يتم تحديده بناءا على شدة التيار وملابسات المكان الذى يتم النزول فيه للبحث عن الغريق، سواء كان يوجد شدة تيار أو وجود صخور تعوق الغطس، أو إلى ما غير ذلك من الأمور المختلفة التى يتعرض لها الغواص فى رحلة بحثه عن الجثمان.

صلاة الغائب
وقال المالحى، إن الغواصين يتعرضوا لمواقف عديدة أثناء البحث عن الجثامين، خاصة مع طول وقت البحث، أهالى الغريق يكونوا فى حالة سيئة بالطبع، وبالتالى مع طول المدة يكون أمنيتهم فقط الوصول لجثمان الغريق حتى ولو كان دون ملامح، لمجرد ايجاد جثمان يتم دفنه ويشفى صدورهم، مضيفا أن هذا يكون حمل ثقيل على أكتاف كل غواص، لأنه فى كل مرة يبحث عن الجثمان يتمنى ظهور من أجل أهل الغريق، خاصة الأم والأب المكلومين، وفى حالة عدم ظهور الجثمان، إذا أقر الأهل صلاة الغائب على الغريق يقوموا بالصلاة عليه، ويحتسبوه عند الله شهيد، وفى حالات أخرى يطلب الأهل الاستمرار في البحث عن الجثمان حتى آخر لحظة، وهو ما حدث فى حالة غريق شاطئ النخيل الشهير، الذى أصر والده على البحث عنه حتى ظهوره، فكان موجود داخل الصخور الموجودة فى شاطئ النخيل.

وأضاف أشرف ادكو أحد أفراد غواصين الخير قائلا: "البحث عن الغرقى ليس بالسهل على الغواصين، ولكن كل شخص منا عند اختياره هذا العمل، يكون قراره، فهو عمل لوجه الله تعالى، عند سماع بوجود حالة غرق يقوم قائد غواصين الخير الكابتن إيهاب المالحى بإرسال الحالة على الجروب الخاص بنا، ونبدأ فى التحرك بعد التنسيق، وتحديد أقرب الغواصين لمنطقة الغرق، حتى يكون هناك سرعة فى التحرك باتجاه الحادث".

وأكد ادكو قائلا: "نتعرض لحوادث عديدة في رحلة البحث عن جثمان غريق، فمثلا مياه النيل تكون مظلمة، وهذا يكون صعب في البحث، فضلا سرعة التيار فى مياه النيل وهو ما يعرضنا للخطر أثناء البحث، وفي البحر نتعرض لمخاطر، خاصة مع ارتفاع الأمواج، أيضا وجود الصخور يعرضنا للاصطدام فيها وهو ما يسبب انفجار الأسطوانات إلا فى حالة الحرص أثناء البحث، وغيرها من المخاطر الأخرى".

"لما بنطلع الغريق ساعات بنشوف أهل الغريق بيزغرطوا عشان ابنهم أو بنتهم طلعوا من المياه حتى وهما ميتين، بس فرحانين أنهم هيدفنوهم وأن البحر مبلعهمش، واحنا بنكون فرحانين عشان بنجبر خاطر أهل الغريق"، هكذا قال أشرف واصفا حالة أهل الغريق والأجواء المحزنة التى يعيشوا بها خلال فترة البحث عن الجثمان.   

اقرأ أيضا: مصرع طالب غرقا بمياه شاطئ إدكو بالبحيرة وارتفاع عدد الغرقى لأربعة ضحايا 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة