أحمد عباس
أحمد عباس


صباح الخميس

نقابة الطيارين

أحمد عباس

الثلاثاء، 26 يوليه 2022 - 05:01 م

تعرف مَن الطيار!
الطيار هو كل سائق دراجة بخارية تحمل صندوق ويمارس خدمة توصيل الطلبات للمنازل، وأحيانًا بدون صندوق. وربما تلتصق بهم فرقة من راكبي الدراجات الهوائية "أم بدال"، وان مددنا البصر ربما نلحق بهم هؤلاء المُشاة طوال اليوم على أقدامهم أيضًا بلا دراجة، لكن بكل الأحوال هؤلاء هم من أعني.. "عُمال توصيل الطلبات للمنازل".

العدد طبعًا لا محدد ولا معروف لجنس مخلوق مطلقًا، لا لانهم مجهولون ولكن لان أحدا لا ينشغل لهم، شركات التوصيل المنظمة في مصر مجتمعة تضم نحو نصف المليون عامل "ديلڤري" بين نشيطين وغير نشيطين، يضاف اليهم سوق عريضة من الشغيلة والسَريحة الذين يعملون بلا دوام وبصورة فردية، وبالمناسبة لدينا شركات ضخمة تعمل في هذا النوع من التشغيل وهذه سوق تتمدد في مصر، ذلك أن النسبة الغالبة من اجمالي عدد السكان هم شباب وهذه دولة شابة أنا أعرفها.

ويُقبل الشباب في البلدان ذات الاقتصاديات الصعبة على أعمال كهذه لايجاد مصدر دخل أصلي أو اضافي اذا كان من أصحاب المهن، وشركات التوصيل صارت تفتح لهم ذراعيها.

العملية سهلة.. مجرد أن يعلق صندوق على دراجته أصبح طيار وصارت له مهنة، ولا أعتقدنا في حاجة الى أن نتفاجئ أن مهنة جديدة ظهرت!، لا هذا لم يعد متقبلا في دولة تنظم قواعدها، وهذه عمالة أغلبها منتظمة وتحتاج تنظيم.

اذن دعنا ننظمها من البداية قبل أن تنفجر في وجهنا كأشياء كثيرة تركناها حتى توحشت ثم "عملنا متفاجئين" مثل الميكروباص والتوكتوك والقائمة طويلة، وسائل التنظيم معروفة في هذا الشأن جدا وواضحة، ماذا لو تأسست لهم نقابة مهنية!، تضم الجميع يسددون اشتراكات ويحصلون على مزايا وتصبح لهم حقوق وعليهم محاذير وهكذا، أو ماذا اذا ابتكرنا لهم مظلة تأمينية خاصة تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي، أقول ماذا اذا، ولست متأكدا من صحة ما أفكر به قانونيًا أو مدى امكانية تطبيقه، لكننا اذا احتجنا قانون أو تشريع أو لائحة فلنضعها كلنا وبسرعة، نحن نصنع القوانين لا هي من تصنع بيروقراطيتنا.

ثم تعال أيضًا الي خانة المهنة المدونة في البطاقة الشخصية، وأنا أسأل بوضوح كم عامل من هؤلاء مدون ببطاقته أو معروف انه عامل خدمة توصيل للمنازل!، لا أعتقد أن منهم كثير اذا وجدت أصلا.

أعرف منهم من يأتيني لتوصيل طلب وأسمع بعضهم لما تسمح الظروف، فيحكي هؤلاء أنهم مرفوضون بطريقة وبأخرى بل أحيانًا مُبعدون، سواء في زواج أو في تفضيل طفل آخر معروفة مهنة والده عن ابن ذلك الرجل مجهول المهنة والصنعة، ولا أعتقدنا الآن في حاجة الي تمييز من أي نوع، والمسألة سهلة.. دعنا نقننها.

تحتمل الفكرة أن نكتب عنها مرات وتستأهل أن نرى هؤلاء بمنطق عقل لا بعين ازدراء وتقليل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة