الخميس، 28 يوليه 2022 - 07:58 م

كتب: شوقى حامد

مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. وعلى صفحات «آخرساعة» أروى بعضا من مشاهده.

لم أكن أتخيل أن يتبوأ أحد زملائى فى الوحدة العسكرية التى كنت أتشرف بالخدمة فيها المقعد الوزارى وينضم لقائمة المستوزرين.. لكن الأقدار منحتنى هذه المكرمة ووهبتنى تلك المنزلة.. تزاملت أنا والمهندس حسن صقر الذى تولى وزارة الشباب والرياضة فترة تولى د.أحمد نظيف رئاسة الحكومة فى كلية الضباط الاحتياط بمقرها الانتقالى بمنطقة وادى الجن فى صحراء إسنا.. كنت أحمل رتبة نقيب ومنتدبا للتدريس بالكلية وكان هو يمضى فترة تجنيده ليتخرج ضابطا احتياطيا..

ورغم أن مواقعنا لم تكن تسمح بتقريب المسافات وإزالة التحفظات غير أننى أشهد أنه كان من الطلبة النابهين الصابرين الصامدين يتحلى بمخايل الرجولة المبكرة ويتسم بسمات الفحولة المبشـــرة ويتميز بالأخلاقيات الحميدة والمقومات الفريدة التى يندر توفرها إلا فى الشخصيات الثرية الفتية العفية.. ومرت الأيام وتوالت الأعوام وتابعت كرياضى محترف تألق الزميل السابق فــــى مجال كــــرة اليــد وكيف أصبح أحد العلامات المتفردة كلاعب موهوب وكابتن للزمالك والمنتخب الوطنى وأسهم فى تحقيق البطولات وصنع الانتصارات بالاجتهاد فى مجال عمله كمهندس إلى جانب تعلقه وتألقه كرياضى..

إقرأ أيضًا

تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع مديري مديريات الشباب 

ووقع اختيار د.نظيف عليه لتولى هذا المنصب الرفيع، وهنا كان لابد لى أن أتوقف حتى لا أتهم باستغلال خلفياتى فى التقرب من أصحاب المكانة.. لكن المهندس الوزير حسن صقر كان كما عهدناه أصيلا كريما متواضعا مجاملا محترما.. لم يأبه بالأضواء التى أحاطته أو بالأنوار التى غشيته ومد ما كان بيننا من جسور وأقام ما كان يربطنا من علاقات وأشهد أنه أيضا لم يتخل عن أصدقائه ورفاقه الحميمين أمثال الكابتن محمد البلتاجى والكابتن حسين لبيب، وكنا ثلاثتنا نلبى دعواته أحيانا فى مكتبه الوزارى ونلتقى فى حوارات ومناقشات رياضية ونستمتع برؤاه ورؤيته العميقة والآراء السديدة التى كانت غالبا ماترجح كفة رئاسته حتى وإن اختلفت أحيانا معه خاصة فى القرارات الحادة التى اتخذها قبيل خروجه من الوزارة يوم أن تصدى لمجلس إدارة النادى الأهلى، ويعلم الله أننى تركت مكتبـــه ليلة صدور هذا القرار وكنت أدعـــو من أعماقى ألا يصعِّد ورغم اعتكاف المهنـــدس الوزير حسن صقر وتفضيله الاحتجاب عن الأضواء والإعلام بعد إعفائه من المنصب الوزارى إلا أن الصدفة السعيدة جمعتنى وإياه فى مأدبة سحور تلبية لدعوة كريمة وجهها إلينا د.محمد عامر الرئيس السابق لنادى الزمالك فى أحد المنتديات النيلية، وكم بلغت سعادتى الذروة لهذا اللقاء وكم انتهزته لكى أستمتع بتلقائية الرجل وسماحته ورجاحة فكره وعمق ثقافته..

لم يتخل المهندس حسن صقر عن مقوماته الأصيلة ورفض خوض المواجهات الكلامية غير الناضجة التى حاول البعض جره إليها وكان يحرص عـــــلى التمســــك بالتســـــامى والتحـــلى بالتسامح والترفع عن الرد مفضلا الصمت الذى دائما ما كان أبلغ كثيرا من الثرثرة.. كما اعتذر لجماهير المعقل الأبيض التى ناشدته الخروج من عزلته والإسهام فى إنقاذ قلعتهم فى بعض الفترات غير أنه لم يجد نفسه قادرا على التلبية فى ظل هذا المناخ غير الصحى، ويبقى المهندس حسن صقر قيمة وقامة.. وصاحب الهامة وشخصية ملؤها الرسامة والوسامة وفى عهده الوزارى الذى استمر من ٢٠٠٥ إلى ٢٠١١ حصدت الكرة المصرية ثلاثة ألقاب قارية بالإضافة إلى العديد والعديد من الانتصارات والإنجازات.