د. بيومى إسماعيل
د. بيومى إسماعيل


من دروس الهجرة النبوية الشريفة.. الأخذ بالأسباب وسيلة للبناء والتقدم

نادية زين العابدين

الخميس، 28 يوليه 2022 - 08:05 م

نحتفل هذه الأيام بذكرى هجرة النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، وفيها نستعيد ونتعلم الدروس والعبر،التى من أهمها التخطيط والأخذ بالأسباب والإخلاص فى العمل، والتى ساعدت فى تأسيس الدولة الإسلامية، فكيف نستفيد فى وقتنا الحالى من هذا الحدث ؟.

عن هذا يحدثنا الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف فيقول :
الهجرة النبوية كانت ولاتزال تجسد معنى التضحية بالنفس والنفيس فى سبيل الله سبحانه، ولذلك أعد الله للمهاجرين فى سبيله عظيم الأجر قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: ياعمرو إن الإسلام يجب ما قبله والهجرة تجب ما قبلها.

إن الهجرة تمثل فيها معنى الجهاد، فقد كان من أسباب الهجرة أنه لما اشتد إيذاء المشركين للمسلمين قال صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت دار هجرتكم أرض سبخة ذات نخل وكانت تلك الأرض هى يثرب فبدأ الصحابة يتسللون إليها مهاجرين إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكان أول من هاجر أبو سلمة بعد أن نزع أهل زوجته منه زوجته وأخذوا ابنها ومع ذلك أكمل هجرته إلى يثرب وذلك قبل أن يهاجر النبى بعام كامل ..

ولما ذاع خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القبائل فقد كان صلى الله عليه وسلّم يعرض نفسه على القبائل حتى بايعه ناس من يثرب كانوا قد سمعوا من اليهود بقرب ظهور نبى هو النبى الخاتم فكانت بيعة العقبة الثانية وأرسل النبى صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ليعلم أهل المدينة الإسلام فلم يبق بيت فى المدينة إلا وفيه خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الجانب الآخر اجتمعت قريش فى دار الندوة وقرروا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى :»وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» وحينئذ أذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة فاختار أبا بكر ليكون رفيقا فى الهجرة.

اقرأ أيضا | وفد كبار علماء الهند في زيارة لجامعة الأزهر ورابطة الجامعات الإسلامية

ويضيف : لقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم فى الهجرة مبدأ التخطيط والأخذ بالأسباب وهذا يدل على انهما من معالم الشريعة، فمن الأسباب التى أخذ النبى صلى الله عليه وسلم انه اختار دليلا للطريق هو عبد الله بن أريقط مع أنه كان مشركا لأن السير فى الصحراء بغير دليل يؤدى إلى التهلكة مع أنه نبى موحى إليه، ولكنه يعلمنا كيف نتعامل فى حياتنا كلها فلابد من الأخذ بالأسباب حتى تتقدم أمتنا فى جميع المجالات، فقد كان عمربن الخطاب رضى الله عنه يقول: إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، ولننظر إلى المخترع اديسون الذى اخترع المصباح الكهربى لقد خاض أكثر من ستة آلاف تجربة حتى وصل إلى اختراعه، وأيضا من الخطوات التى اتبعها النبى صلى الله عليه وسلم أن تخفى فى غار ثور ثلاثة أيام حتى يهدأ الطلب عليه وكانت السيدة أسماء بنت أبى بكر وأخوها عبد الرحمن يذهبان إلى الغار بالطعام وبأخبار قريش.

ولقد رد النبى صلى الله عليه وسلم الأمانات التى كانت عنده لقريش مع أنهم أذوه وأخرجوه ضاربا بذلك المثل الأعلى فى أداء الأمانة، فما بالنا فى زماننا نجد البعض لا يحافظون على الأمانة التى بين أيديهم .

ويؤكد: الهجرة باقية إلى يوم القيامة: هجرة من الكسل الى العمل ومن البدعة إلى السنة ومن الحرام الى الحلال و من المعصية الى التوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر مانهى الله عنه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة