السبت، 30 يوليه 2022 - 09:01 م

هناء عبد الفتاح

الخدمة فى بلاط صاحبة الجلالة إليكترونياً وصلت لدرجة من السوء يتعذر معها التفرقة بين الخبر الصحفى بأركانه التى تعلمناها وبين أخبار خالتى اللتاتة التى تحيا بلا شغلة ولا مشغلة ويدفعها الفراغ العقلى دوماً لتناول كل ما هو أجوف منزوع القيمة مجهول الغاية، مؤسف ومحزن أن تتحول كاميرا الموبايل فى يد الصحفى إلى دليل إدانة ضد مهنيته وثوابتها والميثاق الذى قامت عليه، وأن يكون هو بنفسه الذى يعكس للرأى العام حجم سطحية وفراغ يضرب قدسية مهمة نقل الخبر فى مقتل ويجعل من خطوات أقدامه مسخة فى نظر القاصى والدانى،

عن فوضى البث المباشر أتحدث، عن تتبع أطراف قضايا الرأى العام لدرجة أصبحت مثيرة للغثيان فعلاً أشير، عن فتح الكاميرا عمال على بطال وبسبب وبدون سبب أكتب كلماتى والأجرعلى الله، الوقائع كثر ولا تكفى السطور لسردها، لكن تحديدا قضيتى نيرة أشرف فتاة المنصورة والمذيعة شيماء جمال كانت تغطيتهما الصحفية هى الأكثر فداحة على الإطلاق، بل هى تطور نوعى فى ظاهرة اللهث وراء الترافيك على حساب أى شيء، الصحافة الإليكترونية فى قضيتى نيرة وشيماء تتبعت أسرتيهما وأقارب الدرجة الأولى والتانية والتالتة وقرايب القرايب وحبايب الحبايب وصحابهم وجيرانهم وأى حد نيرة وشيماء عدوا من جنبه فى عشرات اللايفات فى الشارع وفى بيوتهم وفى المقابر وأينما ولوا شطرهم، وتتبعت بعد ذلك ردود أفعالهم جميعاً على الهمس واللمس والآهات والنظرات واللفتات والصمت الرهيب، وتتبعت بعد ذلك اللغط برمته والإشاعات برمتها وكل من أدلى بدلوه وكل من دخل على الخط، ومستمرين رغم أن الرأى العام الإليكترونى عبر عن قرفه من كل هذا بأشد العبارات، مستمرين لأن الترافيك أهم حتى لو على حساب المصداقية والمهنة، أوقفوا فوضى البث المباشر،

احترام القارىء أهم من الترافيك، احترام المهنة أهم من الترافيك، احترام أنفسنا قبل أى شيء أهم من الترافيك، أعرضوا على الناس اهتماماتهم وما يتوقون لمتابعته، أعيدونا لزمن كانت الدليل على صدق الوقائع هو فقط كونها « منشورة فى الجورنال » ،وكان الرد على من لم يصدق « إزاى يا جدع دى منشورة فى الجورنال » ، أعينوا المهنة لتعينكم .