د. محمود مسلم خلال حواره مع «الأخبار»
د. محمود مسلم خلال حواره مع «الأخبار»


محمود مسلم: «الإخوان» سقطوا وطنياً وسياسيًا قبل 30 يونيو.. وأخلاقيًا بعدها

محمد حمدي

الأحد، 31 يوليه 2022 - 06:15 م

الغرب اقتصر حقوق الإنسان على السياسية ولم نسمع منهم إدانة لحرق الكنائس

د. محمود مسلم هو كاتب صحفى متميز كفء وإعلامى كبير وبارع.. حاصل، على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف فى الإعلام السياسي، عن دراسة بعنوان «العوامل المؤثرة فى تأطير الصحف اليومية لقضايا التحول السياسى فى مصر خلال الفترة من عام ٢٠١١ حتى ٢٠١٧».. يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة جريدة الوطن.. بعدما قضى حوالى ٧ سنوات فى رئاسة تحريرها، وهو أيضاً رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشيوخ، اختص «الأخبار» بهذا الحوار الشامل حول قضايا الساعة فى ملف الإعلام، أثناء الحوار كانت الأسئلة تروح وتفد، يعن استفسار أو يطرأ تساؤل، ولدى الكاتب محمود مسلم الأجوبة الناجعة، والرؤية الشاملة، يتحدث باستفاضة عن مواجهة الشائعات، والدور الذى لعبه الإعلام فى مساندة الدولة خلال فترة الأزمات منذ ثورة 30 يونيو وحتى جائحة كورونا.. وانتهاءً إلى الحرب الروسية - الأوكرانية، يعرج على ملف حقوق الإنسان فى مصر والتطور الكبير الذى طال هذا الملف بمفهومه الشامل.. يتكلم بصراحة عن المؤسسات الصحفية القومية، وتقييمه لأداء الهيئة الوطنية للصحافة، والمشهد الإعلامى المصرى ككل؛ فإلى نص الحوار.

ما تقييمك للأداء الإعلامى فى الجمهورية الجديدة.. خاصة بعد الدور الذى لعبه الإعلام فى مساندة الدولة وإدارة الأزمات منذ ثورة 30 يونيو مروراً بجائحة كورونا وحتى أزمة الحرب الروسية-الأوكرانية؟
الإعلام دائماً دوره محل جدل عبر سنوات طويلة، فالإعلام عبر بشجاعة عن مطالب الناس واحتجاجاتهم فى فترة جماعة الإخوان، وكان له دور بارز وهذا كان محل تقدير لدى المواطنين.

وكان لديهم نوع من الامتنان تجاه هذا الدور.. بمعنى أن الإعلام لم يصنع هو الثورة ولكنه عبر عن مطالب الناس بشجاعة، وفى هذه المرحلة كانت الجماعة تدعى أن الثورة خرجت من استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي

وهذا ادعاء باطل وغير صحيح، وللأسف بعد الثورة وقعت بعض الأخطاء المهنية التى تصل لحد الجرائم من وجهة نظري، وذلك يرجع لعدم وجود منظومة تحكم المشهد الإعلامى وقتها، كنا نعانى من مشهد هو أقرب إلى حالة السيولة الإعلامية.

ولكن بعد إنشاء وتدشين الهيئات الإعلامية الثلاث ومع انتظام الأمور.. صحح الإعلام نفسه بشكل كبير وأفضل، وفيما يتعلق بالتعبير عن الدولة ومساندتها فالإعلام نجح فى ملف مواجهة الإرهاب.

وفى ملف الوحدة الوطنية وفى أزمة كورونا، كما نجح الإعلام بشكل كبير فى توعية الجماهير بالمخاطر، وبتبصير الناس بما يتم من مشروعات قومية عملاقة فى البلاد.. لكن تبقى هناك بعض الأشياء التى أخفق فيها الإعلام.. وكل هذا تجارب وخبرات تتراكم لتصحح الأمور نفسها فى النهاية، فالإعلام مجال قابل للتفاعل طوال الوقت، لهذا نطالب دوماً بالتمسك بالمهنية لأنها الطريق الوحيدة للحماية من الأخطاء أو الجرائم المهنية.


ما تقييمك للوضع الإعلامى بعد إنشاء المجلس الأعلى للإعلام.. والهيئتين الوطنيتين للصحافة والإعلام.. وتقييمك لأداء الهيئات نفسها؟
من وجهة نظرى فكرة إنشاء الـ3 هيئات أضافت للمنظومة الإعلامية؛ لأنها أوجدت 3 هيئات مستقلة وضبطت المشهد إلى حد كبير.. وتقييمى لأدائها هو جيد جداً، ولنقارن الوضع الحالى بالوضع قبل وجود الهيئات.. هل كان هناك من يقدر على هذا الدور فى ظل حالة السيولة الإعلامية التى كانت موجودة؟.


لكن حالياً الأمور واضحة.. وهناك نقابة للإعلاميين وهذا يدل على أن المنظومة اكتملت، لكن الشكوى من الإعلام بشكل عام لا تنتهى لأنه مجال به تفاعل ودوما هناك اختلاف فى وجهات النظر.. فهناك بعض الناس التى ترى أن الإعلام لم يقم بدوره.

وهناك البعض الذى يرى أن الإعلام يبالغ، وأنا أحياناً أقابل مواطنين يقولون إن الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بإنجازات كبيرة وأنتم لم تعبروا عنها، وناس أخرى تقول «إنتم بتطبلوا»..
المؤسسات القومية .


ما رؤية لجنة الإعلام بمجلس الشيوخ لحل أزمة الصحافة القومية.. وكيف تقرأ قيام الهيئة الوطنية للصحافة بحل مشاكل مستحقات نهاية الخدمة للمحالين للمعاش بالصحف القومية بشكل نهائي؟
عقدنا عدة اجتماعات باللجنة لمتابعة تطورات هذا الملف، واستضفنا المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وقام بعرض المشاكل والتحديات ورؤيته لحل أزمات المؤسسات القومية.. وعدد كبير من النواب أثنى على الخطة وأشاد برؤية الشوربجي، وهو شخص منظم وله تفكير علمى وقيادة حقيقية.. ونحن نسمع أصداء من الزملاء بالصحف القومية وإشاداتهم برئيس الهيئة الوطنية للصحافة.. فضلاً عن أن قراره بإنهاء أزمات مستحقات المحالين للمعاش هو قرار قوى جداً.

ولابد أن نعلم أن صدور مثل هذا القرار يستوجب وجود تفاوض قوى جداً مع الحكومة لتوفير هذه الأموال.. لكن هذه هى أبسط حقوق الناس فكان لابد من صدور هذا القرار، وأرى أنه يجب أن نوجه له التحية على هذا القرار لأنه كان هناك ناس كثيرون يشتكون من عدم الحصول على مستحقاتها.


الهيئة أنجزت
من وجهة نظرك.. إلى أى مدى نجحت الهيئة الوطنية للصحافة فى حل مشكلات الصحف القومية؟
قرار إنشاء الهيئة الوطنية للصحافة.. جعلها مالكة للمؤسسات ومنح الفرصة للاستفادة من الخبرات المختلفة بالمؤسسات، وأوجد عقلاً رئيسياً مفكرًا لإدارة المؤسسات.. خاصة فيما يتعلق بإدارة أمورها الاقتصادية.. لاسيما أن معظم هذه المؤسسات متعثرة، مما وفر القدرة لاستثمار الأملاك والأصول بشكل فاعل يضمن انتقال الخبرات بين المؤسسات.

ولم نعد نرى سيطرة منفردة لرئيس مجلس إدارة مؤسسة «يحب يعمل مهرجان للشو بمزاجه زى ما كان بيحصل زمان».. وهذا لا يمنع أن المحتوى متشابه ويديره الزملاء من رؤساء التحرير كل جريدة وفق سياستها وظروفها وقرائها وصحفييها.

والهيئة أنجزت بشكل كبير فى هذا المجال، والمهندس عبد الصادق الشوربجى يتفاوض مع الحكومة دائما فى ملفات محددة واستطاع أن يحقق مكاسب فى الفترة الماضية.. سواء عن طريق بيع بعض الأصول أو ترشيد النفقات، ما أوجد الإدارة الاقتصادية السليمة للمؤسسات، وهو ما كنا نصبو إليه منذ فترة كبيرة.


لجنة الإعلام بمجلس الشيوخ خصصت عدداً من اجتماعاتها لمناقشة ظاهرة الشائعات.. إعلاميا ومهنياً كيف يمكن مواجهة هذ الظاهرة؟
الشائعات علاجها الرئيسى هو توفير المعلومات.. وأن تكون هناك مصداقية وثقة مع الناس وألا نسمح بوجود معلومة خاطئة.. وهذا لا يمنع أننا مررنا بمرحلتين محوريتيتن فى ملف الشائعات.. المرحلة الأولى كان البعض يرى أنه لا يجب الرد على سخافات وشائعات الإخوان، عبر منصاتهم المختلفة لأن تأثيرهم ضعيف.

لكن الحقيقة بعد فترة أصبح موضوع التراكم على مواقع التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا» يؤدى إلى بلبلة، والإخوان كان هدفهم خلق حالة من عدم الثقة فى النظام وفى مؤسسات الدولة.

وبث حالة من الإحباط والتشاؤم بالمستقبل لدى المواطنين، وحاولوا أكثر من مرة أن يفقدوا الناس ثقتهم فى القدوة حتى لو كانت هذه القدوة بعيدة عن السياسة.. حتى فى المشاكل الاجتماعية تدخلوا فيها بشائعاتهم المغرضة بهدف تفكيك المجتمع.


المرحلة الثانية بعدما أدى انتشار الشائعات والتراكم عبر السوشيال ميديا لحالة من البلبلة، وبدأت تتزايد تساؤلات الناس عن مدى صحة ما يُثار.. وكان الإعلام عازفًا عن الرد عليهم لعدم الترويج لشائعاتهم.

ومع سنة 2020 بدأت مرحلة المواجهة وأعتقد أن الإعلام المصرى انتصر فيها، فشهدت الرد على كل ما يثيره الإخوان من قبل الإعلام المصري.. سواء عن طريق الرد من الإعلام أو مركز معلومات مجلس الوزراء والذى لعب دورًا مهمًا جدًا فى التصدى للشائعات.

والناس كل يوم تكتشف كذب الإخوان وتضليلهم وضلالهم، وهو ما افتُضح خلال أزمة كورونا عندما كانوا يدعون المصابين بالفيروس للخروج فى الشوارع حتى يُصاب الجميع، وهو ما يؤكد أن الجماعة وصلت لمرحلة من العته.

وأنا دائمًا أؤكد أن جماعة الإخوان سقطت وطنياً وإدارياً وسياسيًا قبل 30 يونيو.. وسقطوا أخلاقيًا بعدها عن طريق كم الكذب والتشويه والادعاءات التى كانوا يطلقونها.


السوشيال ميديا 
الجلسة الختامية لدور الانعقاد الثانى لمجلس الشيوخ شهدت مناقشة طلب بتدشين استراتيجية شاملة للتوعية الوطنية.. كيف يمكن صقل وعى الناس؟
طالبنا كثيراً المواطنين بعدم مشاركة الأخبار والشائعات على السوشيال ميديا، لاسيما الأخبار مجهولة المصدر، لأن اللجان الإخوانية موجودة بكثرة وهى ممولة وتلعب دوراً حقيراً طوال الوقت.

وهذه اللجان أحياناً لها ألاعيبها أحيانا تضع فيديو عنوانًا لفيديو ليس له علاقة بالمحتوى، أو تنشئ صفحة عن المطبخ ثم تتحول لصفحة سياسية.. أو صفحة رياضة يجذب بها الجمهو ، «هما لعبوا معانا كل الألاعيب لكنهم فى النهاية خسروا».. قضية الوعى أثرناها فى المجلس عدة مرات.

ومن يحملها للإعلام فقط هو مخطئ.. لأن الإعلام ينجح فى الإخبار والحقيقة لكن فى التأثير وتغيير القناعات وتعديل السلوكيات، قد يكون التواصل المباشر هو الأفضل، وهو ما يتم عن طريق قادة الرأى من أعضاء البرلمان نواب وشيوخ ورجال الدين والأطباء.

منظومة الوعى حتى تكتمل نحتاج لأدوار أخرى أكثر عمقاً للمؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والتعليمية ومؤسسات الشباب، كلها يجب أن تتداخل بشكل مباشر فى منظومة الوعى «الناس تتساهل وترمى هذه المسئولية على الإعلام».


البرلمان بغرفتيه.. مجلسا النواب والشيوخ، تصدى كثيراً لتقارير مشبوهة صدرت عن مؤسسات تدعى أنها حقوقية من الغر ب وأوروبا عن حالة حقوق الإنسان فى مصر.. كيف تقرأ التطور فى ملف حقوق الإنسان فى مصر؟
حالة حقوق الإنسان فى المجتمع المصرى الذى يواجه الإرهاب وكان مفككاً ويواجه عدم الاستقرار، من الطبيعى أن يكون بها بعض المشاكل فى التطبيق أو القانون أو حتى حالات فردية.. ولكن المؤكد أن الغرب اقتصر حقوق الإنسان على الحقوق السياسية فقط.

وهو أمر به قدر من الأغراض لكن هناك تطور ملموس ومعالجة للسلبيات التى كانت قائمة، لدينا منهجية جديدة فى فكرة السجون انتهجتها وزارة الداخلية.. حتى اختفى المفهوم العام والتقليدى للسجن وأصبح مركزاً للتأهيل والإصلاح والتدريب، أيضًا الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

والأهم هو المفهوم الشامل لحقوق الإنسان مثل مواطنى العشوائيات الذين تم نقلهم لمساكن بديلة لائقة، فضلا عن مبادرات الرعاية الصحية مثل 100 مليون صحة والقضاء على فيروس سى وغيرها.. علاوة على تطوير التعليم والاهتمام بالأطفال ودعم ذوى الاحتياجات الخاصة والمرأة.

والتعامل مع كل فئات المجتمع من مبدأ المواطنة يؤكد التطور الكبير الذى طال ملف حقوق الإنسان فى مصر بمعناه الشامل.. لكن هناك بعض الناس يتحدث عن واقعة معينة أو شخص بعينه.. على مر التاريخ كان يتأكد لنا أنها أمور مغرضة، بدليل أنه عند حرق الكنائس فى عهد الإخوان.. لم نسمع إدانة من أيٍ من هذه المنظمات أو الدول التى دأبت على انتقاد حقوق الإنسان فى مصر التى تدين الآن.

وأنا أرى أن ملف حقوق الإنسان يجب أن تهتم به الدولة كما اهتمت الفترة الماضية وأطلقت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ويجب ألا نترك فرصة لأحد للتدخل فى هذا الأمر؛ فمصر هى الأحق بأن تراعى مواطنيها وهذا يحدث بالفعل -رغم وجود بعض المشكلات- وهناك أمور كثيرة تحسنت وهناك أمور تحتاج لتحسن أكبر.. لكن كل هذا يتحقق بحوار داخلى وليس بضغوط خارجية.


ما الصيغة المثلى للرد على هذه الاتهامات الحقوقية؟
لابد أن نكون محددين هل نتفاعل مع الخارج أم لا.. المؤكد أن صورتنا فى الخارج أسوأ من الواقع بكثير، ولابد أن نحسم وضعنا مع الخارج، فهناك مؤسسات مغرضة ومشبوهة على رأسها «هيومان رايتس ووتش»، وهناك جهات يجب التفاعل معها سواء صحافة أو مؤسسات حقوقية.. كنا فى نيويورك منذ سنتين.

والرئيس السيسى دعا رئيس صحيفة نيويورك تايمز لزيارة مصر، وتفقد الأوضاع الحقوقية على أرض الواقع، وإذا كانت هناك جهات مغرضة فهناك أيضاً عدد من الجهات «مش فاهمة».. لذا نحتاج للتفاعل مع الخارج فى هذا الشق بشكل أكبر ونعمل حاليا على الجهات «اللى مش فاهمة».. أنا أرى دائماً أننا ليس عندنا ما نخفيه.


الحوار الوطنى 
 كيف يرى النائب محمود مسلم تجربة الدعوة لحوار وطنى شامل وغير مسبوق.. وما الأهداف المرجوة منه؟
قدمت رؤيتى للحوار الوطني، وركزت خلالها على ضرورة صياغة ميثاق شرف لكل المشاركين من القوى الوطنية بعدم التواصل أو التعاون مع الإخوان، بحيث لا تتم المطالبة بالعفو عمن تورط فى ترويع وإرهاب المصريين.

وإذا كان هذا الحوار الوطنى لإعادة اصطفاف تحالف 30 يونيو، فالجميع لديه موقف من جماعة الإخوان بعدم التواصل مع هذه الجماعة الإرهابية الخائنة، وأرى أن من أهم أهداف الحوار الوطنى مشاركة الناس فى صياغة شكل الجمهورية الجديدة التى دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي.. فضلاً عن إعادة فتح قنوات الحوار المفقود بين الحكومة وكافة الأطياف السياسية، «الناس تعرف الحكومة بتعمل إيه وتفاصيل جهودها»، وهو ما يحتاج لرؤية شاملة لن يفرزها إلا الحوار.


 كيف تنظر إلى الحياة الحزبية بشكلها الحالى فى مصر؟
لو كان هناك تفاعل بشكل أكبر للأحزاب، ولو كانت كوادر الأحزاب مؤثرة فى الشارع لكنا فى موقف أفضل، بعض أحزاب المعارضة كانت تتحجج قبل الثورة بالقيود والطوارئ، بعد الانتخابات فى 2011 لم يحقق أحد منها شيئا وما زالت نفس الحجج تُقال ويتم تداولها، ولا وجود فعليا على الأرض باستثناء الأحزاب الممثلة فى البرلمان، وممثلو الأحزاب عندما يشاركون فى الحوار الوطنى يجب أن يعبروا عن نبض الناس بشكل علمى وليس بشكل انطباعي، ومتفهمين لملفات الدولة المختلفة بشكل جيد وهو ما يدعو إليه الرئيس دوماً.


فى ضوء الدعم الذى قدمته الدولة للمنشآت السياحية خلال أزمة كورونا.. ما رؤية اللجنة لوضع السياحة المصرية حالياً وآليات دعمها؟
اللجنة عقدت 39 اجتماعاً خلال دور الانعقاد المنصرم.. كان أغلبها لمناقشة أوضاع السياحة،عدد كبير من الزملاء النواب ناقشوا سياحة اليخوت والبواخر، وملف البوركينى والموانئ المصرية وتراخيص مزاولة مهنة الإرشاد السياحى والفنادق العائمة، أيضًا استضفنا وزير السياحة وعرض خطته على النواب وهناك تواصل دائم مع وزارة السياحة والآثار.

ووضعنا أيدينا على بعض السلبيات والوزارة تفاعلت بشكل إيجابى مع كل ما طرحه النواب.. ولا أنكر أن السياحة فى ظل جائحة كورونا مثلت أزمة كبيرة؛ لكن الدولة دعمت هذا القطاع بشكل قوى جداً.

وتجاوزنا هذه المرحلة، وأعتقد أن الإجراءات الجديدة من الوزارة بتقييم الفنادق والمنشآت السياحية فى صالح الهدف الرئيسي.. وهو وجود سائح نوعى ينفق بقدر كبير أثناء وجوده فى البلد.


لجنة السياحة بمجلس الشيوخ أثارت منذ فترة أزمة البوركيني.. ما الذى انتهت إليه المناقشات؟
استضفنا فى اللجنة وزيرى الثقافة والسياحة ورئيسى المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، والنواب استمعوا لخططهم ورؤاهم وقدمنا رؤية لتطوير قصور الثقافة، أما موضوع البوركينى فكان قضية مطروحة ونحن فى اللجنة تعمقنا فى مناقشتها.

وكان هناك تعقيب للفنان يحيى الفخرانى فى هذه القضية أثار اهتمام الجماهير، وأى قضية تهم الناس نقوم بمناقشتها، أزمة البوركينى نحن عالجناها ليس على مستوى الفنادق فقط، ولكن على صعيد المنتجعات التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية بالعين السخنة وفى الساحل الشمالي.

وحاورنا المسئولين عنها فى هذه المواقع وألزمناهم بتوزيع الاشتراطات بحيث لا يمكن أن يتم حرمان مواطنة مصرية من النزول للبحر أو حمام السباحة لأنها ترتدى البوركيني.. لأن هذا لا يتفق مع القيم المصرية.. ما دام هذا الزى لا يمثل أى ضرر صحى أو بيئي.

وكان هذا هو المعيار الذى تم الاتفاق عليه.. وما دمنا نتيح للناس ارتداء ما يريدونه بحرية فلا يمكن أن نحرم البعض الآخر، وسنعيد فتح الملف فى الصيف ونستقبل أى شكوى فى هذا الصدد.


ملف إعلام الطفل هو ملف مهم مُهمَل.. ما رأيك، خاصة فى ظل الروافد الخارجية القادمة لأولادنا عبر الإنترنت واعتزام شركات كبرى مثل ديزنى دعم المثلية الجنسية عبر ما تقدمه من محتوى؟
كتبت مقالاً فى 2009 عن هذه القضية فى المصرى اليوم، ونحن نحاول نتحرك فى هذا الملف وكانت إحدى النتائج مسلسلا كرتونيا مصريا شهيرا هو «يحيى وكنوز».. الذى أنتجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وتمت إذاعته خلال شهر رمضان الماضي.

مصر هى الأحق بمراعاة

مواطنيها وما تحقق

نتيجة لحوار داخلى

وليس لضغوط خارجية 
 

ويجب ألا نغفل عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى التقى منذ فترة قصيرة بالكاتبة سماح أبو بكر عزت.. وهى كاتبة متخصصة فى أدب الأطفال، وأعتقد أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لديها خطة لدعم إعلام الطفل، ومسألة فلترة المحتوى الخارجى الوافد لأطفالنا هى التحدى المقبل، لأنه قضية شائكة وخطيرة جدًا تنافى أدياننا وأخلاقنا وتقاليدنا وللأسف الغرب منفتح فيها ومُصر عليها بشكل غريب.

ويُسخر لها كل أدواته بما فيها القوى الناعمة والسوشيال ميديا والدراما، هو صراع لابد أن ننتبه له حتى لو أجلنا المواجهة لأنه يمكن أن يدمر مجتمعاتنا.


الفن المصرى 
ما تقييمك لقوة مصر الناعمة خاصة بعد أفلام الإنتاج الوطنى مثل «الممر» و«كيرة والجن» ومسلسل «الاختيار» وغيرها والندوات التثقيفية.. إلى أى مدى نجحت قوتنا الناعمة فى الفترة الأخيرة؟
مصر لديها قوة ناعمة قوية ومؤثرة وما زالت تؤثر فى منطقتنا ومحيطنا الإقليمي.. قد تكون أقل من فترات ماضية بحكم الظروف.. لكنها ما زال متواجداً فى الرياضة -كنا مع الأهلى فى أبو ظبي- معظم الجماهير العربية تعرف الأهلى وتحبه وتعشقه.

الفن المصرى ما زال رائدًا ولديه قوته وإبداعه، «ما حدش يقدر ينسى محمود عبد العزيز ولا محمود ياسين» ولا ينكر قوة عادل إمام ويحيى الفخرانى أو كل رموزنا الفنية الجميلة، وحتى الأجيال الجديدة كريم عبد العزيز ومحمد هنيدى وأمير كرارة وأحمد عز وهانى رمزي، لأنهم امتداد لأجيال أخرى.

نحتاج لأدوار أكثر عمقاً للمؤسسات الدينية  والتربوية والثقافية حتى تكتمل منظومة الوعى

الدولة مهتمة بإعلام الطفل.. والشركة المتحدة لديها خطة لهذا الملف
 

 

اقرأ ايضا | رئيس الوطنية للصحافة: المؤسسات القومية ليست للبيع.. وهدفها التنوير لا الربح

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة