الأربعاء، 03 أغسطس 2022 - 05:54 م

أثناء وجود الاستعمار البريطاني فى الهند، حدث أن ضابطا بريطانيا صفع مواطنا هنديا على وجهه، فكانت ردة فعل المواطن الهندي أن صفع الضابط بكل ما يملك من قوة وأسقطه أرضا.. ومن هول الصدمة المذلة انسحب الضابط من المكان، واتجه إلى مركز قيادته ليحدثهم بما حصل، ويطلب المساعدة لمعاقبة هذا المواطن.. لكن القائد هدأ من روعه، وأخذه إلى مكتبه، وفتح خزينة وقال للضابط: خذ من الخزينة خمسين ألف روبية، واذهب إلى المواطن الهندى واعتذر له على ما بدر منك، واعطه هذه النقود.

جن جنون الضابط وقال: أنا من له الحق فى صفعه وإذلاله، لقد صفعنى وهو لا يملك الحق، هذه أهانة لى، ولك، ولجيش صاحبة الجلالة. وقال له القائد: اعتبر هذا أمراً عسكرياً عليك تنفيذه دون نقاش، امتثل الضابط لأوامر قائده، وأخذ المبلغ وذهب إلى المواطن الهندى وعندما عثر عليه قال له: أرجو أن تقبل اعتذارى، وهذه خمسون ألف روبيه هدية مع اعتذارى لك.. قبل المواطن الهندى الاعتذار والهدية.
كانت الخمسون ألف روبية فى تلك الفترة تعتبر ثروة، فأصبح من رجال الأعمال، ونسى الصفعة، لكن الإنجليز لم ينسوا صفعة الهندى للضابط.
وبعد فترة من الزمن استدعى القائد الانجليزى الضابط الذى تم صفعه وقال له: أتذكر المواطن الهندى الذى صفعك؟؟. قال الضابط: كيف أنسى؟
قال القائد: حان الوقت لتذهب وتبحث عنه وبدون مقدمات اصفعه أمام أكبر حشد من الناس.

قال الضابط: لقد رد الصفعة وهو لا يملك شيئا، أما اليوم وقد أصبح من رجال الأعمال وله حراس، فهو لن يصفعنى فقط بل سيقتلنى.
قال القائد لن يقتلك، اذهب ونفذ الأمر بدون نقاش.. امتثل الضابط لأوامر قائده وذهب إلى حيث الهندى، كان حوله حراسه وجمع من الناس، فرفع يده وصفع المواطن الهندى على وجهه حتى أسقطه أرضا.
لم تبدر من الهندى أى ردة فعل.
اندهش الضابط وعاد مسرعا إلى قائده.

وقال للقائد فى المرة الأولى رد الصفعة بأقوى منها، وهو فقير، ووحيد، واليوم وهو يملك من القوة ما لا يملك غيره لم يجرؤ على قول كلمة فكيف هذا؟.
قال القائد الانجليزى: فى المرة الأولى كان لا يملك إلا كرامته ويراها أغلى ما يملك فدافع عنها.
أما فى المرة الثانية وبعد أن باع كرامته بخمسين ألف روبية فهو لن يدافع عنها فلديه ما هو أهم منها.